بيت نمل

 أكدت دراسة أجريت على بيتٍ للنمل الأبيض، يعود إلى حقب سحيقة، أن بوسع الحشرات الحياة في البيوت ذاتها دون تغيير لآلاف السنين. 

وتحظى حشرات النمل الأبيض بقدرات لافتة في علم الهندسة، فهي قادرة على بناء بيوتها – تلك التي تتخذ شكل تلال - بارتفاع يزيد على عشرة أمتار لكل منها، وبقاعدة يبلغ عرضها نحو 15 مترا ، وتنظم تلك البيوت درجات الحرارة وظروف التهوية بداخلها. 

وعثر علماء في منطقة "مايومبو" في وسط أفريقيا، على بيت غير مأهول للنمل الأبيض يعود إلى أكثر من 2200 عام. ويشير هذا الكشف العلمي الجديد إلى أن حشرات النمل الأبيض استخدمت نفس البيوت لآلاف السنين. 

وكتب علماء في دورية (بليوجيوغرافي بليوكليماتولوجي بليوإيكولوجي)، التي تُعنى بدراسة الجغرافيا والمناخ والنظام البيئي أن "الحجم الهائل لهذه البيوت يشير إلى أن عمرها يتجاوز المدة التي تستغرقها دورة حياة ملكة واحدة من ملكات النمل الأبيض، وهي الدورة التي نادرا ما يزيد أمدها الزمني على 20 عاما". 

وحدد فريق من الباحثين العاملين في جامعتي "غنت" البلجيكية و"لوبومباشي" بجمهورية الكونغو الديمقراطية، الحقب الزمنية التي تعود إليها أربعة بيوت كبيرة للنمل الأبيض في هذه المنطقة، وذلك عبر استخدام تقنية تُعرف باسم "تحديد العمر باستخدام الكربون 14". 

وأخذ الباحثون عينات من التربة على طول المحور الرأسي لكل بيت من تلك البيوت، ومن بين البيوت الأربعة التي خضعت للدراسة، كان هناك بيتان اثنان غير مأهولين بالنمل الأبيض وآخران مفعمان بالحيوية، تقطنهما حشرات النمل في الجزء العلوي من كل منهما. 

وتبين أن عمر التربة في البيت الأكبر حجماً يزيد كلما اقتربنا من قاعدته، والتي يعود عمرها إلى ما بين 2335 و2119 عاماً من الآن ، بينما أظهر فحص البيت الأصغر، الذي يندرج ضمن العينة ذاتها، أن له سماتٍ مماثلة. كما تبين أن عمر قاعدته يعود إلى ما بين 684 و796 عاماً. 

لكن الدراسة كشفت عن أن النمل الأبيض استخدم البيت بانتظام خلال حقبة زمنية تعود إلى ما قبل نحو 500 إلى 800 عام من الآن، وذلك في فترة كان يسود المنطقة خلالها طقس دافئ على نحو استثنائي.