لندن ـ وكالات
من الصعب أن ترى السماء وسط مشهد لا يتكرر إلا مرة واحدة في السنة، عندما يطير أكثر من 8 ملايين خفاش (وطواط) معا في احدى أكبر الهجرات للثدييات في افريقيا لا بل وأكثرها إثارة أيضا. وقد التقط الصور المذهلة لهذه الهجرة المصور البريطاني ويل بورارد لوكاس (29 عاما) Will BurrardLucas في المنتزه الوطني في كاناسا في جمهورية زامبيا الافريقية the Kasanka National Park in Zambia. فلم يجد وطواط الفاكهة الذي يصل مدى جناحيهإلى 6 اقدام أي متر وثمانين سنتيمترا إلا أن يعيش على رقعة أرض صغيرة مساحتها "آكر" واحد اي حوالي 4050 متر مربع في زاوية صغيرة من منتزه كاناسا الوطني. وبعد عودة الخفافيش إلى موطنها بعد صيدها اليومي، تحمل كل شجرة حتى 10 أطنان من الخفافيش، مما يجعل المنطقة من أكثر المناطق كثافة واكتظاظا بالثدييات ذات الدم الحار في العالم. فقد وجد لوكاس أن الخفافيش تغادر موطنها في أعالي الشجر عندما تغيب الشمس لتعود مع الفجر لتنام. وقال "معظم الناس الذين يشاهدون صوري يستغربون من أعداد الخفافيش الهائلة. والبعض يخاف من الخفافيش ويجد هذه الصور مزعجة للغاية". ويتابع لوكاس "في بعض الصور تكون الخفافيش كثيفة بحيث لا يمكننا مشاهدة السماء خلفها. وهذه الهجرة أقل شهرة من هجرة الثيران الأفريقية فيgreat wildebeest في منطقة سيرينغيتي Serengetiوالـ "ماساي مارا"، ولذا يستغرب معظم الاشخاص عندما يتعرفون إلى هذا النوع من الهجرة السنوية". ويرى لوكاس ان "عدد الخفافيش التي تشارك في الهجرة هي اكثر بكثير من عدد الثيران الافريقية والحمير الوحشية مجتمعة". فالخفاش ذي اللون الذي يشبهلون القش، هو نوع فرعي من خفاش الفاكهة الموجود في معظم مناطق جنوب الصحراء الكبرى في افريقيا. وكمية الفواكه الكبيرة التي تتغذى عليها هذه الكائنات تسمح لها بالوصول الى وزن 11 أونصة أي حوالي 311 غراماً وأن يعيش الخفاش الى عمر يصل الى 30 سنة في الطبيعة. ويضيف "حيث ان هجرة الثيران الافريقية التي أشرنا اليها كأكبر هجرة للثدييات في العالم ويصل عدد الثيران فيها الى 1.5 مليون ثور، الا انها تعد الهجرة الاكبر على مستوى سطح الارض فقط".