تم اكتشاف جمجمة متحجرة لقرد مات في سن صغيرة قبل ستة ملايين سنة في مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين, الأمر الذي يقدم دليلا جديدا للبحوث في مجال أصل الإنسان .وقال جي شيويه بينغ, الباحث الذي قاد هذه الدراسة, في مؤتمر صحفي مؤخرا ان هذه ثاني جمجمة يتم اكتشافها لقرد صغير السن قطن في منطقة أوراسيا في العصر الميوسيني الذي يعود تاريخه الى ما قبل 23 -5 ملايين سنة.وأضاف جي, الباحث في معهد الآثار الثقافية وعلم الآثار بمقاطعة يوننان, ان هذه الجمجمة تتمتع بأهمية كبيرة في مجال البحث في تاريخ أسلافنا ، لأن الزمن الذي عاش فيه هذا القرد قريب من زمن ظهور الانسان, الذي يقدر عند ما بين 7 - 5 ملايين سنة.وأشار لو تشينغ وو، بروفيسور في معهد علم أحافير الفقاريات وعلم التاريخ الطبيعي للانسان القديم فى اكاديمية العلوم الصينية, الى انه قد عُثر على عدد من المتحجرات لرئيسيات قديمة في ذلك العصر في افريقيا، ولكن هذا النوع من الإكتشافات نادر في آسيا, لذا يعد هاما للغاية.وعُرض وصف مفصل لعملية الإكتشاف في نشرة العلوم الصينية بالشهر الماضي، بعد ما يقارب أربع سنوات من اكتشاف جي وزملائه للجمجمة في حفرة بمصنع طوب في قرية شويتانغبا بمدينة تشاوتونغ.وقد تم تحديد تاريخ القرد الأحفوري الى ما قبل6.2 - 6.1 مليون سنة في أواخر العصر الميوسينى، وينتمي الى نوع لوفنغ بيثكوس، وهو أصغر سنا بين جميع الرئيسيات القديمة التي أكتشفت سابقا في مقاطعة يوننان.يذكر ان لوفنغ بيثكوس إسم يطلق على بقايا القرود الأحفورية التي أكتشفت في كاييوان، ولوفنغ، ويوانمو، وتشاوتونغ في مقاطعة يوننان منذ عام 1950. ويرجع تاريخها الى ما قبل 11 - 7 ملايين سنة، وقد تعرض معظمها للسحق والتشويه بشدة.وتعتبر هذه الجمجمة, التي حافظت على معظم الهيكل العظمي للوجه, متكاملة نسبيا وغير مشوهة مما يقدم معلومات ثمينة حول تشكل ونمو نوع لوفنغ بيثكوس, وفقا للدراسة.وأشارت الدراسة الى ان هذا القرد القديم يشترك مع البشر في بعض السمات, "ومن اهم هذه السمات ان عرض محجر العين أطول من الإرتفاع مثلنا تماما" وفقا لما قال البروفيسور لو.ولاحظ جي انه على الرغم من ان الإكتشاف الجديد يوحي بوجود علاقة مع أول ظهور للبشر من حيث التوقيت والتشكل، ولكنه لا تزال الأدلة الأحفورية غير كافية لتوضيح علاقته بأنواع اشباه البشر القدماء.ورغم وجهة النظر السائدة التي تقول بان أسلاف الإنسان نشأوا في افريقيا. ذكر لو انه في السنوات الأخيرة، اقترح بعض العلماء نظرية مفادها أن آسيا وليس أفريقيا، هي مهد أصل الإنسان وذلك على أساس سلسلة من الإكتشافات الأخيرة. "ويبدو ان امامنا الكثير من أعمال البحث في مثل هذا الإحتمال ".ومن جهته ذكر جي ان هذا النوع من القردة القديمة نجا في يوننان, بينما إنقرضت القردة التي عاشت في أجزاء أخرى من أوراسيا في أواخر العصر الميوسينى بسبب تدهور المناخ.وأشار جي الى امكانية ان تكون عوامل المناخ الحار والرطب والغابات الاستوائية وشبه الإستوائية المورقة الذي كانت منتشرة في المناطق الواقعة اليوم بجنوب غربى الصين في أواخر العصر الميوسيني قد وفرت بيئة ملائمة لنشوء البشر وتطورهم. ولذلك، تعتبر يوننان موقعا محتملا لكشف ذلك الغموض.وفي الموقع الذي تم فيه العثور على الجمجمة، إكتشف الباحثون الصينيون ونظراؤهم من الولايات المتحدة هياكل عظمية مكسرة لثلاثة أفيال قديمة عاشت قبل ستة ملايين سنة.واشتركت نينا جابلونسكي من جامعة ولاية بنسلفانيا في قيادة هذه الدراسة الجديدة. وساهم باحثون من الأكاديمية الصينية للعلوم ومعهد تشاوتونغ للآثار الثقافية أيضا في هذا المشروع .