لندن - د.ب.أ
قال باحث من أميركا إن الدلافين تستطيع تذكر أقرانها الذين تعرفت عليهم قبل عشرين عاما، وإنها تتعرف على أقرانها من خلال صفيرها الخاص الذى تعبر به عن اسمها وهويتها، حتى وإن لم تسمعه على مدى سنوات كثيرة. وأوضح الباحث الأميركي جاسون بروك من جامعة شيكاغو فى دراسته التى تنشر اليوم الأربعاء فى مجلة "بروسيدنجزب"، التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم فى بريطانيا، أن هذه الصفة تجعل ذاكرة الدلافين تعمل بشكل يشبه ذاكرة الإنسان. درس بروك 43 دلفينا عاشت فى مناطق مختلفة وفى أحواض دلافين متباعدة. عرض بروك على الدلافين أصوات صفير مسجلة غريبة، وأخرى معروفة للدلافين ثم نظر كيف يكون رد فعل الحيوانات. ويعتبر صوت صفير الدلافين بمثابة أسمائها التعريفية، حيث يتعلم كل دلفين فى سنواته الأولى صفيره الخاص به، الذى يعرف به نفسه على الدلافين الأخرى. ولكن كيف أدرك الباحث عما إذا كان أحد الدلافين قد سمع صوت الصفير المسجل ذات مرة من قبل أم لا؟ فى البداية عرض الباحث الأميركى على الدلافين العديد من أصوات الصفير غير المعروفة ولمدة بدأت معها الدلافين تشعر بالملل، وبدأت تتجاهل هذه الأصوات، وفى هذه اللحظة بدأ الباحث عرض صوت صفير لأحد الأقران السابقة فوجد أن الدلافين بدأت فعلا فى الإنصات بشكل واضح وبدأت تسبح باتجاه مكبر الصوت وحامت حوله وأصدرت صفيرها باتجاهه وكأنها تريد أن تغريه بإصدار المزيد من الصفير. تبين لبروك أن طول المدة التى قضتها الدلافين مع أقرانها السابقين وكذلك طول مدة الفراق بينها لم تؤثر على عملية إعادة التعرف بين هذه الدلافين، حيث تعرفت أنثى دلفين اسمها ألى على الأنثى بيلى والتى عاشت معها فترة فى شبابها، وذلك على الرغم من افتراقهما لأكثر من عشرين عاما. وأوضح الباحث أن جنس الدلافين ودرجة القرابة فيما بينها لم يكن لها تأثير على مدى تذكرها لصفير بعضها البعض. كما أوضح بروك أن النتائج التى توصل إليها تبين أن ذاكرة الدلافين تشبه بذلك ذاكرة الإنسان، وأنها أفضل بكثير من ذاكرة الكثير من الحيوانات الأخرى.