واشنطن - صوت الإمارات
ضرب أمفان " أقوى إعصار يتشكل في خليج البنغال، بعد ظهر الأربعاء اليابسة شرق الهند، وتسبب بهطول أمطار غزيرة ورياح بلغت سرعتها 190 كلم في الساعة على منطقة تم إجلاء ثلاثة ملايين شخص منها.
وضرب الإعصار عند قرابة الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي (12,30ت غ) على بعد مئة كلم جنوب مدينة كالكوتا الهندية، على أن يتجه لاحقا إلى بنجلادش.
وقال سنجيب بانيرجي مدير المركز الإقليمي للأرصاد الجوية لوكالة "فرانس برس": "عين الإعصار فوق جزيرة ساغار" في مصب نهر هوغلي.
ويخشى خبراء الأرصاد الجوية حدوث مد بحري قد يصل ارتفاع الموج فيه إلى خمسة أمتار، وحتى الآن لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم أحدهم في بنجلادش.
وقالت سريبارنا بوزي الأستاذة الجامعية البالغة الستين من العمر لـ"فرانس برس": "يصرخ السكان في كالكوتا عندما تضرب رياح قوية المدينة وتهز الأبواب والمنافذ".
وأضافت "لم أشهد مثل هذا الوضع في حياتي".
وغرقت أجزاء كبيرة من عاصمة ولاية البنغال الغربية في الظلام بعد قطع التيار الكهربائي كإجراء وقائي تفاديا للحوادث، وتقتلع الرياح القوية الأشجار والأعمدة الكهربائية.
وقامت بنجلادش بإيواء 2,4 مليون شخص يقيمون في مناطق ساحلية منخفضة. في شرق الهند تم إجلاء أكثر من 650 ألف شخص في ولاية البنغال الغربية (شرق) ومنطقة أوديشا المجاورة.
وبالرغم من تراجع حدة الإعصار مع اقترابه من السواحل، توقعت السلطات الهندية والبنغالية خسائر مادية جسيمة.
وفي البلدات الساحلية في الهند، تشهد مشاهد الدمار على عنف الإعصار.
وقال بابول موندال من سكان جراخالي في منطقة تقع جنوب كالكوتا إن مئات منازل الطين دمرت بالكامل وكأن جرافة مرت فوقها. كل شيء تهدم".
وذكر صاحب فندق محلي أن الإعصار دفع بزوارق إلى الساحل قرب منتجع ديغا الهندي.
الإعصار وكورونا
وترك السكان كل ممتلكاتهم واختبؤوا بالمئات في ملاجئ قلقين من الإعصار ومن الإصابة بعدوى كورونا في هذه الأماكن المغلقة.
وصرحت رومكي خاتون البنغالية البالغة 25 عاماً التي لجأت مع رضيعها البالغ خمسة أشهر إلى مدرسة في مدينة داكوب لـ"فرانس برس": "القاعة مكتظة ومن المستحيل احترام مبدأ التباعد الاجتماعي هنا. اتكالنا الآن على الله وحده قادر على إنقاذنا".
ورغم التوصيات الرسمية بوضع كمامات في الملاجئ لم يحترم كثيرون هذا الإجراء كما لاحظ فريق فرانس برس على الأرض.
وبلغت قوة الإعصار الذي تشكل في البحر في نهاية الأسبوع، الإثنين أربعة درجات على سلم سافير-سيمبسون المؤلف من خمس درجات، ترافقه رياح تتراوح سرعتها بين 200 و240 كلم في الساعة.
وهو أقوى إعصار ينشأ في خليج البنغال منذ 1999، وفي تلك السنة أسفر الإعصار عن مقتل عشرة آلاف شخص في أوديشا.
تعلمت تلك المنطقة من دروس الأعاصير المدمرة في المنطقة في العقود السابقة، فقد بنت آلاف الملاجئ للسكان وطورت سياسات إجلاء سريع.
لكن مهمتها هذه المرة يعقدها انتشار فيروس كورونا المستجد إذ إن تنقلات السكان يمكن أن تساعد على انتشار الوباء.
وفتحت بنجلادش نحو 15 ألف مركز مضاد للأعاصير أي عدد أكبر بثلاث مرات من المعتاد، لتجنب اكتظاظها.
لكن خوفا من عدوى كورونا، اختار العديد من سكان المناطق المعرضة للخطر، البقاء في بيوتهم على الرغم من الإعصار.
وقالت سولاتا موندا التي تعيش في منطقة شيناماغار ببنجلادش: "سمعنا أن الملجأ المضاد للأعاصير بالقرب من مفوضية الشرطة مكتظ ولم يعد هناك أماكن فيه".
وأكدت هذه الأم لأربعة أولاد "نعتقد أننا سنكون بخير وإذا احتاج الأمر سنخرج في وقت لاحق".
وإن زادت قوة الأعاصير في السنوات الأخيرة في خليج البنغال وهي ظاهرة تنسب جزئيا للإحتباس الحراري، خسائرها البشرية عموما أقل من السابق بفضل نظام مراقبة أكثر تطورا وتدابير وقائية فعالة.
قد يهمك ايضا