لندن ـ صوت الإمارات
تعاني البحيرة المالحة في "بالا" والتي تعدُّ من مواقع "اليونيسكو" للتراث العالمي، من نقص في أعداد قناديل البحر الذهبية اللون ، بعد أن اعتاد السياح الغوص بين الملايين منها التي تملأ مياه البحيرة. إلا أن رحلات السياح توقفت في الأسابيع الأخيرة، ويرجع العلماء أسباب نقص أعداد قناديل البحر إلى الجفاف الشديد فضلا عن ارتفاع درجة حرارة الماء الناتجة عن ظاهرة "النينو" المناخية، حيث ترتفع درجة الحرارة في أجزاء من المحيط الهادئ ما يؤدي إلى تغير الطقس في جميع أنحاء العالم، وهو ما ينتج عنه ارتفاع درجات الحرارة في العالم.
ويقول العلماء أن هناك فرصة كبيرة لانتعاش أعداد قناديل البحر مع تحسن الظروف، لكنهم يخشون من أن يشكل الاحترار العالمي تهديدا على المدى البعيد على النظام البيئي في جزر "بالا" وهي جزر صغيرة غربية في المحيط الهادئ، وقدّر العلماء في مؤسسة بالا لبحوث الشعب المرجانية تراجع أعداد قناديل البحر الذهبية في البحيرة من 8 مليون إلى 600 ألف، وأضاف كولين جوزيف المدير الساحلي لمنطقة بالا " تراجعت الأعداد بشكل واضح في الأسبوعين الماضيين"، مشيرا إلى موت قناديل البحر الكبيرة بشكل كامل في حين لا تزال بعض القناديل الصغيرة موجودة.
وتعد قناديل البحر في البحيرة سلالة فريدة حيث تطورت في عزلة عن بحيرة الأجداد، فيما قرر يوسيتاكا أداتشي حاكم ولاية كورور الأسبوع الماضي الحفاظ على البحيرة مفتوحة على الأقل حتى الأن، وأضاف في بيان له أن سقوط الأمطار في المنطقة خلال الأشهر الأربعة الماضية كان في أدنى مستوياته منذ 65 عاما، ولكن لا تزال هناك سلالة مخاطية والتي تنتج قناديل البحر لضمان تعافي هذه الأنواع، وأوضحت شركة سام للجولات في 22 أبريل/ نيسان " العديد من شركات السياحة بما في ذلك شركتنا لم تعد ترى قناديل البحر عند أخذ الضيوف إلى البحيرة، ولذلك قررنا تعليق رحلاتنا إلى البحيرة حتى إشعار أخر".
ويحاول العلماء معرفة أثر الظروف المناخية الحارة والجافة على قناديل البحر، وأشارت مؤسسة أبحاث الشعب المرجانية أن قلة الأمطار جعلت البحيرة أكثور ملوحة عن أي وقت مضى من السجلات التي تعود إلى عام 1998، وكتبت المؤسسة على الفيسبوك في أبريل/ نيسان " السبب الدقيق لانخفاض أعداد قناديل البحر الذهبية غير مفهوم حتى الأن، ولكن من الواضح أن صغار قناديل البحر لا تبقى على قيد الحياة فترة طويلة بعد إطلاقها من قبل سلالة الهلام التي تعيش في القاع، وتعد أعداد قناديل البحر الذهبية على وشك التحطم حتى أنها أصبحت غير موجودة في البحيرة"، وأشارت المنظمة إلى تراجع الأعداد مرة من قبل في 1999 لكنها انتعشت بعد 18 شهرا بسبب نجاة بعض من السلالة الهلامية.