زيت القرطم

بعد عقود من البحث، نجح علماء أستراليون في تطوير زيت نباتي ربما يكون بديلاً محتملاً للنفط، كما أنه قابل لإعادة التدوير والتحلل البيولوجي، ما يغير قواعد اللعبة في قطاع الطاقة الحيوي في المستقبل.

واستخدم العلماء زيت القرطم لإيجاد بديل نباتي لزيوت المحركات المشتقة من البترول، يمكن إعادة تدويره وإعادة استخدامه، ويتحلل في البيئة، حسبما ذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأسترالية.

وتتميز زهرة القرطم التي تعرف أيضاً باسم "العصفر" أو "الجرجوم" بأوراقها النجمية الصفراء التي تبرز كالأشواك، وتتحول إلى اللون البني بعد نضجها.

وظهرت نتائج التجارب الميدانية التجارية الأولى في مجموعة من المواقع من ولاية نيو ساوث ويلز شمالا إلى ولاية فيكتوريا جنوبا.

وتشير الدراسات الأولية إلى أن زيت القرطم، هو زيت تشحيم ممتاز يصدر انبعاثات أقل من المنتجات البترولية التقليدية، ويقلل من الاحتكاك والتآكل داخل مكونات المحرك.

 

ويشرف المهندس الزراعي ديفيد هدسون، وهو خبير في صناعة المحاصيل في أستراليا منذ 40 عامًا، على التجارب الميدانية لنبات القرطم ويعتقد أن الزيت يقدم فوائد فريدة عندما يتعلق الأمر بالاستدامة.

وقال هدسون: "يمكننا أن نستعيدها (الزيوت) ونضيف عنصراً إضافياً آخر إليها، ويمكننا في الواقع إعادة تدويرها لتشغيل محركات جزازات العشب ومناشيرنا، وهذه الأنواع من الزيوت يمكن بعد ذلك أن تتحلل في البيئة".

وأشارت "إيه بي سي نيوز" إلى أن التوقعات بشأن اهتمام الولايات المتحدة بهذا المنتج يعني تعزيز فرص التصدير للمنتجين الأستراليين.

بدروه، قال ديفيد جوتشينك، هو مزارع حبوب من ولاية فيكتوريا، شارك في التجارب، إن احتمالات ريادة الوقود الحيوي كانت مثيرة للاهتمام.

وأضاف: "الحصول على منتج يحتاج إلى القليل من التكرير، قابل للتحلل البيولوجي، وطاقة حيوية، ووقود حيوي، وشيء يحل محل البترول، وهو شيء يستخدم بشكل تقليدي في التطبيقات ذات درجة الحرارة العالية والضغط العالي، أمر مثير للغاية".

وتابع: "بصفتي مزارعاً، من الرائع استخدام هذه التكنولوجيا وأن تكون فخوراً جداً بكونك جزءاً من الصورة الأكبر".

وأنتج الوقود الحيوي من سلالة خاصة من القرطم ذات مستويات عالية من حمض الأوليك (Oelic)، وهو تتويج لعمل علماء نبات لمدة 18 عامًا.

وحمض أوليك هو مركب تشحيم له مجموعة من الاستخدامات، من أجهزة تنظيم ضربات القلب إلى مستحضرات التجميل.

ويحتوي القرطم التقليدي، وهو أحد أقدم المحاصيل في تاريخ البشرية، على مستويات منخفضة من الحمض، لكن العلماء الأستراليين أعادوا هندسته باستخدام الجينات.

وكانت النتيجة هي مجموعة متنوعة من السلالات تنتج محاصيل بنسبة تصل إلى 93% من الزيت، وهو أعلى مستوى من النقاء في أي زيوت نباتية متاحة حاليًا.

 

وقال أولريك جون، وهو عالم في بيولوجيا النباتات الجزيئية يعمل على القرطم: "(كلها) لديها مجموعة متنوعة من السمات، بما في ذلك أنواع مختلفة من محتوى الزيت، وأيام الإزهار وسمات أخرى، مثل مقاومة الأمراض، ستكون مرغوبة".

وأضاف: "سنحاول استخدام التنوع الموجود ضمن 400 نبات لإنشاء مجموعة جديدة من المواد الجرثومية لتوليد أصناف المستقبل".

والوقت الراهن، يقارن الباحثون في مركز الوقود المتقدم بجامعة ولاية مونتانا بالولايات المتحدة أداء زيت القرطم تحت الحرارة والضغط مع الزيت التقليدي في محرك ديزل كبير.

وقال الباحث الأول راندي ماجليناو إن النتائج كانت أكثر من واعدة، "إنه إنجاز يغير قواعد اللعبة بالنسبة لمواد التشحيم الحيوية. إنه أفضل مما نراه في البترول".

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كلفت جميع الإدارات الحكومية، بما في ذلك الجيش، بالانتقال إلى استخدام مواد التشحيم النباتية بحلول عام 2025.

قـــــــــــــــد يهمــــــــــــــــك أيضـــــــــــــــــا

الطيور تساعد في تطبيق حظر التجول في شوارع إسبانيا

 طرق للوقاية من إنفلونزا الطيور بين البشر