دمشق _ سانا
بعد قرن على ظهور النظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين ما زال العلماء يسعون لمحاولة إثبات المزيد من تفاصيل النظرية وقد أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية “ايزا” الخميس الماضي قمراً صناعياً جديدا سعياً لقياس موجات الجاذبية في الفضاء.
وأشار عضو مجلس إدارة الجمعية الفلكية السورية نبيل البيش في تصريح لسانا إلى ان العلماء يسعون من خلال هذا المشروع البحثي لاختبار تقنية جديدة في مرصد فضائي كبير ينتظر أن يتم إنشاؤه خلال 20 عاما يستطيع العلماء مستقبلا من خلاله رصد هذه الموجات وقياسها.
وأوضح البيش ان موجات الجاذبية التي تنبأ أينشتاين بوجودها في إطار نظرية النسبية العامة تعد من أصعب ما يمكن قياسه من القوى الموجودة في الكون حيث تنتشر في الفراغ بسرعة الضوء وتعمل على انحناء الفضاء بشكل يشبه التجعدات التي يحدثها حجر في موجات سطح ماء بحيرة عند إلقائه فيها.
وبين البيش انه حسب نظرية النسبية العامة لأينشتاين فإن كل جسم متسارع يطلق موجات جاذبية تزداد قوة كلما ازدادت كتلة الجسم وسرعته. ورغم أن العلماء لم يتمكنوا حتى الآن من قياس هذه الموجات إلا أنه لا يكاد يكون هناك شك علمي جاد في وجودها.
ونقلت وكالات عن يوهان ديتريش فورنر المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية قوله .. “تهدف الأبحاث الأساسية في هذا المجال لفهم العالم الذي نعيش فيه بشكل أفضل” مضيفا.. “لا تزال المعلومات النظرية التي توصل إليها أينشتاين مبهرة للغاية حتى اليوم سيقربنا قمر ليزا أكثر من تأكيد تنبوءات أينشتاين بوجود موجات الجاذبية”.
وأوضح بول ماكنامارا المتخصص في مشروع ليزا باث فيندر في وكالة الفضاء الأوروبية أنه بعد التجارب والتطورات التي تمت على الأرض فقد حان وقت إطلاق المشروع العلمي وهو ما لا يمكن القيام به إلا في الفضاء.
وقامت شركة ايرباص الأوروبية للفضاء والدفاع بصناعة القمر ليزا الذي يختبر التقنية الجديدة في الفضاء وذلك لأن اختبارها على الأرض يواجه الكثير من العوائق.
ومن المتوقع أن يكون القمر قد ابتعد عن الأرض باتجاه الشمس نحو 5ر1 مليون كيلومتر بحلول منتصف شباط 2016 ليصل إلى مكان يطلق عليه علماء الفلك اسم “نقطة لاجرانج 1″ والتي ينعدم عندها تأثير جاذبية جرمين سماويين كبيرين على جسم ثالث يكون في العادة أصغر حجما منهما ما يجعله يتبع في حركته الجسمين الكبيرين “وستكون هذه الاستراتيجية صعبة.. سنضطر من أجلها لتغيير مسار طيران القمر عدة مرات” حسبما أوضح باولو فيري من مركز المراقبة في دارمشتات بألمانيا والذي أشار إلى أن أعمال القمر ربما استمرت بعد وصوله هدفه.
ومن المنتظر أن يختبر القمر بشكل مصغر ما سيتم تجريبه في مرحلة تالية خلال المشروع العلمي العملاق حيث يحمل القمر على متنه مكعبين بزنة كيلوغرامين لكل منهما عبارة عن سبيكة من الذهب والبلاتين بحافة طولها 46 مللمترا يبعدان عن بعضهما البعض مسافة 38 سنتمترا.