دبي- صوت الإمارات
يعكف قسم البيئة البحرية والحياة الفطرية بادارة البيئة في بلدية دبي خلال الفترة الشتوية على ترقيم الطيور البرية المهاجرة التي تحط رحالها في محمية رأس الخور للتزود بالغذاء الوفير ليعينها للحصول على الطاقة اللازمة لهجرتها العكسية خلال فترة الصيف لمواطنها الأصلية شمالاً من أجل بدء موسم التزاوج .
وتتم عملية الترقيم التي يطلق عليها (تحجيل الطيور) من خلال وضع الحلقات المعدنية والبلاستيكية في أرجلها وتعد من أقدم وأهم الوسائل في متابعة حركة الطيور عالميا ومحلياً وتحديد مواقع تحركاتها بين الدول المختلفة، ويعكف المتخصصون في تلك الدول على عمليات الإمساك بالطيور باستخدام أدوات مختلفة ووضع الحلقات على أرجلها ليكون العمل متكاملاً بتبادل المعلومات بينها وخلق شبكة من التواصل من أجل المحافظة على الطيور المهاجرة من المخاطر المتوقعة خلال فترة الهجرة .
وأوضحت رئيسة قسم البيئة البحرية والحياة الفطرية بالإنابة عائشة المر المهيري أن عملية تحجيل الطيور البرية بالمحمية التي بدأت خلال العام الجاري تهدف إلى تعزيز دور الدراسات والبحوث من خلال مواكبة العالم في تطور البحوث العلمية واستخدام التقنيات المختلفة، وسيكون من مشاريع القسم المستمرة خلال السنوات المقبلة، لأن عملية التحجيل تعتمد على تجميع البيانات عن طريق تأسيس قاعدة بيانات متينة، وكلما زاد عدد الطيور التي يتم تحجيلها سنوياً يزداد أيضاً معدل الإمساك بها مرة أخرى خلال الهجرة بين الدول، ما يعطي مؤشراً ودليلاً مؤكداً على المناطق التي تزورها الطيور خلال هجرتها السنوية ويعزز من الدور الرائد والقيادي لإمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة في تقوية أواصر التواصل العلمي وجميع مجالات البحوث البيئية بهذا الخصوص .
وأضافت أن محمية رأس الخور تزخر بتنوع كبير في الطيور البرية خاصة خلال فترة الشتاء، حيث تتوافد إليها آلاف من الطيور باعتبارها ملاذاً آمناً لها لتوفر الحماية والرعاية والإدارة المثلى، كما جذبت المحمية أيضاً الآلاف من الزوار لمشاهدة التجمعات الكبيرة للطيور بألوانها الزاهية وتنوع أشكالها، وتعد المحمية من أهم مصادر الجذب السياحي في إمارة دبي وتلعب دوراً كبيراً في التوعية البيئية .
وذكرت أنه تتم عملية الإمساك بالطيور باستخدام شباك خاصة، وتكون ليلاً حينما تعود للمبيت أو في الصباح الباكر عند مغادرتها للبحث عن الغذاء، حيث تكون الرؤية معتمة لأن الطيور البرية تتمتع برؤية ممتازة ويسهل عليها رؤية الشباك خلال النهار، ويتم تحرير الطيور من الشباك بأسرع وقت حتى لا تتعرض للإجهاد والإرهاق وتوضع في أقفاص وحقائب مخصصة لها، حيث يتم بعد ذلك التعرف إلى الطيور ووضع الحلقات عليها وأخذ قياسات الجسم المختلفة مثل المنقار والجناح والذيل والساق والوزن ومن ثم يتم إطلاقها مرة أخرى للطبيعة سليمة لتتابع حركتها بحرية .
ومن خلال عمليات التحجيل في الدول الأخرى وفي حال تم الإمساك بأحد الطيور التي تم تحجيلها في الإمارات فإن الباحثين يقومون بالإبلاغ عن الحالة لأن كل متخصص لديه سجل كامل لكل الطيور التي أمسك بها، ويتم تسليم البيانات إلى جهات متخصصة لحفظها في مكان واحد وتوفير سجل واحد وتسهيل التنسيق بين المتخصصين بحيث توضع كل البيانات على الموقع الإلكتروني لتلك الجهة ويخصص رقم سري لكل متخصص للوصول إلى بياناته والتأكد منها .
وأشادت عائشة المر بالجهد المبذول من ضباط القسم لتنفيذ البرنامج بالصورة المطلوبة، وأضافت أن البرنامج سيشمل أيضاً كل مناطق إمارة دبي والمحميات الطبيعية بالإمارة لبيان التنوع الكبير في الطيور البرية والجهود المبذولة من إدارة البيئة في صون الطبيعة والمحافظة على الحياة الفطرية في إمارة دبي .