لندن – صوت الإمارات
من الطبقة السابعة عشرة، تطلّ هذه الشقة المنيفة على مشهد أخّاذ ترتسم فيه لوحة بحرية وعمرانية في آن واحد. فمن الواجهات الزجاج العملاقة تشرف قاعات الاستقبال على الأزرق الكبير المترامي الذي هو جزء من الهندسة الداخلية المسكونة بالشفافية.
ومن هنا، انطلق المهندس مانغي في هندسة هذه الشقة مركّزاً في كلّ التصاميم على الهدوء والشفافية والعصرية الممزوجة بالعراقة.
ارتكزت الهندسة الداخلية لهذه الشقة على القطع الأثرية الفاخرة واللوحات الزيتية القيّمة التي زيّنت الجدران وأدّت دوراً تجميلياً أساسياً إلى جانب عناصر الشفافية والبساطة الأنيقة والفاخرة.
وعنها يقول : «إنّ المالكين يحتفظون بمجموعة قيّمة من اللوحات الزيتية برسوم شرقية خاصة بالمتاحف، ولديهم أثاث قديم من الطراز الفرنسي أعدنا تأهيله، من هنا انطلقت الفكرة الهندسية حيث وضعنا كلّ لوحة داخل إطار، وتمّت إنارتها وكأنها موضوعة في متحف، لنعطيها قيمتها الخاصة».
على جدارين متقابلين تتوسطهما واجهة الحديقة التي استحدثها المهندس كحديقة معلّقة، يطلّ عليها الصالون الرئيسي، علّقت على كلّ جدار مجموعة من أربع لوحات طُلي الجدار خلفها بالرمادي، ووضعت داخل إطار من الجفصين، كلّ واحد بحجم مختلف ومتناسق بحسب حجم اللوحة. وأبرز هذه اللوحات تجسّد المرأة التي تملأ الجرّة على العين، وتعود الى القرن التاسع عشر.
أربعة مقاعد رمادية في إطار مذهّب من الطراز الفرنسي، توزّعت في الصالون الأساسي إلى جانب مقعد كبير عصري من القماش البيج استراحت عليه أرائك مستطيلة زرقاء، وأمامه مجموعة من ثلاث طاولات حمر، وهو اللون الذي تكرّر في الصالون بلمسة أضفت حياةً على كلّ ركن.
وخلف المقعد زهريتان باللون الأحمر وضعتا على طاولتين مستطيلتين من الزجاج، وخلفهما ستار شفّاف يفصل بين الصالونات. ويقول المهندس: «استخدمت هذا النوع من الستائر للفصل بين الجلسات بطريقة تضفي خصوصية على كلّ ركن وتحفظ الشفافية في آن معاً. كما انسدل القماش الشفاف كستائر على الواجهات الزجاج الكثيرة في الشقة، ليدخل منها أكبر كمّ من الضوء» .
وخلف الستار في الصالون المقابل، تمثال من البرونز الفاخر والعريق لامرأة تحمل زهرية على رأسها.
اللمسة الحمراء تكرّرت في شكل أوضح في غرفة الطعام التي طُلي جدارها بالأحمر وعلّقت عليه مرآة كبيرة ذات إطار مزخرف ومذهّب، الى يمينها ويسارها مجموعة من القطع الأثرية المتشابهة المذهّبة والمعتّقة بلون إطار المرآة، من طراز لويس السادس عشر.
أما طاولة الطعام فهي من الزجاج الشفاف، قاعدتها قطعة فنية من قصور رومانية من الحجر النادر بلونه الموشّى بالأخضر الزاهي. والمقاعد وثيرة وفاخرة إطارها خشب برونزي معتّق. قمّة الفخامة في الثريا الكريستال الفاخر التي تدلّت من وسط السقف الجفصين بخيوطه الواضحة والناعمة التي ازدان بها كلّ سقف المنزل.
وبالوصول الى ركن غرفة الطعام، فقد انفصل عن بقية أجزاء المنزل بشفافية، من خلال الستار «الفوال» الشفاف الذي تدلّى من السقف مقسماً إلى ثلاثة أجزاء ومعلّقاً بالكروم.
وأمام هذا الفاصل، ثلاث طاولات من البلكسي في الوسط، واحدة مستطيلة وإلى جانبها طاولتان مربعتان على كلّ واحدة تمثال فاخر من الأسود والبرونز، وإلى جانب كلّ منها أيضاً قطعة من الأكسسوار بلمسة حمراء ومذهّبة.
الصالون الثاني اتّسم بالهدوء، وميّزته مكتبتان عن يمين المقعد الرمادي الوثير وعن يساره، حيث الكتب القيّمة اصطفّت جنباً إلى جنب بتناسق تام.
وأمام المقعد الكبير العصري، أربعة مقاعد منفصلة من طراز لويس الرابع عشر تحلّقت حول طاولة قمة في الذوق والابتكار، قاعدتها من العاج والصفد، استلقت على ركائز من الكروم. وفي هذا الصالون أيضاً تناسقت بانسجام لافت، لعبة المزج بين العصرية والكلاسيكية.
الجدار الأحمر تكرّر في غرفة الجلوس، حيث علّقت عليه مجموعة من اللوحات الزيتية فوق مقعد عصري من البيج الزاهي، وعليه أرائك حمر.
الراحة وهناء الجلوس تجسّدا في الصالون المطلّ مباشرة على البحر، كأنه صالون على شرفة مغلقة، أثاثة بالرمادي الزاهي وفيه مزيج كما في كل المنزل من العصرية والكلاسكية واللمسة المذهّبة لإطار المقعدين من طراز لويس الرابع عشر، كما في خشب إطار اللوحتين الزيتيتين. وتطالعنا هنا سجادة من الحرير افترشت الأرض كما في كل قاعات الاستقبال، وقد لبست الأرض الرخام البيج الشفاف.
حمّام الضيوف مصمّم وكأنّه في أفخم الفنادق العالمية، جدرانه من الحجر الرخام النادر الموشّى باللونين البني والأسود، وقد زيّنته مرآة قيّمة أثرية مشغولة ومحفورة بفنّ من اللون المذهّب المعتّق.