لندن – صوت الإمارات
تدخل خامة "البوليمرز" في ديكورات المنزل، مع الإشارة إلى أن عالماً من المواد والمركبات يقف خلف مفردة "البوليمرز"، التي تنقسم بشكل رئيس إلى قسمين: "البوليمرز" الطبيعية وتلك الصناعية التي ندعوها اللدائن وهي الرائجة منذ أوائل القرن العشرين، وغالباً خلال الحرب العالمية الثانية، والمستخدمة في المجالات المختلفة كالأدوية والطعام والدهان والديكورات...
كان التعرّف إلى طبيعة "البوليمرز" وتركيباتها نقطة محورية في تاريخ الخامات الصناعية، فمن يدري إن كنا سنتوصل بدونها إلى "البلاستيك" و"الأكريليك" والمطّاط والنايلون والأنسجة الصناعية، وكلّها مستخدمة في "ديكورات" المنزل... قد تكون مشكلة هذه الخامة الأبرز في أنها كــ"البلاستيك" لا تتحلّل عند دفنها على غرار الخامات الطبيعية، بل يتوجب استحداث طرق لتحليل نفاياتها أو إعادة تدويرها.
من بين العناصر الأبرز المشغولة من "البوليمرز"، يتألّق "كرسي بانتون" Panton Chair الذي يعود تصميمه إلى الدنماركي فيرنر بانتون Verner Panton. يعود هذا الكرسي إلى تعاون شركة "فيترا" Vitra وبانتون الذي كان مفتوناً بإمكانيات "البلاستيك"! ومعاً، نفذ الطرفان "بانتون" الذي قدّم للمرّة الأولى في سنة 1976. كان الإصدار الأصلي معداً من مادة صلبة من رغوة "البولي يوريثان"، ومطلياً بالورنيش اللمّاع، وما لبث أن حصد جوائزاً. علماً أنّه معروض اليوم في "متحف الفن المعاصر" بــ" نيويورك".
يُذكر أن "بانتون" هو الكرسي الأول في العالم المصنوع بكليته من "البلاستيك" في قطعة واحدة.
مع التطور، بات "بانتون" يُصنع من "البلاستيك" الأكثر استدامة المصبوغ، مع تشطيب مطفأ أو لمّاع، وبألوان مختلفة ليناسب الجلسات الداخلية والخارجية.
في السياق عينة، يتكشّف كرسي "أموبوه" Amoebe من أعمال بانتون أيضاً عن عبقرية هذا المصمّم الدنماركي، عندما سخّر امكانياته لتصميمه من أجل تجهيز "فيجينا" Visiona Installation الفني الشهير الذي حوى إصدارات عدة من هذه القطعة انسيابية الشكل، بحيث يمتد جزؤها العلوي كمظلة تحيط بالجالس! على النقيض من صلابة الكرسي التقليدي، "أموبوه" مقعد ذو إطار مغلّف، ومحشو بحشو لين معدّ من مادة رغوية لا تتصل بالقطن، ويتوفر بألوان مختلفة، اليوم.
أمّا "هارت كون تشير" Heart Cone Chair فكرسي من أعمال بانتون أيضاً؛ جسمه مصنوع من صفح "البلاستيك" المقوى بالألياف الزجاجية، فيما حشوه من رغوة "البولي يوريثان"، وقاعدته من الفولاذ المقاوم للصدأ، والأخيرة صليبية الشكل وذات تشطيب صقيل، وتنتهي بأجزاء من "البلاستيك".