إبداع هندسي في قالب ديكور خارجي من الرفاهية والترفيه

 قبل الخوض في التفاصيل الجمالية لهذه المساحة الخارجية، لا بدّ من التأمل في المساحة الداخلية، حيث كلّ شيء منسّق في قالب عصري استُخدمت فيه مواد متعددة من الإسمنت والحديد والرخام والستينلس والخشب والجفصين المنقوش على الجدران، والزجاج الملوّن على الجدران، وقد تداخلت كلّها بانسجام وانسياب لتظهير أبهى صورة هندسية.

ولأن المساحة رحبة، تقصّد المهندس أن يجعل غرفة الطعام أعلى مستوى من الصالونات، فاستحدث لها درجة من «الكونكريت» السهل التنظيف.
أما جدارها فارتدى الجفصين الأبيض المرسوم بنقوش فنية على شكل لوحات مستطيلة، أخفت خلفها خزائن مخصصة لوضع أواني غرفة الطعام، وكذلك الباب الفاصل عن المطبخ.

مواد كثيرة تداخلت لتصميم غرفة الطعام، ركائز الطاولة والمقاعد من الكروم وقد اتّسمت الطاولة بكبر حجمها لتضمّ عدداً أكبر من الزوار.

وتماشياً مع الأجواء الطبيعية والمفعمة بالجمال والاسترخاء، غرس المهندس شجرة زيتون صغيرة داخل المنزل على الحائط الزجاجي، وزّعت جمالها ونقاء رمزيتها في كلّ أرجاء قاعات الاستقبال.

على وقع النوطات والأنغام الموسيقية المنبعثة من آلة البيانو، التي كان لها دور فاصل بين الجلسات، ندخل الصالون الأبيض والأسود، رمز الأناقة الهادئة.

في هذه المساحة أيضاً، أراد المهندس بخعازي أن يكون الجوّ مفعماً بالراحة والدفء والاسترخاء، فصمّم الغرف كما لو كانت في فندق فاخر.

جمعت بينها الألوان الزاهية من البيج والأبيض والبنفسجي والخيوط الواضحة كما المواد الفاخرة. أرضها من الخشب الباركيه الزاهي، وسقفها من الجفصين المحدّد بخيوط عصرية، لتنبعث منها الإنارة الموجهة المستديرة والمستطيلة، كما الإنارة غير الموجّهة. أبواب غرف النوم من الخشب الفاخر، بعضها ارتدى المرايا لإضفاء مساحة أكبر.
أما حمّامات الغرف فكلّها عصرية، وألوانها فرحة، لكن الخشب الجوزي والسنديان كما الكروم، من العناصر البارزة التي استخدمت في هندستها.

امتداد الـ «آيلند» لعب دور طاولة وحولها المقاعد البيض، بحيث يستمتع الجالسون بتناول الطعام إلى جانب الحائط الزجاج الذي يشرف على الخضار والأشجار والشتول التي غُرست خارجاً.
ويذكّرنا كلّ هذا المشهد بالأجواء الطبيعية، ولا سيما في الطبقة العلوية التي يوصلنا إليها درج من الخشب المنقوش والمزخرف، إطاره من الستينلس، توّج انسجام المواد المختلفة المستعملة لإنجاح هندسة هذه الشقة.

إلى جانب العملية في جناح «التراس» حيث تحوّل سطح الشقة إلى جلسة صيفية، استوعب أيضاً سطح «البيرغولا» أجهزة الطاقة الشمسية التي تزوّد المنزل كما حوض السباحة، الماء الساخن.
كذلك تمّ رفع أرضية «التراس» متراً ونصف متر لجعل مستواها أعلى، وبذلك يمكن الاستمتاع أكثر بالمنظر الاستراتيجي الذي يشرف عليه المنزل. الجلسات العديدة توزّعت بين الاخضرار، وطغى عليها اللون الأبيض والأرائك الملوّنة بمختلف الألوان الفرحة والزاهية.