مراكش- ثورية ايشرم
يعتبر الطاجين من بين الأدوات المنزلية التي لا يخلو منها منزل مغربي ،
فهو تلك القطعة التي تتميز بسحرها في المطبخ المغربي ، والتي انتقلت من
هذا الدور لتصبح من قطع الديكور الأساسية في المنازل المغربية كونها تحمل
تلك اللمسة التقليدية التي تزيد من أناقة الفضاء وتمنحه رقة وتفردا قد لا
تجده في أي مكان في العالم .
ويتميز الطاجين المغربي بأنواعه العديدة وأشكاله المختلفة منها الكبير
والصغير والمتوسط ، إضافة إلى تنوعه من حيث النقوش والزخارف والإضافات
التي يضيفها عليه الصانع التقليدي ليمنحه تلك الجمالية المختلفة ويحولها
من قطعة للطهي إلى قطعة للديكور ، حيث يمكن ان يوضع في المطبخ كإكسسوار
مميز يتماشى مع ديكور المطبخ، أو يمكن وضعه في احد أركان الصالون
التقليدي المغربي ليزيد من أناقته ويعطي تلك الصورة المغربية التي يمتاز
بها كل بيت ، والذي يمكن اختياره حسب ألوان الأثاث والديكورات
والإكسسوارات التي تتماشى مع الفضاء الذي يوضع فيه .
يصنع الطاجين من مادة أساسية هي الطين، إلا أنه يحتاج إلى أنواع كثيرة
منه للوصول إلى نتيجة مثالية دون عيوب، وبعد ان يمر الطاجين من مراحل
الإعداد الأولى تبدأ مرحلة عملية الصباغة والزينة التي لم تكن جزءا من
صناعته في حلته القديمة، إلا أنه في بداية عقد الستينات من القرن الماضي
دخلت الصباغة كزينة لإضفاء لمعان على شكل الطاجين، ثم أبدع الصانع
التقليدي في تزيينه بحلل جميلة ومتعددة حسب أسلوب كل منطقة من المغرب، إذ
حيث نجد الطاجين يختلف من مدينة إلى أخرى فمثلا طاجين أسفي ليس هو طاجين
مراكش ولا طاجين مدينة سلا أو غيرها من المناطق المعروفة بصناعة الطاجين.
وأصبح الطاجين المغربي أكثر من مجرد وعاء للطهي، إذ احتل مكانة جديدة
كقطعة ديكور تزين الفضاءات المنزلية وتظهر أصالة المنزل المغربي بعد أن
أدخلت عليه تحسينات في الزينة أضافت إليه بهاء خاصا لإضفاء طابع مغربي
خاص في المنزل، وأصبح يكتسي ألوانا زاهية عوضا عن الشكل الأحمر التقليدي
،وزركشات جميلة بأسلاك نحاسية وفضية وكذا باستعمال السيراميك والعقيق
بمختلف ألوانه ، ما جعله قطعة مميزة لاستحضار التراث المغربي الأصيل كونه
يؤدي دور السفير المغربي في الديكور التقليدي الذي يسعى الجميع للحصول
عليه مهما كلف ذلك من ثمن ، خاصة ان الطلبات أصبحت تتقاطر عليه من خارج
المغرب من طرف السياح الأجانب والعرب.