الطراز المعاصر عنوان دائم في عالم الديكور الداخلي

العصرية عادةً تعطي من شبابها وحياتها ونضارتها، والكلاسيكية من رقيّها وعراقتها وجمالها.  هذه العطاءات مجتمعة، نسجت من خيوطها المهندسة جانين شماس عملاً فريداً ومتقناً، وجسّدت من خلالها لوحة متكاملة العناصر متقنة الذوق والرفاهية. 

الإنطباع الأوّل الذي يكوّنه زائر هذه الشقة المعاصرة هو الشعور بالألفة والراحة النفسية، فيخال أنّه ابن هذا المسكن. كلّ شيء فيه يوحي الدفء والسكينة. 

فقد ابتعدت المهندسة عن الأشياء الجامدة والمتكلّفة وغير المألوفة التي تتطلب من الزائر عناء خاصاً للتأقلم معها. 
واستغلّت المساحة بشكل مدروس ومتقن. قاعة الإستقبال مثلاً لا تحدّها حواجز، والنظرة الأولى تكفي لإعطاء فكرة واضحة وصريحة عن موجودات هذا المنزل الأنيق
غرفة الإستقبال التي ندلف منها إلى الصالون، زيّنت أرضها مستطيلات من الرخام البني الذي اخترق الرخام البيج، وهو في الواقع مزيج من الريزين والرخام، أو ما يعرف بالرخام المصنّع المقسّم إلى مربعات 80/80 سم. 

وتشكّل هذه المستطيلات إشارة تقودنا إلى الصالونين وغرفة الطعام. غاب الباب الفاصل بين قاعة الإستقبال والصالونات لتأخذ لوحتان من الحجر والخشب مكانه. 

فإلى جانبي الباب درفتان إطارهما من الخشب ووسطهما مجموعة من الحجر الموزاييك، وضعتا جنباً إلى جنب بطريقة فنية. 
الصالون الأوّل عمليّ ومريح في تصميمه، لعب دور غرفة مدفأة وتلفزيون واستقبال في آن واحد. 
الابتكار تجسّد على حائط المدفأة البسيطة التصميم، تعلوها درفتان من الخشب وسط زخرفة من الكروم، وعندما تفتحان إلى الجانبين وتختفيان خلف جدار من الجفصين، يظهر جهاز التلفزيون الذي وضعته المهندسة شماس في قالب جمالي، أضاف فنّاً إلى الديكور. 
وإلى جانبي الجدار الجفصين، لوحتان مميّزتان للرسامة اللبنانية منى نحلة، تماشتا بألوانهما الترابية ورسومهما المعاصرة مع الطراز الهندسي للمنزل. 
على طول المساحة الممتدة على 280 متراً مربعاً، نلاحظ أن الألوان الترابية هي الطاغية. 

ونزولا عند رغبة المالكين، لم تكثر المهندسة الأثاث والاكسسوارات، لكون المالكة تهوى اليوغا وتحبّ كل ما يوحي الصفاء والرخاء. 
وهكذا جاءت البساطة سيّدة الإبتكارات.

صالون المدفأة مؤلّف من مقعدين وثيرين متقابلين من البيج الزاهي، وضعت عليهما أرائك مموجّة باللون البني. 
وفي الإطار نفسه من الفرادة، يطالعنا مقعد من دون ظهر، وقد فصل بين الصالونين، يمكن أن يستخدم للجلستين معاً، من القماش المقلّم، يتخلّله مزيج من الألوان الرمادية تماشياً مع ورق الجدران من الرمادي الداكن الذي احتلّ حائط الجهة الشمالية من الصالونات. 
الصالون الثاني عصري ومريح أيضاً، ولكن باللون البيج الداكن للمقعدين المتقابلين، مع مقعد كبير زاهي اللون، أرائكه من البوردو. في الوسط طاولة قاعدتها مبتكرة من الجلد متداخلة الأجزاء في الوسط، ووجهها من الزجاج.