لندن – صوت الإمارات
على امتداد هذه المساحة الرحبة التي حدودها الفضاء، رسمت المهندسة جبارة خيوط منزلها الخارجية التي شكّل الداخل امتداداً لها.
فالحجر الطبيعي في الخارج اخترقه جدار من الحجر الأسود صُمّم وكأّنه شطر المنزل إلى اثنين، وهكذا امتدّ إلى الداخل ليشطر المنزل ويكمل لجهة الحديقة.
النمط الهندسي الأحب إلى قلبها، ترجمته المهندسة في منزلها الذي اعتمدت فيه الطراز النيوكلاسيكي. فهي ترى أنّ الهندسة العصرية تموت مع الوقت وتملّها العين سريعاً.
«أقيم في هذا المنزل منذ خمس سنوات ولم أمّل يوماً أي ركن، بل على العكس، عندما أدخله أشعر بالراحة والانسجام مع تطلعاتي، علماً أنني يومياً أرى تصاميم وأنفّذ أخرى مواكبة لحياتنا العصرية، لكن عندما أعود إلى منزلي بعد يوم عمل طويل، أشعر بالدفء والراحة والعملية والفخامة في آن معاً، ولم يتسلل إليّ الملل يوماً».
انطلقت الفكرة الهندسية لهذه الفيلا الممتدة على ثلاث طبقات من وحي الطبيعة الخارجية، فالمنزل مطلّ على سهل البقاع اللبناني، بما يحمل من جمال وامتزاج ألوان الطبيعة والتربة.
لذا أكثرت المهندسة من الواجهات الزجاج التي اتسمت بكبرها، سواءٌ في قاعات الاستقبال أو في جناح غرف النوم.
وبذلك تكون الطبيعة الخارجية دخلت في كلّ أجزاء المنزل لتعكس بنقائها وهدوئها جمالية إضافية.
ولأن المنزل مصمّم للصيف والشتاء معاً، جاء اختيار الألوان والخشب في غاية الدقّة. فإلى جانب حبّ المالكة للألوان الدافئة، مزجتها مع الألوان الفرحة في بعض الجلسات، والهادئة في بعضها الآخر.
في الصالون مثلاً، استخدمت الأسود والأحمر في ركن أرادته فخماً لكونه مخصصاً للاستقبال، إلى جانب الخشب الداكن والفاخر للأبواب والواجهات في الصالون، كما لغرفة الطعام.
وتقول: «من النادر أن أستخدم اللونين الأسود والأحمر للأثاث، لأن العين تملّهما سريعاً في المنزل، لكنني استعملتهما في الصالون لأننا لا نجلس في هذا الركن باستمرار، وأردت أن أضفي فخامة وكلاسيكية أكثر على مساحة مخصصة لاستقبال الزوار في جوّ من الأناقة والرفاهية».
وإلى جانب المقاعد الوثيرة الحمراء من المخمل، وضعت مقعداً مستطيلاً من البيج المخمل أيضاً. أما مقاعد غرفة الطعام فمن المخمل الأسود. وليكتمل الجوّ الرومانسي والأناقة الكلاسيكية، وُضع بيانو كبير من الخشب اللمّاع الأسود.
في ركن الاستقبال، بدءاً من البهو الكبير وصولاً إلى الصالونات وحمّام الضيوف، النقشة نفسها استخدمت ليبقى الجوّ والهوية واحداً، فالخشب كما الرسمة في الأرض وورق الجدران وحائط مرآة حمام الضيوف، زيّنته نقوش من البني والبيج والأسود.
لعبة الألوان انسحبت على غرفة الجلوس التي ضجّت مقاعدها بصخب الحياة والألوان الفرحة التي طغى عليها التوركواز والفوشيا، مقابل الخشب البني للمكتبة الكبيرة، كما للأرض والسجادة والسقف الذي توسطته قطعة من الخشب في قلب الجفصين الذي حدّه من الجوانب الأربعة، وانبعثت من الخشب كما الجفصين الإنارة الموجّهة وغير الموجّهة.
وللمدفأة حصة كبيرة من ديكور هذه الغرفة، فهي وضعت داخل جدار من الخشب اتّخذ شكل مدفأة. وتوزعت اللوحات الزيتية على الجدران، وهي مرسومة خصيصاً لتتماشى مع ألوان الغرفة وجوّها.