جدة -صوت الإمارات
تعد جدة إحدى المدن التجارية الأكثر عصرية في العالم العربي، ولطالما حافظت على طابعها الخاص وهويتها الحجازية على مر التاريخ. لمكانتها التجارية على البحر الأحمر، ولأنها المقصد الأول للحجاج والمعتمرين أيضاً، أصبحت جدة مدينة تضم مختلف الهويات واللهجات والثقافات، كما تأثر مطبخها ومطاعمها بالنكهات العربية والأجنبية المختلفة. اخترنا لكم عدداً من المطاعم المحلية الرئيسية، التي أصبح بعضها رمزاً للمدينة ولأجوائها الحجازية.
افتتح مطعم "البيك" أول فروعه في مدينة جدة عام 1976، ومنذ ذاك الحين وهو يحافظ على سمعته كأحد أفضل المطاعم المحلية في المدينة. بدأ مسيرته بتقديم الدجاج المقلي أو بروستد تشيكن، ثم عمل على تطوير قائمة متنوعة من المأكولات المقلية، كالمسحب والـNuggets والروبيان والسمك وبرغر الدجاج. وعلى الرغم من أنه مزدحم على مدار الساعة، ما زال يحافظ على أسعاره الزهيدة نسبياً، والتي لا تتجاوز 3 دولارات للوجبة الواحدة. كما يحافظ على جودة المأكولات، وسرعة خدمة الزبائن. تعتبر مطاعم "البيك" أحد رموز مدينة جدة، ولطالما أطلقت النكات التي اعتبرته أحد أركان الحج أو العمرة، نظراً لازدحامه الشديد، ولأن جميع زوار جدة أو مكة يحرصون على أن يكون جزءاً من زيارتهم. (يذكر أن بعض فروع المطعم تخدم العوائل والأفراد على حد سواء، إلا أن غالبيتها تقتصر على الأفراد).
يعتبر مطعم "النخيل" أحد المطاعم المحلية الرائجة، يتميز بجودة المأكولات والمشويات الشرقية التي يقدمها. موقعه مميز قرب الشاطئ، ويقدم النرجيلة الرائجة عند أهالي جدة، وتعتمد جودة الخدمة فيه على الازدحام الذي يشهده لحظة وصولك إليه. ونظراً لموقعه في مكان مفتوح في الهواء الطلق، لا ينصح دائماً بالملابس الثقيلة، خصوصاً في ظل الطقس الرطب الحار نسبياً لمدينة جدة. وقد تعد حالة الطقس المفتاح الأول لازدحام المطعم من عدمه.
افتتح مطعم "بيتوتي" فرعه الأول في حي السلامة، وتقول القصة إنه كان مشروعاً لسيدة من سكان المدينة، اشتكت من الفراغ بعدما تزوج أولادها وتركوها إلى بيوتهم وحياتهم الخاصة، ما جعلها تقدم على افتتاح مشروعها الخاص. وقد عملت السيدة فيه بشكل شخصي لتجهيز الأطباق الصينية التي تحبها، ومن هنا جاءت تسمية "بيتوتي"، أو شغل البيت. وبعد 10 سنوات، ازدادت فروع المطعم في أنحاء المدينة، وصار رمزاً للمأكولات الصينية اللذيذة التي تقدمها، مع الديكور الآسيوي الجميل. فلا تترددوا في زيارة هذا المطعم خصوصاً إذا كنتم من عشاق الأطباق الصينية.
شهدت مدن المملكة الرئيسية ظاهرة جديدة، يمكن تسميتها بظاهرة "مطاعم البرغر المؤقتة"، فتنتشر افتتاحات المطاعم المحلية التي تقدم البرغر، والتي تبدأ بداية قوية، ثم تأخذ بالتداعي حتى تفقد زبائنها، نظراً لانخفاض جودتها مع مرور الوقت. إلا أن "سلطان برغر" تمكن من المحافظة على قيمته كأحد أبرز مطاعم البرغر المحلية، التي يقدمها بطريقة جميلة وشهية، والذي بدأ بالتوسع وافتتاح المزيد من الفروع. كما أن هناك مطعمي "19 سينشري برغر" و"ساوثستريت برغر" في المرتبة الثانية. تشهد هذه المطاعم عادة ازدحاماً، خصوصاً عند الظهيرة وبعد الساعة التاسعة ليلاً.
أثناء سيركم في شوارع جدة، ستجدون أن مطاعم الفول والمعصوب والمطبق منتشرة بشكل كبير جداً. غالبية هذه المطاعم تقتصر في جلساتها على الشباب دون العنصر النسائي، وستجدونها مكتظة بمختلف أطياف المجتمع. يُعد مطعم أبوزيد الأكثر شهرة وانتشاراً، إلا أن البعض يفضل معصوب القادري عليه. وعند الحديث عن الفول، يعتبر فول بانعمة في حي الصفا، وفول الأمير في حي الهنداوية هما الأفضل. ولا تتجاوز قيمة المأكولات في هذه المطاعم غالباً 2-3 دولارات فقط، وهي شعبية جداً تعتمد على جودة الطعام دون الاكتراث للنظافة العامة. على النقيض منها يقف فطور فارس لصاحبه الشاب فارس التركي، كأحد المطاعم "الفانسي" Fancy التي تقدم الفول والمعصوب، كما أنها توفر قسماً للعائلات والأفراد على حد سواء.
بسبب طبيعة مدينة جدة كمدينة ساحلية على شواطئ البحر الأحمر، اشتهرت المأكولات البحرية بجودتها في المدينة، بغض النظر عن تمركز مطاعم السمك حالياً خارج المدينة، شمالاً وفي محافظة ذهبان القريبة، نظراً للتزاحم السكاني داخلها. إلا أن مطاعم السمك لا تزال تحافظ على مكانتها كجزء من حياة أهالي جدة، ومن المعتاد أن يتوجه غالبيتهم إلى مطاعم السمك في الإجازات، خصوصاً وقت الغداء يوم الجمعة. من أشهر مطاعم السمك في جدة مطعم "السلطانة" و"توينا بارك"، التي تحافظ على التنوع، وجودة المأكولات البحرية التي تقدمها، من سمك وروبيان واستاكوزا وغيرها، مقلية ومشوية. في هذه المطاعم، تقوم بحجز غرفة خاصة مغلقة لدى وصولك، ثم تتوجه إلى المطبخ لاختيار السمك بنفسك، ثم تعود إلى تلك الغرفة لتمضية بعض الوقت المرح والدردشة إلى أن يصلك طعامك.
يطلق اسم "كورت يارد" على مجمع مطاعم في تقاطع شارع الأمير سلطان في شارع الروضة. أشهر المطاعم في هذا المجمع هي "كليلة"، الذي يقدم المأكولات المصرية والمغربية والتركية. مطعم "سمسم" الذي يقدم المأكولات اللبنانية، وأخيراً مطعم "أصيل" بأطباقه السعودية. أجواء جميلة، تتضمن المأكولات المميزة والنرجيلة، ما يجعلها مقصداً للكثير من الشباب والشابات. تراوح الأسعار بين 25-35 دولاراً للشخص تقريباً، خصوصاً أن النرجيلة مرتفعة السعر نوعاً ما، إلا أن الخدمة مميزة جداً.