تمارس عدد من المطاعم والمقاهي ومتاجر الخمور بيعها الاعتيادي في وضح نهار شهر رمضان الفضيل بجرأة مرفوضة مقنعين بحجة «السياحة» التي سمحت لهم بالعمل بطريقة تعتدي على حرمة أقرب شهور السنة لله تعالى وللمسلمين. ظاهرة بيع الخمور والاطعمة في النهار ومقاهي الرقص والغناء التي تشتعل مع اذان العشاء وصلاة التراويح تجرح مشاعر المواطنين وتكدر خواطرهم لشعورهم بتغير القيم والعادات والتقاليد التي حافظت عبر سنين طويلة على مظاهر الشهر الكريم وحرمت الاعتداء عليها. جولة بسيطة في شوارع العاصمة تكشف لك مدى الانتهاكات الصارخة التي لحقت بشهر الصيام فالعديد من المطاعم تمارس عملها بشكل طبيعي و»خمارات» تفتح أبوابها للزبائن، أما في الليل فتجد مسجدا يصلى فيه التراويح وفي مقابله مقهى يطرب زبائنه بفرقته الموسيقية، والحجة طبعا أنها منطقة سياحية. لطالما ظلت ظاهرة انتهاك حرمة شهر رمضان المبارك من أكثر المشاهد إيذاء لمشاعر الصائمين. وفي مجتمعنا تواجه هذه الاعمال بالكثير من الاستهجان حيث ظلت هذه الظاهرة الدخيلة منبوذة عند غالبية الاردنيين الا أن «منفذ السياحة» بقي الطريق الاقصر للبعض لانتهاك حرمة الشهر وممارسة أعمالهم المؤذية في مشهد أقل ما يمكن وصفه بأنه اعتداء حقيقي على الشهر الأكثر قداسة عند كل المسلمين. وكانت وزارة السياحة والاثار قد سمحت للمطاعم السياحية المصنفة والمرخصة ضمن فئة (مطعم سياحي، كوفي شوب، متنزه سياحي، مدينة تسلية وترويح سياحي، مطعم وجبات سريعة) بتقديم خدماتها لروادها خلال شهر رمضان المبارك داخل المنشأة بما يشمل تقديم خدمات الطعام والشراب وكذلك الخمور لرواد هذه الاماكن ومنعتها في الاماكن المطلة على الشارع العام أو المكشوفة للعيان مع إقامة سهرات رمضانية بعد الحصول على الموافقات اللازمة لهذه الغاية. إلا أن تعليمات وزارة الداخلية تمنع المطاعم والمقاهي والأندية الليلية وبالطبع محلات بيع الخمور من فتح أبوابها طيلة الشهر الفضيل باستثناء الحاصلين منهم على تصريح سياحي من وزارة السياحة والآثار، وهو التصريح الذي أصبح بوابة للتعدي على حرمة الشهر الكريم حيث تحصلت أغلب هذه المحلات على هذا التصريح دون أدنى رقابة تذكر لضمان أنها تقدم خدماتها للسياح فقط، مع أن المراقب يلحظ أن معظم - إن لم يكن كل - زبائنها من المواطنين الأردنيين. إلى ذلك، يقول صاحب مقهى يقع في أحد أهم شوارع العاصمة إنه غير ملزم بإغلاق محله خلال شهر رمضان، مبررا ذلك بحق غير الصائمين الذين يفطرون لأي الاسباب في إيجاد مكان يأكلون ويشربون فيه بعيداً عن عيون الناس، كما يوجد سياح كثيرون من حقهم الانتفاع من خدمات المطاعم والمقاهي. ويؤكد صاحب هذا المقهى وجود تراخيص تسمح لهم بالعمل في شهر رمضان بطريقة «مشروعة» نهاراً، معتبرا أنها حرية ومصدر للرزق وأن هذه الأماكن يجب أن تبقى مفتوحه ليلا نهارا. من الجهة الاخرى يعبر أحد المواطنين عن استنكاره الشديد لموقف الجهات الرسمية المختصة في ترك هذه المقاهي تفتح أبوابها نهاراً للمفطرين، ويلقي باللائمة على أصحاب المقاهي والمطاعم بدرجة أولى، مؤكدا أن الموضوع كله لا يتعدى مجرد قناعات شخصية عند هؤلاء، ويتعلق كذلك بقوة الوازع الديني والخوف من عقاب الله سبحانه وتعالى.