تتميز مدينة القصير في محافظة البحر الأحمر، بأنها مركز سياحي فريد يجذب آلاف السياح، لما تمتاز به من مواقع أثرية، والتي تُعتبر رمزًا للحضارة القديمة الفرعونية والإسلامية، وأهم تلك المعالم القلعة العثمانية الشهيرة. وتقع القلعة العثمانية في وسط مدينة القصير، حيث تم بناؤها في العهد العثمانى في العام 1799م، و كان الغرض من بنائها هو حماية الحدود المصرية، وشهدت أحداثًا تاريخية متعاقبة، حيث ظلت هذه القلعة مهملة على مدى سنوات طوال، وبعد مطالبات أهالي القصير لاستغلالها سياحيًا، قررت هيئة الآثار افتتاحها كمراز سياحي، وقامت ببناء سور في محيط القلعة، وكأنه سور معتقل أُقيم على ارتفاع عال، لدرجة أنه بات يحجب رؤية هذا الأثر المهم عن الزوار. ولا تزال القلعة العثمانية تعاني من الإهمال لعدم إدراجها على خريطة السياحة الثقافية في البحر الأحمر، على الرغم من أنها تضيف مجالاً جديدًا لرواد السياحة الثقافية، لفضل إطلالها على البحر الأحمر، وجوها النقي وجمالها الساحر، كل ذلك جعل من مدينة القصير مركزًا سياحيًا مميزًا. وتضم مدينة القصير، التي تعتبر منطقة أثرية من الطراز الأول، آثارًا قبطية ورومانية وأيضًا إسلامية، ويوجد بها البنايات الأثرية ذات الطراز المعماري الخاص، والتي تقع في وسط المدينة، أما عن الآثار الفرعونية فهناك "طريق الألهة" الفرعوني، و"وادي الحمامات" أكبر رمز للحضارة القديمة في المدينة، ويرجع تاريخ هذا البناء إلى عهد الملكة حتشبسوت، وهو طريق فرعوني رئيسي قديم، ويحوي الطريق حوالي 2200 نقش فرعوني على جانبيه، بالإضافة إلى العديد من الآبار ومنجم للذهب يُدعى منجم "الفواخير"، والذي لا يزال يحوي الكثير من الأدوات والنقوش، ويحتوي الطريق على عدد من المنازل التي كانت تعتبر إستراحات للمسافرين، والعديد من البنايات الصغيرة التي تقع فوق الربى المرتفعة، والتي كانت تستعمل كأبراج مراقبة، وبالنسبة للآثار الإسلامية فتظهر معالمها في منجم الذهب الذي يقع في وادي الفواخير، حيث كان مركزًا لتجمع الحجيج المسلمين القادمين من مصر والمغرب العربي والأندلس للتوجه إلى أرض الحجاز، كما توجد في المدينة مجموعة من الآثار المسيحية والإسلامية لعهود مختلفة.