أن تكتفي بالمشاهدة، وأن تعيش التجربة بنفسك، أمران مختلفان، تسارعت اللحظات ومعها دقات القلب، ونشطت إفرازات هرمون الأدرينالين، فنحن على وشك خوض تجربة استثنائية لكل من حضر من المغامرين في منطقة البحر الميت، الصعود إلى الطائرة ثم القفز من علو شاهق لتسبح دون قيود في الجو، وتهبط بمظلتك في أخفض بقاع الأرض. إجراءات ارتداء المعدات اللازمة للقفز بإشراف فريق نادي "جمب تاندم" القادم من جمهورية التشيك بالتعاون مع نادي الرياضات الجوية الملكي الأردني، وما صاحبها من طقوس شرح تعليمات القفز، كانت كفيلة بتحفيز المغامرين لخوض تجربة التحليق فوق أخفض بقعة في العالم،  دون أن يغادرك الشعور بالارتباك والغموض. تكدس المغامرون في الطائرة الصغيرة، وحتى تلك اللحظة لم تبد لي المغامرة مخيفة بالقدر الكافي، حتى بدأت الطائرة بالارتفاع والعيون في الانخفاض محدقة إلى الأسفل تحملق بخط الأفق الكروي للأرض، الذي ازداد اتساعا مع الوصول إلى علّو 15 ألف قدم . ساعة الصفر، لم تكن سوى ثواني معدودة لتجد نفسك وبدفعة رشيقة من المدرب المحترف، معلقا في الهواء في مشهد سقوط حر مرعب، ومع فتح المظلة سرعان ما يتحول الرعب إلى متعة بمشاهدة منظر البحر والجغرافيا والطيران في الهواء،  لتصبح سبع دقائق من التحليق في الهواء، قصة حقيقية للسرد والتأمل. وسواء استطعت الابتسام أمام الكاميرا التي يقفز بها محترف آخر في الجو، أم خانت القدرة على الابتسام، فإن هذا النوع من الرياضة غير التقليدية في البلاد، قد عمل نادي الرياضات الملكي الذي يرأسه الأمير حمزة بن الحسين، على إقامته في البحر الميت العام الجاري، بعد تجربة ناجحة قام بها العام الماضي في منطقة وادي رم جنوب الأردن، بحسب المدير التنفيذي للنادي أحمد ماهر التل.