القاهرة / ندى أبو شادي
مازالت المئات من المعالم العمرانية والدينية تشهد على التاريخ الإسلامي الذي مر على إسبانيا وكان شعلة مضيئة في تاريخ هذا البلد وأصبح جزءاً من ثقافته. ويستقطب التراث الإسلامي الشاهد على الإزدهار والتطور الذي عاشته النهضة الإسلامية آلاف السياح كل عام من جميع أرجاء العالم، كما أنه يعتبر من أبرز الأمثلة على روعة الفن الإسلامي ولقد اشتهر بكونه حصن مملكة غرناطة.
تم تأسيس قصر الحمراء في عهد ملوك الطوائف على يد أحد الملوك الأمازيغيين يدعى باديس ابن حبوس في القرن العاشر الميلادي، وأكمل تشييد القصر بنو الأحمر الذين سيطروا على غرناطة. وتعود تسميته بالأحمر إلى العديد من الروايات التي بحسب بعضها كان بسبب عائلة بنو الأحمر الحاكمة، بينما أخرى ترجح أنها تعود إلى الآجر الأحمر الذي استخدمه المغاربة في بنائه.
يحتوي القصر الفريد من نوعه على مزايا فنية مذهلة تجسد عراقة الفن الأندلسي، ويتكون القصر من عدة أبراج وقاعات وأجنحة، بالإضافة إلى بهو الأسود الذي يضم بركة ماء كبيرة يحيط بها 12 تمثالاً لملك الغابة يتدفق الماء من أفواهها عند اكتمال كل ساعة من اليوم، إلا أن رغبة العلماء باكتشاف هذه التقنية أدى إلى توقفها عن العمل.
يتزين كامل القصر بعد كبير من النقوش والزخارف المتقنة، التي تجسد بعضها آيات قرأنية وأبيات شعرية وحكم عربية، بالإضافة إلى شعار دولة بني الأحمر "لاغالب إلا الله"، ويحيط بالقصر مجموعة من الحدائق والنوافير المصممة بدقة أقرب إلى جعلها لوحة طبيعية.