دبي - صوت الإمارات
تُعد الرياضات المائية من أكثر الرياضات جذبًا للأطفال، لأنها تحمل الكثير من المتعة، ولهذا غالبًا ما نجد الأطفال يتجهون الى السباحة والألعاب المائية عند اقتراب الصيف. وانطلاقًا من أهمية تعليم الأطفال هذا النوع من الرياضات، يقدم مركز الغوص في "أتلانتس" برامج خاصة للأطفال لتعليمهم الغوص، وذلك في توجه يهدف الى إعادة إحياء الغوص الذي كان من المهن الأساسية في الدولة، وللحفاظ عليه كتراث يقدم في إطار تدريبي يراعي الشروط الخاصة بالأمن والسلامة.
وأوضح مدير المركز، مايك شيشي، إن "التدريب على الغوص يبدأ من دروس أولى تعلم الأطفال كيفية التنفس تحت الماء، بحيث يدخل الأطفال تحت الماء برفقة مدرب يقوم بتقديم الارشادات الأساسية للتنفس تحت الماء، الى جانب مجموعة من الأنشطة الترفيهية، التي تتمثل في جلب بعض الأغراض من قعر الحوض، أو العبور وسط حلقات مثبتة داخله". وأضاف "هذا البرنامج يعد الأول، ويتبعه برنامجان آخران مخصصان للغوص، ويتدرب خلالهما الأطفال على الغوص مع أسماك القرش والأسماك الشعاعية، ويتعلمون كيفية الغوص مع كشافات داخل المياه، وكذلك يتدربون على التقاط الصور والسباحة بشكل مريح تمامًا".
ولفت شيشي الى أن المتدربين يخضعون لتدريب على القيام بمهمات عديدة تحت الماء، كالبحث عن الحطام والملاحة والطفو، وكذلك مجموعة من الأنشطة التي تحمل في طياتها ثقافة التوعية البيئية. وشدد على أن البرنامج الموسع يحمل الكثير من المحطات المهمة، ولكن أبرزها أنه يمكنهم من الغوص في الاكواريوم الذي يحوي مجموعة كبيرة من الكائنات البحرية، ومنها القرش. ولفت الى أن البرنامج الأول الذي يعلم التنفس تحت الماء، يتم بشكل آمن، وفي حوض خاص للسباحة بدرجة حرارة معتدلة، وهو برنامج لا يتطلب الالمام بالسباحة، بينما يعد البرنامج التالي من البرامج التي تتطلب المعرفة بالسباحة، خصوصًا ان الحوض أعمق.
أما العمر المناسب للخضوع لهذه البرامج، فأشار شيشي الى أنه يمكن البدء بها من عمر الثامنة وحتى 10 سنوات، بينما تتطور البرامج بعد ان يتخطى الأطفال هذا العمر، بحيث يمكن الخضوع لبرامج أخرى تمكنهم من الحصول على الرخصة الخاصة بالغوص. في حين أن الشروط المتعلقة بقبول الطفل، تكمن في أن يكون خاليًا من مجموعة من الأمراض والمشكلات الصحية، ومنها الأمراض المتعلقة بالتنفس كالربو والحساسية، أو أمراض القلب والظهر والعمود الفقري، أو أمراض الأذن التي تتأذى من العمق بسبب الضغط تحت الماء. واعتبر أن أهمية البرامج تكمن في كونها مقدمة مميزة للغوص الفعلي والماهر، وكذلك في كونها تجعلهم يرتبطون مع مجموعة، وبالتالي تعزز الثقة بالنفس والعلاقات الاجتماعية.
أما عدم جهوزية الطفل لخوض التجربة، فنوّه شيشي بأنها تظهر من خوفه داخل الماء، مشددًا على أنهم لا يمكنهم الضغط عليه للمتابعة أن رفض ذلك، علمًا أن الدروس الخاصة بالصغار تكون لفترة قصيرة، بحيث لا يتجاوز التدريب الفعلي تحت الماء 20 دقيقة، بينما تصل مدة البرنامج كاملة الى ساعتين. ونوه بأن الاطفال افضل من الكبار في التعلم وأقل خوفًا، وهم يجيدون الإصغاء للمدرب، في حين أن قلة منهم يواجهون القليل من الخوف، وهي أقصى أنواع المشكلات التي تواجهنا معهم.
ويُعد المستوى الأولي في الغوص مجرد بداية، وللتمرس عليه يمكن تمديد الدروس، ورأى شيشي أنه يمكن اضافة مجموعة من الدروس كي يتقدم المرء، في حين أن الحصول على الرخصة الخاصة بالغوص تتم من خلال برنامج تدريبي خاص يمتد على مدى يومين والغوص لمدة 12 ساعة، ويخول المرء الغوص في أي مكان في العالم على عمق يصل الى 12 مترًا، ولكنها دورات مخصصة لمن هم أكبر سنًا، وتحديدًا بعد أن يتخطوا 10 سنوات.