لندن ـ ماريا طبراني
دعت عريضة منشورة على موقع Avaaz.com إلى إصلاح النظام القضائي في جزر الملديف في أعقاب الحكم بمائة جلدة على مراهقة لا يتجاوز عمرها 15 سنة لممارستها الجنس قبل الزواج. اعترفت الفتاة للشرطة في جزيرة فايدهو أن زوج أمها قام باغتصابها، وأنها كانت تعاني لوقتٍ طويلٍ انتهاكات جنسية على أيدي سكان محليين في منطقتها. وأوضحت هذ العريضة تفاصيل الحادث، بالإضافة إلى التماس مقدم للرئيس الملديفي محمد وحيد حسن بإيلاء النساء المعرَّضات والأطفال ممن هم في الحالة نفسها إلى خطر الانتهاكات الجنسية في البلاد قدرًا أكبر من الاهتمام والرعاية والحماية من تلك الانتهاكات، وتضمنت عريضة الالتماس أيضًا طلب سن قانون يحمي ضحايا الاغتصاب. جاء في الالتماس أنه من الضروري وضع حد لهذا الجنون من خلال توجيه ضربات موجعة للحكومة الملديفية، خاصة لقطاع السياحة، تبدأ بمليون التماس تطالب باتخاذ إجراءات حاسمة ضد المغتصبين، وإجراءات موازية لحماية ضحايا الاغتصاب، ثم التوجه على الفور لتشويه صورة الجزر على الإنترنت، من خلال نشر الدعاية السيئة عن السياحة في جزر الملديف في المجلات والمواقع الإلكترونية، على أن تكون هذه الإجراءات بلا توقف على الإطلاق، حتى يتم اتخاذ إجراءات فعالة لحماية الفتاة وغيرها من الفتيات اللاتي تعرضن إلى الاغتصاب من خلال قانون صارم. كما تحدث ريتشارد برانسون، الأسبوع الماضي، منتقدًا هذا الحكم الجائر، ودعا الرئيس الملديفي إلى التدخل لوقف هذا الإيذاء المبالغ فيه، الذي من المقرر أن تتعرض إليه الفتاة، والذي يتمثل في جلدها بعد تعرضها إلى الاغتصاب. وبالفعل انطلقت عريضة الالتماس على الإنترنت، وحصلت على توقيع 1.87 مليون من سكان الملديف، حيث وُضعت صورة أعلى العريضة يظهر فيها طفل يبكي، إلى جانب إحدى أشهر الماركات الملديفية الخاصة بالشواطئ الاستوائية. ودانت وزارة السياحة الملديفية تلك الإجراءات، منددة باستهداف سكان جزر الملديف قطاع السياحة في البلاد، وتشويه صورة الجزر أمام العالم، حيث أكد وزير السياحة محمد مليه جمال أنه من غير المعقول أن تنطلق حملة في سويسرا ضد صناعة الشيكولاتة أو حملة في ألمانيا ضد صناعة السيارات التي يبرع فيها الألمان. يُذكر أن قطاع السياحة في جزر الملديف يمثل ثلث الناتج المحلي الإجمالي، وأن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها القطاع إلى حملات مضادة بسبب الفساد الداخلي في البلاد، وسكوت الرئيس عنه، حيث انطلقت دعوات مماثلة في عهد الرئيس السابق محمد نشيد في شباط/ فبراير 2012 تدعو إلى مقاطعة السائحين لجزر الملديف. وتولى الرئيس السابق محمد نشيد حكم البلاد في 2008 لينهي ثلاثين عامًا من الحكم السلطوي المستبد، وأطلق دعوة قبل خلعه من منصبه إلى مقاطعة السياحة في أحد المنتجعات السياحية العملاقة في جزر الملديف، وهو المنتجع الذي يُرجح أن مالكه هو من أثار حفيظة الجيش والشرطة، وحرضهم على خلع نشيد من رئاسة الملديف، بعد أن دعا الرئيس السابق إلى مقاطعة ذلك المنتجع. بدأت وزارة السياحة الملديفية في الاتجاه المضاد لجهود الناشطين الحقوقيين المدافعين عن حقوق المرأة والأطفال في جزر الملديف، في إطلاق نشرات سياحية ترويجية بعنوان "الجانب المشمس من الحياة"، وهو ما رد عليه النشطاء بنشرة بعنوان "الجانب المظلم من الحياة"، تلقي الضوء على قسوة ووحشية الشرطة في التعامل مع مواطني جزر الملديف. وختمت النشرة محتواها بدعوة إلى كل الراغبين في السفر بغرض السياحة لمراجعة قرارهم الذي اتخذوه بزيارة جزر الملديف، وإعادة التفكير في زيارة تلك الشواطئ، آخذين في الاعتبار ما تتعرض إليه النساء والأطفال من انتهاكات مادية ومعنوية في الملديف.