الرباط ـ صوت الإمارات
تصنّف النمسا من بين أكثر الدول الأوروبية شهرة في مجال السياحة التي تمتلك طبيعة بكرا ومروجاً خضراء وبحيرات صافية وجبالا شاهقة، إضافة إلى مدنها ذات الطابع التاريخي ومنتزهاتها المميزة.
وتزخر النمسا بالفن المعماري والقصور والموضة والأناقة، وتشتهر بالقصور الفاخرة وسط الحدائق الغناء الزاهية والمباني التي تزين سقفها تماثيل وزخارف سخية وأروع الفنون في قطع الآثار العتيقة وتعد مركزا في رياضة التزلج على الجليد ورياضات التسلق على جبال الألب.
في الشتاء يكون السائح على موعد مع أفضل تجارب التزلج على الجليد في النمسا، فأماكن مثل أشغيل وسان أنطون في هذا البلد الأوروبي تقدم للسائح أكثر مما ينتظره.
ويمثل جبل "شميتنهوهه" في النمسا منطقة لجذب سياحي من نوع خاص، ففي هذا المكان يسود الهدوء خلال الساعات المبكرة من الصباح، حيث يحتسي المتزلجون القهوة ومشروبات الطاقة، قبل أن يبدؤوا يوما مثيرا يصعدون خلاله إلى القمة عبر مصعد الجندول، تمهيدا للانطلاق في رحلات تزلج مثيرة.
وبكل كياسة يتمكن المتزلجون من شق أول مضمار لهم، حيث يتزلجون من أعلى جبل "شميتنهوهه" الذي يبلغ ارتفاعه ألفي متر، أو من محطة الجبل عند قمة زونكوجل.
كما يمكنهم تتبع المضامير التي شقها المتزلجون تحت ضوء الشمس الساطعة وبين أشجار الصنوبر المكسوة بطبقة من الجليد.
ومن بعيد يمكن للمشاهد أن يرى القمم الأخرى المعروفة بالمنطقة مثل قمم "فاتسمان جروسجلوكنر"، و"داخشتاين"، وبالطبع قمة جبل "كيتس شتاينهورن"، الذي يبلغ ارتفاعها ثلاثة آلاف و203 أمتار قرب مدينة كابرون، وهذا الجبل يعلو فوق كل شيء.
الشيء الذي يثير الإعجاب أكثر من المنظر البانورامي للقمم التي يبلغ عددها نحو 30 قمة وترتفع لنحو ثلاثة آلاف متر هو المشهد الذي يمكن رؤيته في الوادي في الساعات المبكرة من الصباح. فهناك وسط الهدوء والسكينة بحيرة "تسيلر سي" التي يبلغ طولها نحو أربعة كيلومترات وعرضها نحو كيلومتر واحد وعمقها 86 مترا.
وفي الصباح قارس البرودة تبقى تلك البحيرة مغطاة جزئيا تحت الضباب حيث تنتظر أن تأخذ نصيبا كبيرا من شعاع الشمس ودفئها قبل أن يتبخر الضباب تماما.