لندن صوت الامارات
تصنّف النمسا من بين أكثر الدول الأوروبية شهرة في مجال السياحة التي تمتلك طبيعة بكرا ومروجاً خضراء وبحيرات صافية وجبالا شاهقة، إضافة إلى مدنها ذات الطابع التاريخي ومنتزهاتها المميزة. وتزخر النمسا بالفن المعماري والقصور والموضة والأناقة، وتشتهر بالقصور الفاخرة وسط الحدائق الغناء الزاهية والمباني التي تزين سقفها تماثيل وزخارف سخية وأروع الفنون في قطع الآثار العتيقة وتعد مركزا في رياضة التزلج على الجليد ورياضات التسلق على جبال الألب.
في الشتاء يكون السائح على موعد مع أفضل تجارب التزلج على الجليد في النمسا، فأماكن مثل أشغيل وسان أنطون في هذا البلد الأوروبي تقدم للسائح أكثر مما ينتظره. ويمثل جبل "شميتنهوهه" في النمسا منطقة لجذب سياحي من نوع خاص، ففي هذا المكان يسود الهدوء خلال الساعات المبكرة من الصباح، حيث يحتسي المتزلجون القهوة ومشروبات الطاقة، قبل أن يبدؤوا يوما مثيرا يصعدون خلاله إلى القمة عبر مصعد الجندول، تمهيدا للانطلاق في رحلات تزلج مثيرة. وبكل كياسة يتمكن المتزلجون من شق أول مضمار لهم، حيث يتزلجون من أعلى جبل "شميتنهوهه" الذي يبلغ ارتفاعه ألفي متر، أو من محطة الجبل عند قمة زونكوجل. كما يمكنهم تتبع المضامير التي شقها المتزلجون تحت ضوء الشمس الساطعة وبين أشجار الصنوبر المكسوة بطبقة من الجليد. ومن بعيد يمكن للمشاهد أن يرى القمم الأخرى المعروفة بالمنطقة مثل قمم "فاتسمان جروسجلوكنر"، و"داخشتاين"، وبالطبع قمة جبل "كيتس شتاينهورن"، الذي يبلغ ارتفاعها ثلاثة آلاف و203 أمتار قرب مدينة كابرون، وهذا الجبل يعلو فوق كل شيء.
الشيء الذي يثير الإعجاب أكثر من المنظر البانورامي للقمم التي يبلغ عددها نحو 30 قمة وترتفع لنحو ثلاثة آلاف متر هو المشهد الذي يمكن رؤيته في الوادي في الساعات المبكرة من الصباح. فهناك وسط الهدوء والسكينة بحيرة "تسيلر سي" التي يبلغ طولها نحو أربعة كيلومترات وعرضها نحو كيلومتر واحد وعمقها 86 مترا. وفي الصباح قارس البرودة تبقى تلك البحيرة مغطاة جزئيا تحت الضباب حيث تنتظر أن تأخذ نصيبا كبيرا من شعاع الشمس ودفئها قبل أن يتبخر الضباب تماما. وعلى خط الساحل هناك "مدينة تسيل أم زية الراقية" بمتاهاتها من الدروب الضيقة في قلب المدينة القديمة و"برج كاستنارتورم" الذي يقع فيه متحف التاريخ المحلي في أدواره الأربعة. ويعد منتجع "شلادمينج دشتن" الذي تمتد فيه ممرات تزلج بطول 860 كيلومترا وتفتح أبوابها للجمهور على مدار سبعة أشهر من كل عام حيث أحد أفضل مواقع للتزلج على الجليد في النمسا . وإلى جانب منتجع "شلادمينج" نجد منتجعات "سانت موريتز" و"جارميش بارتنكيرشن" و"بورميو" و"كيتسبول" و"جرودن فالي". منتجع سان أنطون أم ألبرغ يقع المنتجع في منطقة "ألبرغ" في مقاطعة "تيرول" النمساوية التي يقصدها سنويا أكثر من 8 ملايين زائر لممارسة التزلج ولمشاهدة هذه البقعة الجميلة عندما يغمرها الثلج، فإذا كنت من المتقدمين في فنون التزلج فإن منطقة سان أنطون هي الأفضل، فهناك يمكنك أن تتزلج نهارا وتحتفل ليلا، ما يجعل إقامتك في المنتجع الذي يعتبر واحدا من أفضل ثلاثة منتجعات في أوروبا متعة. وإذا كنت ممن يحبون المخاطرة توجه أولا إلى الجبل الرئيسي في "سان أنطون"، في حين أن المتزلجين الأقل احترافا يمكنهم دائما أن يستقلوا حافلة التزلج إلى "ليخ وزورس" والعودة من هناك مباشرة لحضور الحفلات الليلية. وتنشط الحياة في "سان أنطون أم ألبرغ" من بداية شهر كانون الأول ولغاية شهر نيسان ويعتبر مطعم "بيكاديللي" مقصدا لعشاق الطعام اللذيذ والموسيقى، وهو يفتح أبوابه لاستقبال الزبائن من الساعة الرابعة من بعد الظهر وحتى الساعة الثانية صباحا. كذلك يكتظ بالزبائن مطعم "أندر غراوند" الذي يقدم الأطباق الشهية المتنوعة. هال ـ فاتنس.. انسجام طبيعي ثقافي وفي منطقة "هال ـ فاتنس" في قلب منطقة تيرول المنتمية لجبال الألب النمساوية تنتظركم عشر قرى ريفية ذات أجواء هادئة فريدة من نوعها، ويتعلق الأمر هنا بـ "أبسام" و"باومكيرشن" و"فريتسينس" و"غنادنفيلت" و"ميلس" و"تاور" و"تولفيس" و"فولديرس" و"فاتنبيرغ" و"فاتنس"، إضافة إلى واحدة من المدن العتيقة والجميلة في النمسا، ألا وهي "هال" في منطقة تيرول.
وتقدم المنطقة للسائح من خلال المزاوجة بين الطبيعة والثقافة والأصالة والمعاصرة، وكذلك بين فضاءات المدن والحياة الريفية، قالبا منسجما فريدا من نوعه يمتد على طول السنة. وهناك يجد السائح محطات غاية في الجمال، انطلاقا من مدينة هال العتيقة ومرورا عبر فضاءات "سفاروفسكي" للكريستال ومتحف هال للقطع النقدية وصولا إلى كنيسة "فالفارت" بقرية أبسام. كما يمكنك أيضا اكتشاف مناطق في المدينة المجاورة "إنسبروك" وذلك من خلال القيام برحلات يومية لمشاهدة السقف الذهبي الصغير ومحطة القفز على الجليد في "بيرغ إيزل" أو "ملعب تيفولي" والذي أقيمت فيه مباريات بطولة أوروبا للأمم. تجعل التظاهرات الثقافية والرياضية من منطقة "هال ـ فاتنس" واحدة من الوجهات السياحية الأكثر جاذبية لمن يعشق التميز.
وستكتشفون لدى زيارتكم للمنطقة أماكن كثيرة للمأكل والمشرب وكذا العديد من إمكانيات التسوق والمبيت (بنسيونات وشقق خاصة بالعطل وفنادق) سواء كنتم في المدينة أم في الريف. وتجدر الإشارة إلى أن منطقة "هال ـ فاتنس" سهل الوصول إليها، حيث يمكن ولوجها بجميع وسائل النقل سواء كان ذلك بواسطة السيارة أو الحافلات أو القطار أو الطائرة.
كما يمكنكم الاختيار في فصل الشتاء بين العديد من الملحقات الطبيعية والرياضية، ففضاء "غلوكسكاغ" للتزحلق على الجليد يمكن اعتباره أفضل مكان مناسب لقضاء وقت ممتع برفقة العائلة وروعة الطرق التجوالية الشتوية وكذا العدد الهائل من فضاءات ممارسة رياضة الركض أو السباق بعيد المدى والتزحلق على الجليد مما يزيد المنطقة رونقا وجمالا.
تعتبر رياضة التزلج على الجليد رياضة مكلفة وغير منتشرة نسبيا في الصين في الماضي. وفي السنوات الأخيرة ومع النمو الاقتصادي والاجتماعي الصيني بدأ الكثيرون من المواطنين الصينيين في المدن يمارسون هذا النوع من الرياضة. مع حلول فصل الشتاء وخاصة ديسمبر/كانون الثاني الماضي، دخلت المناطق الشمالية الصينية موسما مناسبا للتزلج على الثلج.
وأصبحت حلبات التزلج البالغ عددها اثنتي عشرة حلبة بضواحي بكين مكتظة بالزبائن في الأيام الأخيرة وأخذت تستقبل حوالي عشرين ألف هاو لممارسة هذه الرياضة كل يوم.
جدير بالذكر أن درجة الحرارة ببكين في الرابع من ديسمبر الماضي هبطت إلى تحت الصفر طوال اليوم وهي أدنى درجة حرارة خلال خمسين سنة مضت، وفي تلك الأجواء الباردة استقبلت حلبة جبل لونغ فونغ بضاحية بكين الغربية أكثر من ألف هاو على التزلج، وقال السيد قاو بمكتب استقبال الحلبة للمراسل: مع دخول الثلث الأخير من نوفمبر الماضي استقبلنا ما بين ألف إلى ألفي زائر كل يوم والآن ما زلنا في بداية الشتاء وسنستقبل المزيد من الزوار.
هذا الأمر لم يعد غريبا، فقد ازداد حب الصينيين كثيرا لممارسة هذا النوع من الرياضة الجديدة نسبيا وارتفع عدد الحلبات والهواة ارتفاعا كبيرا. ويعتبر عدد حلبات التزلج رمزا لدرجة انتشار هذه الهواية في أي بلد، وقال السيد آن لين بين نائب الأمين العام للجمعية الصينية للتزلج على الثلج إن عدد حلبات التزلج قد ازداد من أقل من عشر حلبات في عام 1996 إلى أكثر من مائتي حلبة في الوقت الراهن وأضاف قائلا: شهد قطاع التزلج على الثلج في الصين تطورا سريعا في السنوات المنصرمة، وفي منتصف تسعينات القرن الماضي كان في الصين عدة حلبات التزلج تستخدم لتدريب الرياضيين فقط أما الآن فتنتشر حلبات التزلج الكبيرة والصغيرة في 15 مقاطعة ومنطقة ذاتية الحكم ومدينة خاضعة للإدارة المركزية مباشرة.
كانت حلبات التزلج بالصين تنتشر بشكل رئيسي بمنطقة شمال شرقي الصين الأبرد والآن واعتمادا على تقنيات تصنيع الثلج ازدادت حلبات التزلج في مناطق شمالي البلاد المعتدلة نسبيا مثل منغوليا الداخلية ومقاطعة خه بي وشينجيانغ ومدينة بكين. ففي بكين مثلا، كانت هناك حلبة تزلج واحدة فقط بهذه المدينة عام 1999 أما الآن فقد بلغ عدد حلبات التزلج فيها 12 حلبة ووصل طول مضامير التزلج حوالي 40 ألف متر وتستقبل هذه الحلبات أكثر من 50 ألف شخص يوميا.
وتوجد حلبات التزلج في مقاطعتي سيتشوان ويوننان بجنوب غربي الصين أيضا، وفي بكين وشانغهاي ظهرت حلبات التزلج داخل قاعات تسهيلا على هواة ومحبي هذه الرياضة لممارستها طوال العام. ومع زيادة حلبات التزلج ارتفع عدد هواة التزلج على الثلج بصورة سريعة أيضا.
وفي عام 1999 كان عدد هواة التزلج نحو عشرة آلاف فقط في كل البلاد وأصبح هذا الرقم أكثر من ثلاثة ملايين في عام 2004. وأصبحت هذه الرياضة ممارسة شعبية للجميع وليست حكرا على فئة معينة من الرياضيين المهنيين. ويرى السيد آن لين بين نائب الأمين العام للجمعية الصينية للتزلج على الثلج أن ازدياد شعبية هذه الرياضة هو نتيجة للتقدم الاجتماعي في الصين.
إن التزلج على الثلج رياضة مكلفة وإن بناء حلبة تزلج يحتاج إلى استثمار هائل وإن الزلاقة والأجهزة الأخرى تكلف مبلغا غير قليل بالنسبة للهواة.
أما سبب عدم انتشار هذه اللعبة بالصين في الماضي فيعود بشكل رئيسي إلى نقص حلبات التزلج ومحدودية عوائد المواطنين. ومع تنامي القوة الوطنية الشاملة في الصين، ازداد معها عدد ممارسي كافة الرياضات ومنهم هواة التزلج على الثلج. ومن ناحية هواة التزلج على الثلج فأسباب الحب لهذه الرياضة مختلفة. ويريد بعض الهواة ممارسة هذه الرياضة فقط أما الأخرون فيعشقونها لمتعتها. قال السيد تشانغ تشون هوي هاو من بكين وله ست سنوات من خبرة التزلج على الثلج وقال إنه يحب هذه الرياضة لأنها ممتعة ومثيرة وأضاف: تعجبني السماء الزرقاء والثلج الأبيض وأحب شعورا بالانحدار السريع من قمة جبل.
وقال السيد قو المعلم في مدرسة ثانوية ببكين: أعتقد أن التزلج على الثلج فرصة جيدة لتقوية جسمي.
أما الآنسة لي التي تعمل في مؤسسة أجنبية التمويل ببكين فذكرت أنها تميل إلى هذه الرياضة وتحبها لأنها كانت حلما لها. وقالت: أشاهد في التلفزيون منذ صغري الأجانب وهم يتمتعون بهذه الرياضة وكنت أشعر بالحماسة وفكرت في ممارسة هذه الرياضة أيضا. ولكن والديّ أخبراني أن هذه الرياضة يمارسها الأغنياء فقط فشعرت أن هذا الحلم بعيد عني. واليوم حققت هذا الحلم وأشعر بسعادة كبيرة.