القاهرة / ندى أبو شادي
أثناء موجة الصقيع والثلوج التي عمت أوروبا هذا الشتاء نالت هولندا نصيباً كبيراً من تلك الموجة العنيفة، وما إن انخفضت درجة الحرارة إلى 7 درجات تحت الصفر كان ذلك إيذاناً بتجمد القنوات المائية التي تخترق شوارع مدنها الشهيرة، وتحويلها إلى شارع متجمد يصل ضفتيه ببعضهما، مما شجع السياح وساكني تلك المدن بالتزلج عليها، وتبدو حينها القنوات الشهيرة مثل قناة برينس وقناة كيزار وقد التحمت بالشارع الأصلي وكأنه لم يكن له وجود .
لا يقف استغلال الجليد عند هذا الحد فقط، وإنما يتم استغلاله على المستوى السياحي والاقتصادي، حيث تقام مسابقات تزلج على أكبر هذه القنوات والتي يصل طولها إلى 200 كيلومتراً وهي قناة الفستندين التي تقع في مقاطعة فريزلاند شمالي هولندا، والتي بدأ عملها منذ عام 1909م وحتى الآن، هذه المسابقات لا يمكن عقدها إلا في حالات وظروف مناخية معينة، إذا لابد أن تصل سماكة الجليد إلى 15 سنتيمتراً على الأقل حتى تتحمل المشاركين الذين يصل عددهم إلى 15 ألف متسابق، والذين يتوجب عليهم الحصول على تصاريح قبل البدء في المسابقة .
وبسبب ذلك فإن الشعب الهولندي يستقبل الإعلان النادر عن هذا السباق بنوع من الإثارة، وعشية يوم السباق يتجمع آلاف الهولنديين على جانبي القناة ويحتفلوا حتى الصباح، وعند بدء السباق يعود منهم إلى بيوتهم لمتابعته بطريقة أفضل، والبعض يُفضل البقاء للهتاف وتشجيع المشاركين عن قرب .