القاهرة – محمد عبد المحسن
قبل بداية عام 2018، لم يتواجه روجر فيدرر وبورنا تشوريتش سوى مرة واحدة، جاءت في بطولة دبي عام 2015، وتمكن النجم السويسري من حسم المباراة حينها، في 56 دقيقة، ليتأهل إلى النهائي. وتواجه الثنائي في 2018، 3 مرات، لكن فيدرر لم يجد تلك السهولة، التي حسم بها المواجهة الأولى، حيث التقيا في نصف نهائي بطولتي، إنديان ويلز وشنغهاي، وفي نهائي بطولة هالي. وفي إنديان ويلز، تمكن تشوريتش من التغلب على كيفن أندرسون، في شوط كسر التعادل بالمجموعة الفاصلة، ليصل للمرة الأولى في مسيرته الاحترافية، إلى نصف نهائي بطولة في فئة الأساتذة. وعقب ذلك الانتصار، واجه تشوريتش تحديًا من نوع خاص، وهو إنهاء مسيرة فيدرر الممتدة لـ16 انتصارًا على التوالي، هذا الموسم. وبدأ اللاعب الكرواتي المباراة بصورة مميزة، من خلال حسم المجموعة الأولى، والتقدم في الثانية بكسر الإرسال، أمام أنظار كل من رود ليفر وبيت سامبراس. وكان تشوريتش قريبًا للغاية، من تحقيق مفاجأة مدوية، لكن أعصابه خانته في الأمتار الأخيرة. ففي آخر 4 أشواط من المجموعة الثانية، لم يرتكب فيدرر سوى 4 أخطاء مباشرة، واستغل النجم السويسري انخفاض مستوى تشوريتش على الإرسال، ليحسم المجموعة لصالحه. ومرة أخرى، تقدم تشوريتش بكسر للإرسال في المجموعة الفاصلة، قبل أن يرد فيدرر الكسر، ويحسم المباراة بنتيجة (5-7) و(6-4) و(6-4)، ويحقق رقمًا قياسيًا لنفسه، من خلال بداية الموسم بـ17 انتصارًا متتاليًا. وقال فيدرر، عقب تلك المباراة: "كان من المفترض أن أخسر، حيث تأخرت مرتين بكسر الإرسال في المجموعة الثالثة، وتأخرت بكسر الإرسال في المجموعة الثانية.. بدون شك هذه أصعب مباراة هذا الموسم حتى الآن". أما تشوريتش، فقال: "كانت مباراة ممتعة وصعبة للغاية، ليس من الجيد أن أخسر، لكن هذا هو التنس، وعلي النظر إلى المواجهة من منظور إيجابي، بشكل عام قدمت مباراة وبطولة جيدة". وبعد تلك المباراة بثلاثة أشهر، وصل فيدرر للمرة الـ12 في مسيرته، إلى نهائي بطولة هالي، بعدما توج بلقب شتوتجارت. وتمتع فيدرر قبل هذا النهائي، بفوزه بـ20 مباراة متتالية على الملاعب العشبية، وواجه تشوريتش الذي حقق انتصارين فقط، في 9 مباريات لعبها على الملاعب العشبية، قبل انطلاق تلك البطولة. ورغم ذلك، خسر فيدرر في نهاية المطاف، بنتيجة (7-6) و(3-6) و(6-2). وقال تشوريتش عقب اللقاء: "شعوري لا يصدق بأن أهزم فيدرر، فأنا شاهدته على التلفزيون عندما كنت صغيرًا برفقة أسرتي، ومجرد مواجهته اليوم هي لحظة خاصة للغاية، ويزيد من تميزها تغلبي عليه". وبعد هذا الانتصار، ارتقى تشوريتش إلى التصنيف 21 عالميًا، ليواصل إبداعه ببلوغ نصف نهائي شنغهاي للأساتذة، حيث كان على موعد جديد مع فيدرر. ووصل فيدرر إلى نصف النهائي بمستوى متذبذب، أما تشوريتش فتخطى لاعبين مميزين، من أمثال ستان فافرينكا وخوان مارتن ديل بوترو. وقدم الكرواتي واحدة من أفضل مبارياته، وتغلب على فيدرر مجددًا بمجموعتين دون رد، بواقع (6-4) و(6-4)، ليصل إلى النهائي الأكبر في مسيرته الاحترافية. وقال تشوريتش حينها: "هذه واحدة من أفضل المباريات التي لعبتها في مسيرتي، كنت أملك الثقة في كل تسديدة، وأرسلت ربما بأفضل صورة في مسيرتي، وذهبت إلى الزواية بصورة متقنة، كما وجدت كل تسديداتي خطوط الملعب".