السائق البريطاني لويس هاميلتون

تعدّ "الانتفاضة" التي حققها السائق البريطاني لويس هاميلتون، الذي فاز وللمرة الأولى في مسيرته، بجائزة البرازيل الكبرى، الجولة العشرين قبل الأخيرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا 1،  غير كافية لقيادته إلى لقبه العالمي الثالث على التوالي والرابع خلال مشواره.

ويتمتع هاميلتون بالوتيرة اللازمة لكي ينهي الموسم بعد أسبوعين وهو على الدرجة الأولى من منصة التتويج في جائزة أبوظبي الكبرى، خصوصًا أنه فاز بالسباقات الثلاثة الأخيرة لكن ذلك قد لا يحول دون فوز زميله في مرسيدس الألماني نيكو روزبرغ باللقب العالمي الأول في مسيرته.

وأن الفوز المثير الذي حققه هاميلتون على حلبة انترلاغوش تحت الأمطار التي تسببت في تأجيل الانطلاق ثم إلى توقف السباق مرتين ودخول سيارة الأمان في أكثر من مناسبة، جعله على بعد 12 نقطة فقط من زميله روزبرغ، الذي كان بحاجة للفوز لكي يحسم اللقب لكنه اكتفى بالمركز الثاني للسباق الثالث على التوالي.

وواقع الأمور يشير إلى أن اللقب الرابع سيكون بعيد المنال بالنسبة لهاميلتون، حتى وأن واصل وتيرته، وأحرز فوزه الثالث والخمسين في مسيرته، وذلك لأن روزبرغ يكفيه حينها احتلال المركز الثالث لكي يحقق "الحلم الألماني" ويصبح أول سائق ألماني يتوج على متن سيارة ألمانية.

واحتكم هاميلتون إلى "حرب الأعصاب" بعد السباق البرازيلي وحذّر زميله الألماني بأنه سيطارده من أجل تحقيق حلم إحراز اللقب الرابع، قائلًا بعد تتويجه الأول في انترلاغوش من أصل 10 محاولات "أنا أطارد وكل ما بامكاني فعله هو ما أفعله حاليًا. اعطاني الفريق سيارة رائعة واخيرًا أصبحت الاعتمادية "جدارة تشغيل السيارة" جيدة. في الوقت الحالي، أنا أعيش اللحظة".

وواصل "كان هذا حلمي منذ أن شاهدت "السائق البرازيلي الراحل" ايرتون (سينا) يسابق في البرازيل، عندما كنت في الخامسة أو السادسة من عمري. كان أحد أسهل السباقات في مشواري. لم افقد السيطرة على سيارتي ولو لمرة واحدة أو لحظة واحدة. كان سباقا روتينيا". وأن الفوز الـ52 لهاميلتون الذي انطلق من المركز الأول للمرة الـ60، سمح له في الانفراد بالمركز الثاني من حيث أكثر السائقين فوزًا بالسباقات خلف الأسطورة الألمانية مايكل شوماخر (91 فوزا) وبفارق فوز واحد أمام الفرنسي الن بروست، بطل العالم 4 مرات.

وكان هاميلتون الذي كرم البطل البرازيلي الراحل ايرتون سينا على خوذته، يدرك بأن الفوز هو السبيل الوحيد لتأجيل حسم اللقب العالمي حتى الجولة الختامية التي تقام في العاصمة الإماراتية أبوظبي في 27 الشهر الجاري، ولذلك خاض السباق بتركيز كامل رغم الأمطار والتوقفات وسيطر من البداية حتى النهاية.

 

وأكد هاميلتون قائلًا أن "سباق أبوظبي يناسبني بشكل عام. لكن في الوقت الحالي كل ما أريده هو الاستمتاع باللحظة"، متحدثًا بشيء من الاستخفاف عما حققه الأحد رغم صعوبة السباق، قائلًا "ليست بالنتيجة السيئة بتاتا. أريد أن أشكر الجمهور هنا. كان سباقًا طويلًا جدًا جدًا. لم ارتكب أي اخطأ، لم تكن هناك (بالنسبة له) أي مشاكل، أي حوادث، او فقدان للسيطرة. كان من المثير للاهتمام ان اسمع عن عدد الحوادث التي حصلت خلفي!".

وكشف البطل البريطاني أنه كان مرتاحًا بما فيه الكفاية خلال السباق لكي يشاهد ما يحصل خلفه على الحلبة عبر الشاشات العملاقة المخصصة للجمهور، في كافة أرجاء حلبة انترلاغوش التي شهدت أداءً استثنائيًا لسائق ريد بول-تاغ هيوير الهولندي ماكس فيرشتابن، الذي قاد بشكل رائع تحت الأمطار وشق طريقه من المركز السادس عشر إلى الثالث وحتى أنه كان ثانيًا في بعض فترات السباق بعد تجاوزه روزبرغ.

وأظهر الهولندي الشاب الموهبة التي يتمتع بها عندما فقد السيطرة على سيارته عند أحد المنعطفات لكنه حافظ على رباطة جأشه وأعادها إلى المسار، وبقى أمام روزبرغ الذي تحدث عما حصل، قائلًا: "وصلت الى الخط المستقيم ورأيته يتوجه بزاوية 90 درجة نحو الحائط. قلت لنفسي (بعد أن تدارك الهولندي الموقف واكمل السباق): +ماذا فعل بحق الألهة!+". وأضاف روزبرغ الذي فقد بدوره السيطرة على سيارته خلال السباق لكنه تمكن من إنقاذ الوضع والبقاء على الحلبة "كان سباقًا صعبًا للغاية بسبب الأمطار والقرارات التي اتخذت. لم تجر الأمور كما أريد لويس قام بعمل مذهل والظروف كانت صعبة للغاية لكن بامكاني التعايش مع المركز الثاني".