يد الشرقية

دخلت كرة اليد في المنطقة الشرقية مرحلة هي الأصعب في مسيرتها بعدما تراجعت للخلف، واختفت اللعبة في عدد من الأندية، بل إن المنطقة لا تضم فريقاً في فئة الرجال باستثناء اتحاد كلباء الذي يواجه كل الصعاب في المشاركة، بسبب قلة الإمكانات البشرية والمادية، ويكفي أنه انسحب من كأس الإمارات للرجال هذا الموسم، وتكرر انسحابه من المباريات في الموسم الماضي لظروف صعبة.

الرياضيون من أبناء المنطقة الشرقية لا يصدقون ما وصلت إليه اللعبة التي كانت لها صولات وجولات، قبل 20 عاماً، وتلخصت هموم ومشاكل اللعبة في عدد من النقاط، في مقدمتها ضعف المردود المالي وقلة الاهتمام الإداري من قبل إدارات الأندية التي باتت تفكر بهاجس الفريق الأول لكرة القدم فقط، وغياب الخطط الواضحة لإعادة تأسيس اللعبة من جديد، إضافة إلى التسرب الكبير للمواهب الشابة القليلة أصلاً إلى لعبات أو أندية أخرى في ظل عالم الاحتراف الذي تعيشه كرة القدم.

 

 
 

ومن بين أندية الساحل الشرقي الستة وهي اتحاد كلباء والفجيرة والعروبة والخليج ودبا الفجيرة ودبا الحصن، هناك نادٍ وحيد لديه نشاط الفريق الأول للعبة هو اتحاد كلباء، كما أن هناك 3 أندية فقط تمارس اللعبة وهو بمعدل 50% من الأندية لم تلغِ النشاط ولديها فرق براعم وصغار في اللعبة.

 

وأكد سعيد الخطيبي مشرف الألعاب الجماعية والفردية في نادي دبا الفجيرة، أن ناديه لا يستطيع أن يعيد اللعبة لأسباب عدة، لعل أبرزها قلة الدعم المادي التي تعتبر أهم المشكلات التي تتعرض لها الأندية التي لا تملك الموارد الكافية.

وقال: النادي يعاني من ندرة المواهب القادرة على الانخراط باللعبة بسبب الظروف المالية التي لا تكفي لتسيير نشاط واحد بشكل طبيعي فكيف بعدد من الأنشطة المختلفة، وأضاف: الحل يكمن أولاً في وضع خطة شاملة تبدأ من الهيئة العامة للشباب والرياضة مروراً بالاتحادات ثم المجالس الرياضية لتنشيط اللعبة من جديد.

وأشار أحمد إبراهيم مشرف الألعاب الفردية في نادي الفجيرة إلى أن النادي اتخذ قراراً قبل سنوات بإلغاء نشاط اليد وذلك بسبب العامل المادي وقلة الدعم المقدم للأندية من قبل الهيئة والاتحاد.

وأضاف: الكل في النادي يتمنى عودة جميع اللعبات لكن الأمنيات لا تكفي في ظل الوضع الذي تعاني منه الأندية خاصة بعد تزايد معدلات الصرف والعزوف الكبير من قبل اللاعبين إضافة إلى غياب الحافز.

 

 
 

وقال: لا تفضل المواهب الشابة في هذه اللعبة البقاء في نادي لا تتوفر فيه المادة أو لا يستطيع النادي توفير الاحتياجات اليومية وغيرها لذلك فإن الأنظار تتجه إلى الأندية الكبيرة التي لديها ميزانيات وتستطيع توفير الاحتياجات.

 

وتابع: الأزمة ليست فقط في الأمور المالية فحتى في حال توفرها، لا بد من وضع خطة من أجل عودة النشاط لقوته المعهودة، وأعتقد في ظل العوامل الموجودة فمن الصعوبة أن نرجع فريقنا القوي السابق من جديد.

وأعرب صالح حميد النقبي مشرف الألعاب الفردية والجماعية في إدارة نادي الخليج عن أسفه لغياب الفريق الأول من نشاط كرة اليد في النادي رغم أن النادي لديه تاريخ عريق في اللعبة ترجع لفترة سابقة وأسهم في رفد المنتخبات بالعديد من اللاعبين المميزين لعل من أبرزهم إبراهيم علي سلطان.

وأضاف: ندرة المواهب وقلتها وعدم تفرغها أهم المعوقات التي تمنعنا من استكمال نشاط اللعبة من جديد، وتابع: الأهم حالياً وضع خطة للارتقاء بالألعاب ومنها كرة اليد ولن نغلق أي نشاط لأن عودة الفريق الأول إلى بريقه تحتاج إلى عوامل كثيرة بعضها لا دخل له باللعبة وبعضها يحتاج إلى دعم كبير ونتمنى عودة تاريخ النادي من جديد في اللعبة حتى يسهم مرة أخرى في رفد المنتخبات باللاعبين الموهوبين.

ولفت خليفة الملاحي مشرف الألعاب الجماعية في نادي العروبة النظر إلى أن ناديه لا يملك صالة رياضية مخصصة للألعاب وبالتالي فإن أمر إلغاء اللعبة في النادي له مسوغات حقيقية وأسباب قوية قاهرة مرجعاً ذلك إلى أن العامل المادي هو من ألغى اللعبة في النادي.

وأضاف: لا نستطيع الوفاء باحتياجات الفريق الأول لكرة القدم في النادي بسبب الظروف المادية فكيف بالألعاب الأخرى؟ وعندما قررنا إلغاء نشاط اليد وبقية الأنشطة فإننا فعلنا ذلك لأننا لا نملك المال الكافي لهذا النشاط لقلة الميزانية والدعم المادي المقدم من قبل الهيئة العامة ومن قبل الاتحاد وغيرها من الجهات الداعمة.

وأضاف: «نحتاج في حالة إعادة اللعبة من جديد إلى زيادة الدعم بالإضافة إلى إيقاف تسرب المواهب التي تتسرب من الألعاب الأخرى لكرة القدم أو للأندية الأخرى فالمنطقة عامرة بالمواهب لكنها لا تتجه لكرة اليد أو بقية الألعاب الأخرى».