أبوظبي - محمود عيسى
تحلم البطلة الأردنية، يارا العدوان، والحائزة على الميدالية الذهبية في التزلج على الجليد ضمن منافسات الريشة الطائرة، المقامة ضمن دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، "أبوظبي 2019"، أن تُمثل فيلمًا سينمائيًا عن أصحاب الهمم تقدّم فيه واقعاً عن حياة هذه الفئة من الفتيات والشبان، وعن أحلامهم وطموحاتهم.
وقالت مدربتها منال الشاعر لـ"الإمارات اليوم": «يارا العدوان لاعبة من نوع خاص تتمتع بذكاء فطري، ربما لا يكون موجوداً لدى الأسوياء، فهي من النجمات المعروفات في الأردن، بحكم إنجازاتها المتعددة التي جعلت منها نجمة لامعة في بلادها».
وأضافت المدربة الأردنية: «بحكم قربي الطويل من يارا العدوان، فهي دائماً تتحدث معي عن حلمها بأن يُصبح الاهتمام بفئة أصحاب الهمم ممتداً على مدار العام، وليس لمجرد حدث رياضي تنقطع من بعده علاقة الجماهير بأصحاب الهمم، وبما أن الرياضة والفن هما وجهان لعملة واحدة فإن العدوان مستعدة أن تُمثل فيلماً عن أصحاب الهمم يبقى في ذاكرة الناس لأطول فترة ممكنة، وليس لمجرد فترة زمنية قصيرة تمتد فقط خلال الأنشطة الدولية التي لا تتجاوز أيامها أصابع اليدين».
وتابعت "الشاعر": «بالنسبة لي أفتخر كثيراً بالعمل مع أصحاب الهمم، لكنني أفتخر بشكل خاص لأنني مدربة يارا العدوان، فهذه البطلة لم تقهر المستحيل أو إعاقة التوحد التي ولدت بها، لكنها في كل يوم تتحدى الظروف المحيطة بها، ومن بينها الحرص على أداء التدريبات بشكل منتظم رغم انشغال والديها في بعض الأوقات وعدم قدرتهما على توصيل ابنتهما لمكان التدريب، لكنها تحرص على تعويض تلك الغيابات بزيادة عدد ساعات التدريب، ونحن كمدربين نُشجعها على ذلك».
وأكملت «ثمة صعوبات أخرى تواجه البطلة الأردنية، من بينها على سبيل المثال أنها تتدرب على صالة في الأردن تختلف كثيراً عن الصالات التي تؤدي عليها البطولات الدولية، كما كان الحال في الصالة الموجودة بأبوظبي، ولكن بحكم خبرتها منذ عام 1995، استطاعت أن تتكيف مع مثل هذه الأمور وتحقق المطلوب منها».
واعترفت "الشاعر" بأن «التعامل التدريبي مع فئة أصحاب الهمم يكون صعباً للغاية في أوله، فيارا العدوان لم تكن تستطيع في البداية أن تقف على قدميها لدى ممارستها رياضة التزلج على الجليد، وبمرور الوقت بدأت تتكيف مع الوضع، بل وتشارك في أكثر من مسابقة تخص تلك الرياضة، وبعد أن بدأت في التألق بالبطولات المحلية تم الزج بها في بطولات إقليمية، سواء في مصر أو الصين أو سورية، وانطلقت من تلك البطولات للعالمية، وحققت ألقاباً مهمة للغاية».
وأكملت: «ما أود أن أقوله في الختام، أن الأمور تكون صعبة في البداية على أي مدرب يعمل مع فئة أصحاب الهمم، لكن الشغف والإصرار والعزيمة القوية التي تكون بداخل أي لاعب ولاعبة تساعد بعد ذلك على سرعة استجابتهم، سواء للوحدات التدريبية أو القدرة على الظهور في منافسات عالمية ومع مستويات متقدمة».
وكانت يارا العدوان (30 عاماً) نجحت في حصد الميدالية رقم 30 خلال مسيرتها الرياضية الممتدة لنحو 15 عاماً، خلال ظهورها في النسخة الحالية من الأولمبياد الخاص.
قد يهمك أيضًا :