دبي ـ محمود عيسي
أكد رياضيون أن الرواتب والمكافآت والحوافز المالية العالية التي يحصل عليها لاعبو المنتخب الوطني بعد كل انتصار تسببت في إفسادهم، بدليل أنه رغم الإمكانات الكبيرة التي توفرت لهم، إلا أنهم أخفقوا في التأهل لنهائيات كأس العالم "روسيا 2018"، في حين أن المنتخب المصري نجح في تحقيق إنجاز تاريخي جديد لبلده بالوصول إلى كأس العالم، بمكافآت زهيدة تراوح بين 900 دولار (16 ألف جنيه مصري) للفوز داخل الأرض لكل لاعب، و1200 دولار للفوز خارج الأرض (20 ألف جنيه مصري).
وقالوا : إنه "رغم الرواتب العالية والحوافز المرتفعة التي يحصل عليها اللاعب الإماراتي إلا أن المستوى الفني في تراجع بدليل إخفاق الأبيض في التأهل للمونديال"، موضحين أنه "يجب الاعتبار والعظة من المنتخب المصري، لأنه من دون روح فإن المال لا يمكنه أن يصنع انتصارات".
وودع الأبيض تصفيات المونديال بعدما حل رابعاً في ترتيب منتخبات المجموعة الثانية، التي ضمت الى جانبه اليابان والسعودية والعراق وتايلاند.
مكافآت مالية
واعتبر عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم الأسبق الدكتور سليم الشامسي، أن نظام المكافآت المخصصة للاعبي المنتخب تسبب في إفساد لاعب المنتخب، مشيراً إلى أن "الفارق كبير جداً بين ما لمسناه في لاعبي المنتخب الوطني وبين تلك الروح التي لعب بها المنتخب المصري وصعد بسببها إلى كأس العالم، فمن دون روح فإن المال لا يمكنه أن يصنع انتصارات"، مشيراً الى أن "لاعبي المنتخب يتقاضون في بعض المباريات مكافآت فوز تراوح بين 50 و100 ألف درهم".
وأضاف الشامسي "للأسف صار هم بعض اللاعبين في المنتخب الحصول على مكافآت مالية، لذا يجب أخذ العبرة والعظة من الإنجاز الذي حققه المنتخب المصري".
الحافز الوطني
من جهته، قال رئس مجلس إدارة نادي الفجيرة، عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السابق ناصر اليماحي، إن "الجانب المادي، للأسف، طغا على روح الأداء في المنتخب خلال الفترة الماضية، ما تسبب في تراجع المستوى الفني للاعبين".
وأضاف اليماحي "لا شك في أن الحوافز المادية أمر جيد، لكن يجب أن تسير جنباً الى جانب مع اللعب بروح عالية لتحقيق الانتصارات وإسعاد الجماهير".
وتابع "كان يجب عقد ورش عمل ومحاضرات تتعلق بالحس والغيرة واللعب بروح عالية مع المنتخب الوطني، خلال الفترة الماضية من تصفيات المونديال".
مليارات المنتخب
بدوره، أكد المعلق الرياضي في قناة أبوظبي الرياضية علي حميد، أنه يتم دفع المليارات على المنتخب لكنه في نهاية المطاف دون محصلة، على حد تعبيره.
وقال إن "اللاعب في الإمارات يأخذ أكثر مما يعطي، كما أن الرواتب والحوافز المادية التي يحصل عليها لاعبو المنتخب أمر مبالغ فيه»، مشيراً الى أنه «عندما فاز المنتخب بكأس الخليج 21، فإن كل لاعب في المنتخب حصل على مكافآت مالية لا تقل عن أربعة ملايين درهم".
وأضاف "حافز الفوز للاعب الواحد في المنتخب الوطني يصل في بعض المباريات الى أكثر من 100 ألف درهم، فيما يتقاضى أقل لاعب في الدوري الإماراتي راتباً سنوياً يراوح بين أربعة وخمسة ملايين".
وتابع "رغم أنه ليست هناك مقارنة بين البنية التحتية لمصر، وتلك الموجودة في الإمارات إلا أن المنتخب المصري استطاع بأقل الإمكانات أن يحقق إنجازاً تاريخياً ويتأهل للمونديال، في حين عجز منتخبنا عن تحقيق حلم الوصول للمونديال للمرة الثانية في تاريخ كرة الإمارات، رغم الميزانيات الكبيرة التي يتم رصدها له".
وأوضح "للأسف، مشكلتنا تتمثل في أن أنديتنا أقوى من اتحاد الكرة، ولذلك فإنها هي من يفرض سياستها والواقع الحالي الذي تعيشه كرة الإمارات لن يتغير ما لم تتغير بعض العقليات لدينا".
مواهب جديدة
وأكمل علي حميد "دائماً نضحك على أنفسنا ونصنف دورينا بأنه الأقوى في آسيا، ولو كان ذلك حقيقة لكان منتخبنا أقوى منتخب في آسيا، وهذا غير صحيح، ولو كان دورينا قوياً لأفرز مواهب جديدة لكرة الإمارات، خصوصاً أنه على مدى السنوات الأربع أو الخمس الماضية، فإن هناك أربعة أو خمسة لاعبين فقط يتنافسون على جائزة أفضل لاعب".
ورأى علي حميد أن الكل مشترك في ما يحدث لكرة الإمارات من تراجع، خصوصاً بالنسبة للمنتخب الوطني سواء على صعيد إدارات الأندية أو اتحاد الكرة، وانتقد علي حميد بشدة أكاديميات كرة القدم في الإمارات، مؤكداً أنها لم تنتج أية مواهب جديدة لكرة الإمارات.