ابوظبي - محمود عيسي
سلّط برنامج "ملاعبنا" على قناة الشارقة الرياضية، الضوء على ملف إنفاق الأندية زمن الاحتراف، الذي جاء تحت عنوان "بذخ الاحتراف من يدفع الثمن؟"، وناقش مقدم البرنامج علي الظبياني، قضية الملف مع ضيفيه مدير الشؤون الرياضية في جريدة البيان، أحمد الحوري ورئيس القسم الرياضي في جريدة الخليج، ضياء الدين علي .
وأكّد معد البرنامج، عبد الرحيم الحمادي أنه تم اختيار مناقشة ملف «البيان الرياضي»، لأن الأرقام التي وردت به صدمت الشارع الرياضي، ونظراً لما تشكله قضية الصرف الذي تحول بالفعل إلى بذخ من خطر على منظومة كرة القدم في الإمارات، وضرورة إيجاد الحلول العاجلة لإيقاف النزيف، مشيرًا إلى أنّ الأرقام التي جاء بها التحقيق مثيرة للاهتمام، وتؤكد أن هناك أخطاء كثيرة ترتكب في حق الرياضة الإماراتية، ماذا حققنا في 10 سنوات احتراف، مقابل صرف 12 مليار درهم، هل تطورت اللعبة، وهل حققنا الإنجازات، طبعاً لا، فشلنا في التتويج بلقب دوري أبطال آسيا مرتين، ومنتخبنا لم يصعد إلى نهائيات كاس العالم لا في 2010 ولا في 2014 ولا في 2018، لم نحقق زمن الاحتراف إلا كأس الخليج، وهذا أمر غير مقبول.
وخلال مناقشة القضية، أرجع أحمد الحوري، الصرف المبالغ فيه إلى عدة أسباب، من بينها عدم إحساس بقيمة المال المهدر، متسائلاً حول ما إذا كان هناك رؤساء مجالس إدارات يدفعون من مالهم الخاصّ، وقال إنّه "من النادر إيجاد رئيس مجلس إدارة شركة يدفع من ماله، من يقوم بالصرف هم رؤساء الأندية والحكومة، البعض يستغل شعار رقم واحد لتحقيق مكاسب أخرى، وعندما نتحدث عن دور الأندية، أين هي من تطبيق سقف الرواتب، أين هي من تطبيق مبادئ الحوكمة، الغريب عندما كنا نتحدث عن الحوكمة، شهدنا انتقال راشد عيسى من العين إلى الشباب، وأحمد خليل من الاهلي إلى الجزيرة برواتب فوق السقف".
و صرح ضياء الدين علي، أن ما أنفقته الأندية وصل إلى البذخ والإسراف، وأن الهياكل المنوط بعهدتها الإشراف على النقلة في كرة الإمارات، لم تكن في مستوى المسؤولية، مبيّنًا أنّه "في وقت قريب، سمعت أن أمناء المجالس الرياضية يقولون إنهم غير منوط بعهدتهم مراقبة الأندية في ما يخص الصرف المالي، فلماذا يقدمون لهم الجوائز على الأداء الرياضي، في ظل هذا البذخ الذي لا يساوي المردود، أو حتى ثمن اللاعبين، لقد دخلنا في مرحلة الهدر، وأعتقد أنه لولا هذا الهدر، لما حصلت قرارات مثل الدمج، وهو ضرورة للتأقلم مع أزمة مالية، ولو كان هناك ترشيد من البداية، لما وصلنا إلى هنا، عندما دخلنا الاحتراف، وضعنا خارطة نسير عليها، لكن للأسف لم يتم تطبيق ما تم تنظيره في تلك الفترة، وعدم ترجته كما يجب كيف يتم وضع ميزانية وتترك مفتوحة ولا يوجد رقابة، وكيف يستفيد منها اللاعبون فقط على حساب الأندية"، وتساءل علي الظبياني عن عدم ردة فعل الأندية، رغم أنها المتضرر الأول من الصرف المبالغ فيه وعدم مطالبتها بتصحيح المسار، مشيراً إلى دول أوروبية سبقتنا سنوات في الاحتراف، لم تصرف هذه المبالغ، وإذا ما صرفت، فهي تعرف أن الدولار يأتي بمثله.