دبي – صوت الإمارات
يسير دوري الخليج العربي على سطر وترك سطورا خالية، وتعدّ الجولة الـ16 من المسابقة سطرا آخر خاليا في مسلسل السطور الفارغة الباهتة التي لا تحمل أي فنيات أو جديد، جولة للنسيان خالية من المتعة وشحيحة الأهداف، ومليئة بالأخطاء الدفاعية القاتلة والثغرات التكتيكية غير المبررة من أغلب الفرق المشاركة في البطولة.
وتعتبر الجولة السادسة عشرة من أسوأ الجولات من حيث المستوى الفني أو التهديفي حيث سجل المهاجمون 10 أهداف وهو معدل تهديفي لا يرقى إلى مستوى دوري للمحترفين.
فبعد أن كانت الجولة الماضية واحدة من أكثر جولات دوري الخليج العربي سخونة وإثارة، ونجح فيها العين في مواصلة التربع على صدارة الدوري، واقترب الوحدة خطوة جديدة من المنافسة على اللقب، وتسبب في عرقلة الوصل ثالث الأطراف المتنازعة على الصدارة، بانتصار مهم للعنابي في الجولة الـ15 على المنافس المباشر الوصل بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، في قمة الجولة، وأحد أكثر المباريات إثارة وحماسية.
وشاءت الأقدار أن يكون الرقم 7 عاملاً مشتركاً بين مباراتي تحديد القمة والمنافسة على صدارة دوري الخليج العربي، إذ فاز العين بسباعية قاسية ومذلة على فريق عجمان المكافح، الذي لم يملك القوة لمقارعة الزعيم المنطلق بقوة، والرقم سبعة هو نفسه إجمالي عدد الأهداف المسجلة في لقاء القمة بين أصحاب السعادة والفهود، والتي انتهت بفوز الأول بأربعة أهداف مقابل ثلاثة للأخير.
بعد كل هذه الإثارة في الجولة الماضية، وجدنا فراغاً تكتيكياً كاملاً في الجولة الـ16، وكأن الفرق التي لعبت الجولة الماضية قررت أن تأخذ الجولة الحالية إجازة للاستجمام، حتى الزعيم البنفسجي رغم كونه فاز بالثلاثة على الإمارات، إلا أنه لم يقدم الإمتاع والإقناع نفسه الذي قدمه في الجولة الـ15، عندما طحن عجمان بسباعية، وإن كان للعين عذر أنه في الصدارة ويلعب بميكيافيلية حصد النقاط واللعب بأريحية للابتعاد عن القمة، فليس للوصل حجة في تراجع مستواه، وهبوط المردود العام لأغلب لاعبيه، وظهور الإمبراطور كشبح يختلف تماما عن المارد الذي كان عليه في الدور الأول، فخسر الفهود نقطتين إضافيتين في سباق الصدارة بتعادله مع الجزيرة بهدف لكل منهما، وظهور الفريق بمستوى أقل من المطلوب، لإفساح الطريق أكثر وأكثر أمام الوحدة للانفراد بالوصافة والاستمرار في مطاردة العين.
في المقابل وخلال لقاء الوصل مع الجزيرة في زعبيل، كان الجزيرة أفضل تكتيكياً، واستطاع تين كات المدرب الهولندي المخضرم أن يعرف الطريق لإحراج الفهود، حتى في غياب مبخوت، ونجح الجزيرة في تسجيل هدف إلى حد ما مبكر، وقبل 44 دقيقة من نهاية المباراة، وكاد ينجح في الحفاظ عليه، والخروج بنقاط المباراة الثلاث، لولا هدف حسن طاهر في الدقيقة الـ86، وقبل النهاية بـ4 دقائق والذي أبقى على آمال الوصل، وأخرجه بنقطة بدلاً من خسارة النقاط الثلاث.
الوصل في حاجة ماسة لمراجعة أوراقه والبحث عن بدائل، بعد أن تراجع المستوى العام للاعبين، وباتت قوته الهجومية الكاسحة التي عهدناها في الدور الأول، ناعمة وأنيابه أقل حدة، فبات مطمعاً للمنافسين، وهذا الأمر ربما يعود لإحباط النزول من على العرش والتراجع للمركز الثالث، وهو الأمر الذي يتطلب مراجعة نفسية من الأرجنتيني أروبارينا للاعبيه، والعمل على إعادة الروح المعنوية سريعاً، كون المشوار لا يزال طويلاً، والقمة ستأتي لمن يسعى إليها ولا يستسلم للضغوط.