دبي - صوت الإمارات
تحدث عنتر مرزوق لاعب الأهلي السابق، عن رحلته مع "القلعة الحمراء"، التي بدأت منذ عام 1973، وتتواصل حتى الآن من خلال العمل نائبًا لرئيس أكاديمية الكرة في النادي، وتناول أهم المحطات في مسيرته الرياضية، والصعوبات التي واجهها الجيل الذي ينتمي إليه، مقارنة بما يتوفر للاعبي الكرة الحاليين، وتناول بعض القضايا، التي تشغل الشارع الرياضي، وفي مقدمتها تحديد سقف رواتب للاعبين، والتعصب الذي تشهده ملاعبنا نتيجة التنافس والصراع على الألقاب المحلية بين أكثر من نادي.
وأضاف "دخلت النادي الأهلي وعمري 13 عامًا، وكان هذا عام 1973، وتدرجت في المراحل السنية وصولًا إلى صفوف الفريق الأول موسم 1976-1977، وعمري 17 عامًا، لأكون أصغر لاعبي "الفرسان" في هذا الوقت، وبقيت في صفوف الفريق الأول حتى الاعتزال موسم 1987-1988، أي بعد نحو 7 مواسم مع الأهلي، ولعبت خلالها في صفوف المنتخب الوطني للشباب من 1988 إلى 1990، وشاركت خلالها مع المنتخب في كأس فلسطين، وأعتقد أنني خضت أكثر من 90 مباراة ما بين محلية دولية، لأننا في هذا الوقت، لم يكن يتوفر لنا التكنولوجيا الحالية، لإحصاء عدد المباريات والأهداف والإنذارات".
وكشف عنتر، عن بعض الفوارق ما بين كرة القدم في عصره والوقت الجاري، قائلًا "هناك فوارق كبيرة عن الأجيال الحالية، التي يتوفر لها كل شيء لتبدع، وعلى سبيل المثال، عندما بدأت في المراحل السنية، كنا نلعب على أرض طينية، وتطور الأمر في المستقبل، لنلعب على أرض نجيل صناعي "ترتان"، وكنا نعاني من صلابة الأرض، وتسببها في تعرضنا للكثير من الإصابات، ولم يكن هناك اهتمام إعلامي كبير سوى من الصحافة المكتوبة، ونقل محدود لبعض المباريات، ولكننا كنا نستمتع بحضور واهتمام جماهيري كبير، يفوق ما تشهده ملاعبنا الآن".
وواصل نائب رئيس أكاديمية الكرة في النادي الأهلي "كما كنا نلعب من دون عقود، إذ كنا هواة ولم نكن نعرف نظام الاحتراف الحالي، وكنا نحصل على مكافآت مالية بسيطة عن كل مباراة، وأتذكر أنني حصلت على مكافأة مالية قيمتها 30 ألف درهم، عندما فزنا ببطولة الدوري موسم 1979-1980، لكن الأجواء كانت رائعة، والاستمتاع كان أفضل بكرة القدم، مع ارتفاع أعداد اللاعبين المميزين عن وقتنا الحالي، رغم ما يتوفر للأجيال الحالية من إمكانات سواء في الملاعب أو العلاج أو الأجهزة الفنية والإدارية".
وتناول عنتر مرزوق، أبرز القضايا التي تشغل الوسط الرياضي حالياً، وهي تحديد سقف رواتب للاعبين، قائلًا "تحديد سقف رواتب، سوف يتسبب في مشاكل كثيرة للاعبين والأندية، لأن بداية الرواتب في الاحتراف كانت خطأ، وما بني على خطأ فهو خطأ، وللتوضيح أكثر، لا يمكن أن نأتي بلاعب يحصل على سبيل المثال، على 10 ملايين درهم، ونقول له أن يقبل فجأة بـ3 ملايين درهم فقط، بالتأكيد اللاعب سيرفض، ويتسبب هذا بمشكلة للاعب مع ناديه، ولكن إذا كان الجميع عازماً على الإصلاح، فيجب أن يكون القرار واحداً، وألا يتدخل ناد آخر، بإغراءات مالية أكبر كما يحدث حالياً".
وتابع لاعب الأهلي السابق "يمكن أن تكون هناك حلول أخرى لتعويض اللاعب، في حال تم الاتفاق على تنفيذ سقف الرواتب، بأن يكون هناك تخصيص عمل للاعب بعد الاعتزال، وهذه الفكرة مطبقة في قطر، فاللاعبون المميزون هناك، لا يحصلون على رواتب عالية، ولكن تخصص لهم وظائف تؤمن لهم المستقبل، بعد الاعتزال، لأن عمر اللاعب في ملاعب الكرة قصير، والإصابات يمكن أن تنهي مستقبل اللاعب في أي وقت، واللاعب بشر يحتاج إلى أن يشعر بالأمان حتى يستطيع العطاء في الملعب".
وتناول عنتر مرزوق أيضًا، ظاهرة التعصب الذي تشهده بعض ملاعبنا في الفترة الأخيرة، وقال "ازدادت ظاهرة التعصب الجماهيري كثيراً في زمننا هذا، عن الوقت الذي كنا نلعب فيه كرة القدم، وهناك أسباب كثيرة وراء تلك الظاهرة السلبية، التي إذا لم تعالج بشكل فوري وحاسم، سوف تزداد وتهدد جمالية الكرة في ملاعبنا، ولعل من أهم أسباب ازدياد تلك الظاهرة، التنافس الشرس بين الجميع على الفوز بالبطولات، وبدلاً من أن تكون الكرة وسيلة للمتعة والترفيه، أصبحت الآن صراعاً من أجل المزيد من الإنجازات، إضافة إلى الألقاب الكثيرة التي باتت تطلق على الأندية واللاعبين، وبدلاً من أن تكون وسيلة للتحفيز، باتت وسيلة للتعصب والهجوم على الغير، إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي، التي تزداد وتيرة السخونة فيها يوم المباريات الهامة".
وأشار عنتر مرزوق، إلى أنه رغم المباريات الكثيرة التي خاضها طوال مسيرته الكروية، إلا أن مباراة الأهلي والنصر نهائي كأس رئيس الدولة موسم 1974-1975، لا تفارق ذاكرته رغم السنوات. وقال: كانت مباراة الأهلي والنصر في هذا التوقيت، حدثاً في غاية الأهمية، وديربي من العيار الثقيل، ويحظى بحضور جماهيري كبير، وتشرفنا بحضور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للمباراة التي فزنا فيها بهدفين دون مقابل، وكانت أول نهائي أشارك فيه على مستوى الفريق الأول للأهلي.
وأكد مرزوق نائب رئيس أكاديمية الكرة بالنادي الأهلي، أن "قلعة الفرسان"، غنية بالمواهب في جميع المراحل السنية، وأن أكاديمية الكرة، باتت الرافد الأساسي لصفوف الفريق الأول، وهناك الكثير من نجوم الصف الأول الآن في من أبناء الفرق السنية بالأهلي وعلى سبيل المثال أحمد خليل وماجد حسن. وأشار إلى أن العاملين في الأكاديمية حريصون دائماً على اختيار أفضل المواهب التي يتوقع أن تحقق الكثير مستقبلاً، بما يضمن توفر العناصر الجيدة الداعمة للفريق الأول بالأهلي.
وكشف عنتر مرزوق، أنه لم يسجل الكثير من الأهداف، لأنه كان لاعب ارتكاز في وسط الملعب، ولكن هناك مباراة توج فيها هدافًا مشتركًا للفريقين، وقال "لم أسجل أهدافًا كثيرة لكنني في مباراة واحدة سجلت هدفين لا أستطيع نسيانهما ليس لأنهما الأجمل، ولكن لطرافة الموقف، إذ كنا نلعب مع أهلي جدة السعودي وديًا، ووقتها سجلت بالخطأ في مرمى فريقي الأهلي، هدفًا للأهلي السعودي، ثم عدت وسجلت هدف التعادل لفريقي لتنتهي المباراة بالتعادل بهدف لهدف، والاثنان بتوقيعي الرياضة وسيلة سهلة للشهرة.
وبيّن عنتر مرزوق، أن الرياضة عمومًا، وكرة القدم خصوصًا، أصبحت أسرع وأسهل وسائل الشهرة في المجتمعات الحديثة، ما اجتذب الكثيرين إلى ممارسة الرياضة أو العمل الرياضي، وأسهم هذا في دخول الكثيرين إلى المجال الرياضي ربما من دون وجه حق، وبالتالي الآراء الصادرة من البعض، ربما تسهم في زيادة التصعب الجماهيري أو الحساسية بين اللاعبين أو داخل المنظومة الكروية.
وأوضح نائب رئيس أكاديمية الكرة في النادي الأهلي، أن الإعلام جزء أيضًا من التعصب، الذي تشهده بعض ملاعبنا، لأنه يطرح الكثير من القضايا الساخنة، التي تنتهي فجأة من دون الكشف عن المخطئ، والعقوبة التي وقعت عليه، ما يتسبب في فتح الباب أمام الكثير من التكهنات، ويخلق حالة من عدم الوضوح، يستغلها البعض في زيادة التوتر بين الجماهير أو اللاعبين في بعض المباريات.