الدوري الإماراتي

أكد وكلاء لاعبين أن هناك خمسة مؤشرات تسببت في هبوط سوق الانتقالات الصيفية، قياساً على ما كانت عليه في المواسم الماضية، معتبرين أن هذه المؤشرات إيجابية، وستحد من ظاهرة الرواتب الخيالية التي كان يحصل عليها اللاعبون في السابق.

وشددوا على أن قرار الدمج، يعد أحد أهم الأسباب التي أثرت في بورصة انتقالات اللاعبين، إلى جانب الضائقة المالية التي تمر بها بعض الأندية، ونضج شركات كرة القدم، والاهتمام بقطاعات الناشئين، وأولوية التعاقد مع اللاعب الأجنبي.

ولفتوا إلى أن هناك سياسات داخل شركات كرة القدم قد تغيرت للأفضل، تتعلق بعدم التعاقد مع لاعبين دون الحاجة إليهم، وزيادة معدلات الاهتمام بقطاعات الناشئين، لخدمة الفريق الأول، ما أثر بصورة مباشرة في سوق الانتقالات هذا العام.
وأكد وكيل اللاعبين، عادل العامري، أن قرار الدمج قدم خدمة كبيرة للمسؤولين في اتحاد الكرة، الساعين منذ سنوات لتفعيل «سقف رواتب اللاعبين»، على أرض الواقع.

وقال: «قرار الدمج أفاد كل الأندية بلا استثناء، وسيساعدها على تقليل حجم إنفاقها المالي، خصوصاً تعاقدات اللاعبين، بعدما تراكمت الديون في بعض الأندية، وبمبالغ كبيرة».

وأضاف: «من الطبيعي في ظل هذا العدد المعروض على لائحة الانتقالات، ووجود مشكلات مالية لدى بعض شركات كرة القدم، أن يحدث ركود في تلك الفترة من الموسم، فالواضح أن مسؤولي الأندية يبحثون عن أفضل الصفقات وبأقل الأسعار، بعدما اكتظت سوق الانتقالات بلاعبين عدة، ومن النوعية الجيدة أيضاً».

وأشار: «أتوقع أن تشهد سوق الانتقالات حركة أكثر نشاطاً بعد إعلان قائمة «شباب الأهلي - دبي» في الموسم المقبل، إذ ستكون هناك مجموعة جيدة من اللاعبين مطروحة إما على قائمة البيع أو الإعارة، وهذا ما قد يجعل هناك تصارعاً بين بعض الأندية الأخرى لضم أفضل الأسماء، لكن ليس على النحو الذي كنا نشهده في المواسم السابقة».

وأكمل العامري بقوله: «قد يفهم البعض أن الكيان الجديد (شباب الأهلي - دبي) سيكون مضطراً للتخلص من لاعبيه وبأي طريقة، حتى لا يتحمل أي خسائر مالية جراء دفع رواتب للاعبين لا يستفاد منهم، وهذا ليس حقيقياً، الكيان الجديد لديه ثروة تحت يديه، ستحقق عائدات مالية جيدة للنادي، فهو لن يتضرر إذا أبقى على كل اللاعبين الذين تحت يديه، ما لم يحقق من ورائهم أي عائدات مالية، لأن اللوائح تلزمه فقط بقيد 30 لاعباً، ولا تلزمه بعدم التعاقد مع 100 لاعب، إذا أراد ذلك».

بدوره قال وكيل اللاعبين منذر علي، إن «وجود وفرة كبيرة في قائمة شباب الأهلي - دبي، دفعت معظم الأندية لعدم استعجال الصفقات الصيفية، نظراً لوجود نحو 60 لاعباً سيتم طرحهم على قائمة الانتقالات، بعد إعلان الكيان الجديد التشكيلة التي سيخوض بها منافسات الموسم الجديد».

وتابع: «أتوقع مع الوفرة العددية المتوقع أن تشهدها سوق الانتقالات الصيفية، ألا تحدث مزايدات على غرار ما كان يحدث في السنوات الماضية، لذلك فإن معظم شركات كرة القدم في الأندية، لم تعد بحاجة لحسم الصفقات سريعاً، الأمر الذي أحدث حالة من الركود النسبي في سوق الانتقالات هذا العام».

وأضاف: «الأندية حالياً تفهمت دورها من فترة الانتقالات الشتوية، ويجب على اللاعبين أيضاً أن يتفهموا أدوارهم خلال تلك الفترة من التعاقدات، فالمبالغ المالية العالية التي كانوا يحصلون عليها في المواسم الماضية لن تكون موجودة هذا الموسم، ولا أعتقد في المواسم المقبلة، لذلك إذا أراد اللاعبون أن يستمروا في الملاعب فعليهم أن يقللوا من مطالبهم المادية، لأن أوضاع السوق قد تغيرات بصورة واضحة».

وأشار: «أتوقع أن المسؤولية الكبرى في هذا الخصوص تقع على وكلاء اللاعبين، فهم أكثر دراية بالأوضاع المالية التي تعيشها الأندية، واستحالة أن يحصل اللاعبون على الرواتب نفسها التي كانوا يحصلون عليها في السابق، وهذا الأمر يحتاج إلى ثقافة مختلفة تقتضي بعدم المبالغة في مطالبهم لاسيما المالية».

في حين شدد وكيل اللاعبين ناصر الكشواني، على أن هناك نضجاً إدارياً بات واضحاً في شركات كرة القدم. وقال: «لا أعتقد أن نادي شباب الأهلي - دبي، أو الضائقة المالية التي تعانيها بعض الأندية، هما السبب الوحيد في حالة الركود بسوق الانتقالات الصيفية، لكن هناك أموراً إيجابية موجودة داخل الأندية، أبرزها الفكر الإداري الجيد الذي تتعامل به الأندية مع نشاط كرة القدم، وقلة تكديس اللاعبين».

وأضاف: «الأندية لم تعدّ تفكر سوى في اللاعب الذي سيضيف للفريق ويشارك بصفة أساسية في المباريات، لذلك لا أتوقع هذا الموسم أو في المواسم المقبلة أن تكون هناك إثارة أو مبالغة في التعاقدات، وهذا أمر يعكس الفكر الذي انتقل إليه الدوري الإماراتي».

وأشار: «من الإيجابيات التي تجب الإشارة إليها، الاهتمام الذي باتت الأندية توليه لقطاعات الناشئين، ونجاح تلك التجربة في أكثر من ناد، في مقدمتها الوحدة، والجزيرة، ومن قبلهما العين والشارقة، وأيضاً الشباب، هذا التجارب الناجحة جعلت معظم الأندية تهتم بالمراحل العمرية المختلفة، باعتبارها أهم رافد للفريق الأول، ووسيلة مهمة لترشيد الإنفاق».