أزمة تلوث الهواء

تعرَّض الكثير من لاعبي "التنس" خلال بطولة الصين المفتوحة إلى الإصابة ببعض الأعراض المرضية نتيجة مستويات الضباب الدخاني الخطرة، والتي أجبرت المشجعين على ارتداء أقنعة واقية على الوجه لحمايتهم. وبيّنت السفارة الأميركية في العاصمة الصينية أن جودة الهواء تدهورت بشكل مخيف.

 

وتصاعدت المخاوف الصحية بالنسبة للاعبين الذين عانوا من الدوار والسعال، خصوصًا بعد انخفاض الرؤية إلى أقل من نصف ميل. وأعرب اللاعب السلوفاكي مارتن كيزان المصنف رقم 42 على العالم، عن استيائه عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأكد أنه ظل يعاني من السعال الذي لم يتمكن من السيطرة عليه، كما أنه كان يتقيأ خلال الجولات اأولى التي تعرض فيها للهزيمة أمام منافسه فابيو فونيني.

وفي تعليق نشره عبر الموقع قبل أن يقرر حذفه بعد ذلك، تعهد اللاعب بأنه لن يلعب في بكين مجددًا في حال لم تتحسن الظروف الجوية حتى يمكنه مواجهة الضباب الدخاني الشديد الذي يغطي المدينة، حرصًا على صحته التي ينبغي أن تكون من أولويات منظمي البطولة. على حد قوله.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، اشتكى اللاعب الفرنسي جو ويلفريد تسونغا من الدوار بعد هزيمته من نظيره النمساوي أندرياس هايدر مورر، وكان لا بد من تلقيه العلاج الطبي. وأبرز أحد المشجعين من خارج المركز الوطني للتنس، يدعى رن يو مي، ويبلغ من العمر 39 عامًا، أن التلوث يمثل خطراً بالتأكيد على الرياضيين، مشيراً إلى أنه لابد من تحرك الحكومة أو الرعاة من أجل التوصل إلى حل بشأن هذا الأمر.

وبيّنت سيدة تدعي دو أنها تحرص دائمًا على الحضور لمشاهدة مثل هذه المباريات الدولية، ولفتت إلى أنها منزعجة من الأجواء الملوثة في بكين التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة. أما اللاعب الصربي نوفاك ديوكوفيتش الذي فاز بالبطولة في خمس مناسبات منذ عام 2009 فقد عبر عن انزعاجه من الضباب الدخاني الكثيف، لكنه تمكن من الفوز على منافسه الإيطالي سيموني بوليلي الحائز على لقب بطولة الصين المفتوحة للتنس خمس مرات، ومن ثم تأهل إلى المرحلة المقبلة والتي يخوض فيها لقاء الثلاثاء.

 

وحذرت السلطات في الصين من خطورة التعرض للهواء، كما أصدر المركز الوطني للأرصاد الجوية "NMC" تحذيراً للسكان في المنطقة بضرورة الحد من ممارسة الأنشطة في الهواء الطلق. وأغلقت مئات المصانع أبوابها في الصيف المنصرم، كما جرى تخفيض عدد السيارات في المدينة إلى النصف بعد أن كانت تبلغ خمسة ملايين سيارة ما أدي إلى انخفاض نسبة التلوث بشكل كبير وظهر ذلك جلياً خلال الاحتفال بمرور 70 عامًا على هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.

وعلى الرغم من الضباب الدخاني إلا أن الإسباني رافائيل نادال تمكن من الفوز على الكندي فاسيك بوسبيسيل في فردي الرجال. وفي الوقت ذاته تعرض توماس بيرديتش إلى الخسارة من بابلو كويفاس. وفي منافسات السيدات تأهلت البولندية أنيسكا رادفانسكا إلى الدور ربع النهائي عندما انسحبت ماديسون كيز من الجولة الثالثة نتيجة الإصابة في الفخذ.