القاهرة _ محمد عبد الحميد
واجهت اللجنة الأولمبية الدولية ورئيسها الألماني توماس باخ انتقادات حادة اليوم الجمعة من جانب رياضيين ومسؤولين وكذلك وسائل إعلام دولية، بسبب آلية تعاملها مع قضية المنشطات الروسية، وقبل أسبوع واحد على انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية "بيونغتشانغ 2018"، تواجه اللجنة الأولمبية الدولية انتقادات بسبب عدم فرض حظر شامل على مشاركة الرياضيين الروس في الأولمبياد في ظل القضية المتعلقة بادعاءات تطبيق نظام ممنهج ومدعوم من قبل الدولة لانتشار المنشطات بين الرياضيين الروس، خاصة خلال أولمبياد سوتشي 2014 .
واتفق كثيرون ممن وجهوا الانتقادات على أن فرض الحظر الشامل كان سيحظى على الأرجح بتأييد محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس) ، التي أعلنت أمس قراراتها بشأن طلبات استئناف تقدم بها 39 رياضيا روسيا أوقفوا مدى الحياة عن المشاركة الأولمبية بدعوى التورط في فضيحة المنشطات، وأعلنت محكمة كاس أمس، رفع الإيقاف عن 28 رياضيا منهم، مع احتفاظهم بنتائجهم في أولمبياد سوتشي 2014 ، إلى جانب تقليص الإيقاف بحق 11 رياضيا آخر، ليطبق فقط في بيونغتشانغ 2018 بدلا من الإيقاف مدى الحياة.
وذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية "كان يمكن للجنة الأولمبية الدولية أن تتبع خطى اللجنة البارالمبية الدولية التي حظرت على الرياضيين الروس المشاركة في بارالمبياد ريو دي جانيرو 2016 ، أو الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي فعل الأمر نفسه."
وذكرت صحيفة "سودويتشه تسايتونج" الألمانية أنه كان من المفترض فرض عقوبات ، بينما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنه كان يفترض على اللجنة الأولمبية الدولية أن تعرف ما ستواجهه عندما قررت التعامل مع القضايا بشكل فردي بدلا من اتخاذ إجراءات جماعية، وأضافت نيويورك تايمز "النتائج التي تم الوصول إليها حتى الآن أثارت مزيدا من التساؤلات حول العملية المعقدة طويلة المدى التي يتمثل فيها تحرك اللجنة الأولمبية الدولية إزاء القضية ، كما أثارت التساؤلات حول سبب عدم توقع الخبراء الرياضيين ، ومن بينهم توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ، للنتائج التي جاءت أمس الخميس (قرارات محكمة كاس)"، ودائما ما كان باخ يتجنب قرار فرض الحظر الشامل بداعي الحفاظ على حقوق الرياضيين الروس المتنافسين بنزاهة ، في المشاركة ، ولكن أثيرت الأقاويل أيضا حول أن السبب الرئيس يكمن في عدم رغبته في إغضاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأثيرت التساؤلات حول ما إذا كان الرياضيين الـ28 المرفوع عنهم الإيقاف سيشاركون في بيونغتشانغ، لكن اللجنة الأولمبية الدولية أنهت التساؤلات على الفور بإعلانها أمس الخميس عدم مشاركة هؤلاء الرياضيين في ظل ضرورة توجيه دعوة خاصة لكل رياضي روسي للمشاركة في بيونغتشانغ 2018 كرياضي مستقل، وأبدى ترافيس تايجارت رئيس الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات شعوره بالغضب ، وصرح قائلا "إخفاق اللجنة الأولمبية في التعامل السريع والحاسم مع التعدي الروسي غير المسبوق على مبادئ اللعب النظيف ، أضعف ثقة الجماهير في قيم الحركة الأولمبية."