دراج فريق كويك ستب فلوورز البلجيكي

حقق دراج فريق كويك ستب فلوورز البلجيكي، الألماني مارسيل كيتيل، الجمعة، لقب المرحلة الثانية (نيشين تاورز) لطواف أبوظبي الذي يقام برعاية نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، وينظمه مجلس أبوظبي الرياضي بمشاركة 160 دراج، يمثلون 20 فريقًا محترفًا، ويبلغ مجموع جوائزه 150 ألف يورو (نحو 600 ألف درهم).

وعوض كيتيل خروجه المفاجئ في المرحلة الأولى بـ "الغربية" بعد سقوطه على بعد أمتار من خط النهاية، وحسم اللقب لمصلحته في زمن بلغ 3:28:11 ساعة، وبفارق جزء من الثانية عن منافسيه الأسترالي كاليب إيوان من فريق أوريكا سكوت، الذي احتفل مبكرًا ليضيع عليه لقب المرحلة ليحل ثانيًا، والبريطاني مارك كافينديش من فريق دايمنشن داتا الذي حل ثالثًا، وجاء الفارق قليلًا جدًا، ولم يتعد أجزاء من الثانية بين المتسابقين العشرة الأوائل في مشهد مكرر من المرحلة الأولى.

وبينما توج كيتيل بلقب المرحلة الثانية، حافظ كافينديش على القميصين الأحمر والأخضر، بعد تصدره بالنقاط وتربعه على قمة الترتيب العام بالنقاط، بينما نال القميص الأسود ماركو كانولا من فريق نيبو فبيني الإيطالي، بعد أن تصدر المرحلة السريعة المتوسطة، ونال القميص الأبيض لكاليب إيوان من فريق أوريكا الأسترالي، كأفضل متسابق شاب تحت 25 عامًا.
وقام المدير التنفيذي لوحدة مبادلة للعقارات والبنية التحتية، علي عيد المهيري، ممثلًا لجزيرة المارية راعية الحدث، ورئيس مجلس إدارة فريق الإمارات أبوظبي، مطر اليبهوني والأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، عارف العواني، وممثلي الرعاة بتتويج حملة ألقاب المرحلة.

من جانبه عبر كيتيل، عن سعادته بتحقيق لقب المرحلة، وقال: "السباق شهد إثارة وتشويق كبيرين وحفل بمنافسة كبيرة من الأبطال العالميين، كنت متأخرًا بعض الشيء قبل أمتار من خط النهاية، إلا أنني انتهزت الفرصة في آخر ثانية، وعند خط النهاية لتحقيق إنجاز رائع أعتز به كثيرًا".

وأضاف: "ما حققته يعود الفضل فيه للفريق لأن الفوز نتاج عمل جماعي وليس لشخصي فقط، إنما نجاح للفريق من دون استثناء، كما أن سعادتي وزملائي كبيرة بهذا اللقب، خاصة أنه جاء بعد الاصطدام الذي كلفني عدم تحقيق المركز الأول في المنطقة الغربية"، متابعًا :" أن طواف أبوظبي أكد جدارته في نسخته العالمية تنظيميًا ومستوى، متوقعًا أن يرتفع إيقاع المنافسة في المرحلة الثالثة ذات الطبيعة المختلفة.

بدوره، أبدى اليبهوني رضاه عن النتائج التي حققها فريق الإمارات حتى الآن، مؤكدًا أن الطموحات كبيرة في المستقبل، مبينًا أن الفريق يمثل الدولة، ويتوقع أن يكون له شأن كبير في السباقات العالمية، من خلال تحقيق إنجازات للوطن، ومشيرًا إلى أن الدراج يوسف ميرزا الذي غاب عن المشاركة في الطواف، يتم إعداده للوجود ضمن الفريق بالمرحلة المقبلة.
وكانت المرحلة الثانية انطلقت من جزيرة الماريا في الساحة الخارجية لمركز الغاليريا التجاري، وقطع الدراجون فيها 153 كلم، وأعطى شارة الانطلاقة علي عيد المهيري، وعارف العواني، ورئيس اتحاد الدراجات، أسامة الشعفار، وعضو المكتب التنفيذي للطواف ممثل مجلس شرطة أبوظبي، عتيق القبيسي.

وتحدد المرحلة الثالثة للطواف "الجبلية" التي تحمل اسم جزيرة المارية، أحد رعاة الحدث التي تقام اليوم في مدينة العين لمسافة 186 كلم، ملامح اللقب بشكل كبير لطبيعتها المختلفة عن المراحل الثلاث الأخرى التي تمتاز بالسرعة، بينما سيكون الحضور الأقوى، لمتسلقي المرتفعات والجبال، وعلى الرغم من وجود عدد من أسماء الدراجين المتخصصين في تسلق المرتفعات، إلا أن المفاجآت تبقى واردة بقوة، خاصة في ظل مشاركة 20 فريقًا محترفًا، يجمع كل منها دراجين قادرين على خوض هذه التحديات.

ويطوف المتسابقون بمعظم المعالم المهمة في مدينة العين، وحدد إستاد هزاع بن زايد الذي يعد تحفة معمارية وواحدًا من المعالم الحضارية الأبرز في المدينة، والدولة، ليكون نقطة الانطلاقة، بينما يمر الدراجون بقصر المويجعي التاريخي، ثم قلعة الهيلي، وواحة العين، وسوق القطارة، ومن ثم المبزرة الخضراء، قبل تسلق جبل حفيت الذي ستكون نقطة النهاية على قمته.

يذكر أن المرحلة الأخيرة تقام غدًا الأحد، في حلبة ياس، وهي لمسافة 143 كلم وتتضمن 26 دورة داخل الحلبة، وهي المرحلة الوحيدة التي تقام مساء، حيث يعقبها مراسم الختام، وتتويج أصحاب المراكز الأولى.

وفي سياق متصل، أكد علي عيد المهيري، أن الزخم الذي أحدثه الطواف في نسخته الثالثة، ووجود نخبة من الدراجين المحترفين يتنافسون عليه، برهن على المكانة التي وصل لها الحدث، خاصة بعد أن ارتقى إلى العالمية، وقال: "فخورون في مبادلة للعقارات والبنية التحتية، برعايتنا للمتسابق الفائز بالقميص الأحمر المتصدر للطواف الذي يمنح لأفضل الدرّاجين على مستوى العالم، وباستضافة المرحلة الثانية من السباق في جزيرة المارية، والتي جاءت في قمة النجاح التنظيمي، وكذلك بالنسبة للمتسابقين الذين استمتعوا بالمنافسة وسط أجواء رائعة، كما طافوا بمعظم المعالم المهمة، في العاصمة وضواحيها المختلفة، والتي تابعها الملايين من المشاهدين عبر العالم من خلال متابعتهم للسباق".

وأضاف: رعايتنا للطواف تأتي انطلاقًا من رؤية الشركة إلى توفير منافع اجتماعية لسكان أبوظبي، ونحن على ثقة بأن هذه المسابقة سوف تحفّز أفراد المجتمع على اتباع نمط معيشة صحي ونشط، فضلًا عن أهميتها في تشجيع الجيل المقبل لاستكشاف المزيد حول عالم الرياضة".

وتابع: لقد حقق هذا الحدث الاستثنائي إنجازًا هذا العام من خلال ارتقائه إلى مرتبة جولات بطولة العالم في الجولة الواحدة ضمن أجندة الاتحاد الدولي للمرة الأولى، لتضيف بذلك جزيرة المارية حدثًا متميزًا إلى قائمتها المفعمة بالفعاليات.

في سياق متصل، تربط الدراج البريطاني مارك كافينديش علاقة خاصة بطواف أبوظبي، بجانب أنه سفير له، فإنه حقق نجاحًا غير مسبوق به بتمكنه من الفوز بثلاث من مراحله الأربع، لتكون المرحلة الثالثة (الجبلية) هي الوحيدة التي لم يفز بها حتى الآن، وهو ما يجعله أمام تحد خاص في العين، وبشكل خاص في بلوغ قمة جبل حفيت، وهي المرحلة الأصعب، والتي تحدد بشكل كبير مسار لقب الطواف قبل مرحلة الختام في ياس، وإذا كان الدراج البريطاني قد عرف بالتميز في مسارات السرعة، فإن الباب سيكون مفتوحًا أمامه ليبرهن أنه قادر على التفوق أيضا في المرتفعات.

وسبق لكافينديش أن فاز بلقبي المرحلتين الثانية والرابعة في نسخة 2016، لينهي الطواف متصدرًا الترتيب العام قبل أن يفوز يوم الخميس الماضي، بالمرحلة الأولى (الصحراوية)، بعد صراع مثير في الأمتار الأخيرة، ليؤكد تفوقه من جديد كواحد من بين أسرع الدراجين المحترفين، خاصة أن طواف 2017 أصبح ضمن الروزنامة العالمية، ويعتبر أفضل استهلال لموسم طويل به العديد من التحديات.

وكافينديش الذي أكد أن فرحته المضاعفة بزعامة المرحلة الأولى، وحل ثانيًا في الثانية، تنبع من أنه سفير لمجلس أبوظبي الرياضي وللطواف، فضلًا عن أن هذه المرحلة بالذات استعصت عليه في 2016، لكنه استفاد من الأخطاء التي وقع فيها وفريقه، واعتمدوا على تكتيك، وفر له الدعم والمساندة أمام المنافسين الآخرين ليكون عريس اليوم الأول.

ويملك كافينديش "32 عامًا" مسيرة حافلة بالنجاح والعطاء في سباقات الدراجات، التي احترفها منذ عام 2007، في سباقات المضمار قبل أن يتحول لسباقات الطريق، ويحقق 11 لقبًا في أول مواسمه كمحترف فيها، محطمًا بذلك الرقم القياسي المسجل باسم اليساندرو بيتاشي، واستمر في مسيرة الإنجازات بعد ذلك فاز بـ 29 مرحلة من طواف فرنسا، و15 مرحلة لطواف إيطاليا، و3 مراحل لطواف إسبانيا، وكان إنجازه الأكبر الفوز ببطولة العالم في 2011، بجانب العديد من سباقات اليوم الواحد، ليكون حضوره القوي ضمن نخبة دراجي العالم في سباقات الطريق.

وحققت شركة الإمارات للسيارات حلم كارل جرزيغورزيغ، والذي يعمل في وحدة تحكم الحركة الجوية في مطار أبوظبي الدولي، بعد أن التقى مارك كافينديش، في حلبة مرسى ياس، فيما حظي الإنجليزي كارل، والمقيم في أبوظبي منذ فترة طويلة، بفرصة ركوب الدراجة الهوائية مع كافينديش، وقال كارل: "يعتبر كافينديش أحد أهم الرياضيين في الدراجات الهوائية، ومرافقته كانت تجربة لا تنسى، لقد كان كافينديش لطيفًا جدًا ومتواضعًا، وحاول ضبط سرعته لنتمكن من إجراء محادثاتنا أثناء ركوب الدراجة.

وأضاف: لقد طرحت عليه الكثير من الأسئلة التي أثارت اهتمامي مثل مخططاته للموسم المقبل، وكيف يهيئ نفسه قبل المشاركة في السباقات الكبيرة والمهمة، متابعًا : عندما سألته عن مخططاته للموسم المقبل، قال بأن هدفه الرئيس الآن الفوز بطواف أبوظبي، وكان من الرائع أن يكشف عن أهمية هذا السباق بالنسبة له وعن المكانة المميزة التي تحتلها الإمارات في قلبه، كما أشار كافينديش إلى أن الموسم هذا العام كان قصيرًا، وأنه استمتع بركوب دراجته مثل أي شخص عادي، مشددًا على أنه يشعر بالراحة والانتعاش وبلياقة تامة لخوض مسابقات الموسم المقبل.

كارل، وهو من هواة الدراجات، وعادة ما يركب الدراجة في حلبة ياس، كان قد أنهى المسار، وهو يحاول بكامل جهده أن يسبق بطله عند خط النهاية، وكان سعيداً بأدائه، رغم أن كافينديش لم يحاول التفوق عليه، حيث علق بوقله :" لقد كنت هنا خلال العامين الماضيين لمشاهدة طواف أبوظبي، لكن تجربة مشاهدة هؤلاء الأبطال تختلف تماماً عن ركوب الدراجة معهم في نفس المسار، لقد كانت فرصة رائعة حقاً بالنسبة لي".

بدوره أكد رئيس قسم التسويق والاتصالات في مجموعة الفهيم: رامز يوسف بقوله "يسعدنا أن نقدم لأحد عملائنا فرصة لقاء واحد من أبطاله والاستفادة من تجربته الخاصة"، مضيفًا :" طواف أبوظبي هو حدث رائع، ويعتبر كافينديش نجمًا عالميًا في قمة مسيرته المهنية، وهو سفير رائع لهذا الحدث ورياضته، ونحن نتقدم بجزيل الشكر له على قضاء جزء من وقته الثمين مع كارل".