دبي - صوت الامارات
تأهل المنتخبات العربية لمونديال السلة كان دائماً خجولاً، ومشاركات المنتخبات لم تنل الاهتمام أو تلفت إليها الأنظار، لأنها لم تتجاوز المراحل الأولى، في كل المرات.
وكان المنتخب المصري أول المتأهلين عربياً لكأس العالم عام 1950 واحتل المركز الخامس بين 10 فرق، ثم غاب "الفراعنة" عن المونديال 40 عاماً، ليعود من جديد عام 1990، دون أن يحقق الهدف المنشود، وبعد 12 سنة نال المنتخب الجزائري هذا الشرف دون أن يحقق هو الآخر نتيجة تذكر، وتزامناً مع تأهل الجزائر بحلوله ثانياً في بطولة أفريقيا خلف أنجولا عام 2001.
وفي نفس العام أقيمت نهائيات آسيا وأصبح المنتخب اللبناني أول فريق عربي آسيوي يتأهل للمونديال بعد أن أحرز المركز الثاني خلف الصين، وحقق المنتخب اللبناني الأسبقية على الدول العربية الآسيوية كافة، وقد تأهل لمونديال انديانابوليس في الولايات المتحدة الأميركية 2002، إلا إنه احتل المركز الأخير مباشرة خلف الجزائر ممثل عرب أفريقيا الوحيد آنذاك، والذي حصل على المركز الخامس عشر.
وفي نسخة 2006، كان المنتخب اللبناني قريباً جداً من التأهل للدور الثاني بعدما حقق الفوز في مباراته الأولى على فنزويلا، ثم أتبعه بانتصار تاريخي على فرنسا، لكنه حل في المركز الخامس بمجموعته ليتبخر حلمه في المضي قدماً.
وفي 2010 احتل المنتخب الأردني قاع المجموعة الأولى، وتذيل التونسي ترتيب مجموعته الثانية ليودعا مبكراً دون ترك أي بصمة، وفي كأس العالم الأخيرة 2014 جاء منتخب مصر في آخر الترتيب بين فرق المجموعة الأولى.
على مستوى الألعاب الأولمبية نجد أن السلة العربية ضلت الطريق نحو هذا الحدث الأولمبي الكبير، وكان الفريق التونسي الاستثناء في نسخة لندن 2012 ولكنه لم يترك أي بصمة باحتلاله المركز الأخير في مجموعته الأولى.
على المستوى الإقليمي العربي، وفي الوقت الذي تتشدق فيه اتحاداتنا العربية بعدم إقامة بطولات، نجد الاعتذارات الواهية تأتي من الاتحادات، وخير دليل ما يحدث حالياً في النسخة الأخيرة التي جرت في العاصمة المصرية القاهرة يناير الماضي، فكل الظروف كانت مهيأة لإقامة بطولة نموذجية من النواحي كافة، وكان محزناً أن نشاهد 6 منتخبات عربية فقط من أصل 22 دولة هي قوام دولنا العربية في القارتين آسيا وأفريقيا، وكانت الاعتذارات العربية بعضها مضحكاً للغاية والآخر مثيراً للجدل، فمثلاً المنتخب القطري أبدى الاعتذار لعدم وجود ميزانية خاصة بالبطولة، والمنتخب السوداني رغم قيامه بحجز التذاكر الخاصة بالسفر إلى مصر رفض ركوب الطائرة لوجود عدد من اللاعبين المحترفين بالخارج الذين رفضوا الحضور لارتباطهم بمباريات مع أندية الاحتراف، والاتحاد الأردني لم يرد على مكاتبات الاتحاد العربي بالمشاركة أو عدمها، والاتحاد اللبناني ومعه الفلسطيني شغلتهما ظروف الانتخابات عن اتخاذ قرار المشاركة أو عدمه في الحدث العربي المهم، والاتحاد التونسي ظل رهين رغبة المدرب الجديد الذي تم الاستقرار عليه قبل انطلاق النسخة العربية بوقت قصير، وبالتالي خشي أن تكون البطولة مصدر إزعاج له في مشواره الجديد.
وطلب المنتخب العراقي من الاتحاد العربي تحمل تكاليف مشاركته، فيما أسهم الإيقاف الدولي في عدم مشاركة المنتخب الكويتي، ورفض المنتخب الصومالي المشاركة رغم أن الاتحاد العربي حرص على أن يتحمل تكاليف الظهور في النسخة العربية، لكنهم أيضاً رفضوا الحضور لوجود عدد من لاعبيهم يحترفون بالخارج.
أما على المستوى المحلي، لكل اتحاد فهناك الكثير من المآسي الداخلية أبرزها تقليص عدد الفرق المشاركة في المسابقات المحلية مثلما وصل عدد أنديتنا بالدوري الإماراتي إلى 7 فقط بعد تجميد النشاط في العين ومعه الجزيرة، وتقليص عدد المسابقة المحلية في الدوري الأردني من أجل عيون المنتخب.
ليس هذا فحسب بل تراجعت المتابعة الإعلامية كثيراً للعبة في بلدان كثيرة من الوطن العربي مثلما هو الحال في الأردن، وما شاهدناه في القاهرة مؤخراً من عدم وجود زخم إعلامي مناسب للبطولة العربية للمنتخبات خير دليل على ذلك