القاهرة – محمد عبد الحميد
ووري جثمان الملاكم الاسطوري محمد علي كلاي الثرى الجمعة في مدينة لويفيل في ولاية كنتاكي في غرب الوسط الاميركي، منهيا آخر جولاته ضمن خليط من المشاعر في ارجاء العالم.
ونقل جثمان "رياضي القرن العشرين" على عربة لمسافة 30 كلم الى لويفيل حيث ولد واصطف آلاف الاشخاص طوال الطريق. وهتف الحضور الذين وصل بعضهم من افريقيا وآسيا "علي علي"، كما هي العادة حين كان يلاعب خصومه في الحلبة. وقد شارك الرئيس الاسبق بيل كلينتون والممثل الكوميدي بيلي كريستال في التأبين.
ورفع المشاركون في التشيع صورا وبالونات ويافطات في حين غطت باقات الورد العربة التي كانت تنقل الجثمان. ورغم اشتداد الحر وطول الانتظار لم ينزع بعض الحاضرين قفازات الملاكمة التي ارتدوها تكريما لبطلهم.
وضم الموكب الجنائزي 20 سيارة ليموزين وسار ببطء شديد ليفتح طريقا في بعض احياء المدينة. وحدث ذلك خصوصا امام المنزل الذي ولد فيه من كان اسمه كاسياس كلاي.
وللمناسبة ارتدت جارته تويا جونسون "تي شيرت" يحمل صورة البطل ولزمت مكانا تحت الظل قبل ساعات من وصول الموكب. وقالت "كان يجب ان يرى الناس متجمعين كما هي الحال اليوم، ولهذا نحن نفعل ذلك". واضافت "كان يجسد الامل لكل هذا الحي. ولطالما اتخذه الشبان مثالا لهم".
واقلت سيارات الليموزين ابناء واحفاد محمد علي اضافة الى شخصيات اختيرت لحمل النعش، منهم الممثل الكوميدي ويل سميث وبطلا العالم للملاكمة السابقين ليونوكس لويس ومايك تايسون.
وانتهت المراسم في مقبرة "كايف هيل" في جو عائلي. وفي هذا المكان الفسيح يرقد ايضا باتي هيل كاتب كلمات "هابي بيرثدي تو يو" الشهيرة.
ووعد فاعل خير لم يكشف اسمه بتغطية طريق البطل الى مثواه الاخير بالورود الحمراء.
ودفن الملاكم الذي عرف برشاقة الخطى كراقص بقبضتين من فولاذ، في مسقط رأسه في صميم منطقة أذلته قبل ان تمجده، بحسب الفترة، فيما بذلت لويفيل البالغ عدد سكانها 600 الف نسمة جهودا مكثفة لتكون على مستوى الحدث.
فكلاي الذي شب في مدينة منع على السود ارتياد اماكنها العامة في خضم فترة التمييز العنصري، يعود الى لويفيل الجمعة امبراطورا ويجول في شوارع اطلقت عليها اسماء مرتبطة بالهوية التي اختارها لنفسه بعد اعتناق الاسلام.
ولم تكن مهمة سهلة بعد ظهر الجمعة لمن تكفلوا بتأبين محمد علي.
ونفدت 15 الف بطاقة وزعت مجانا الاربعاء لحضور المراسم في غضون نصف ساعة. الا ان سوقا سوداء انطلقت سريعا على الانترنت لان الطلب اكبر بكثير من العرض.
وقال سائق الأجرة المحلي فريد ديلون لوكالة فرانس برس "بطلي كان سجين جسده" لان محمد علي كان يعاني من داء باركنسون على مدى ثلاثة عقود، خاتما بالقول "الان بات بامكانه التحليق كالفراشة فعلا".
وخلال فترة معينة، كان محمد علي كلاي الوجه الاكثر شهرة في القارات الخمس.