المحامل الشراعية

 تخضع المحامل الشراعية المشاركة في سباق دلما للمحامل الشراعية فئة 60 قدمًا لفحص فني اليوم، من قبل اللجنة الفنية المسؤولة عن اعتماد صحة مشاركة المحامل، لكونها مطابقة للمواصفات الفنية التي أقرتها اللجنة من قبل خلال الاجتماع التنويري الذي عقد قبل أيام، وينطلق السباق صباح غدٍ من جزيرة دلما لمسافة 80 ميلًا بحريًا أي ما يساوي 125 كيلو مترًا، ويمر بسبع محطات انتهاءً في مدينة المرفأ.

 ووصلت المحامل المشاركة في السباق قبل 3 أيام، استعدادًا للحدث، وبناءً على قرار اللجنة العليا المنظمة، حتى لا تتعرض لأي معوقات قد تقف حائلًا أمام وصولها إلى جزيرة دلما نقطة الانطلاق، ويشارك في سباق دلما 111 محملًا شراعيًا، بعد أن تم إغلاق باب التسجيل قبل أسبوعين، وهو رقم كبير بكل المقاييس، لاسيما وأن كل محمل يضم فريقًا يتراوح عدده من 15 إلى 20 بحارًا، إضافة إلى الفريق المساعد على البر، وأيضًا الفريق المرابط في "الطراد" لأي أمور طارئة.

  وأعلنت اللجنة المنظمة اللوائح والقوانين المنظمة للسباق، وتم إعلام المشاركين بها، وأهمها تلك التي تتعلق باحتساب الترتيب العام للمشاركين في حال عدم إنهاء البعض للسباق قبل زوال النهار، حيث سيتم اعتماد الترتيب بناءً على ترتيب عبور البوابة الرئيسة التي توجد في منتصف السباق تقريبًا،، كما تم التأكيد على الالتزام بالأمور البيئية، أهمها الحفاظ على نظافة البيئة البحرية بعدم إلقاء أي مخلفات في المياه، مع الوضع في الاعتبار عقوبة أي شخص سيخالف ذلك، إضافة إلى الالتزام بالمسافات المحددة بين الطرادات والمحامل خلال وقت السباق، بحيث يبتعد الطراد عن أقرب محمل له بمسافة لا تقل عن 100 متر، مع التقيد بضرورة الحصول على إذن مسبق للتحرك في اتجاه المحامل في حالات الطوارئ فقط.

 وكانت اللجنة المنظمة قد أعلنت عن تفاصيل الحدث، سواء بالنسبة للقوانين واللوائح المنظمة له، أو الجوائز التي تم تخصيصها للمشاركين، والتي وصلت إلى 25 مليون درهم، وثلاث سيارات لأصحاب القمة، ويحصل البطل على مليون ونصف المليون درهم، بالإضافة إلى سيارة، والثاني على مليون درهم وسيارة، فيما سيحصل صاحب المركز الثالث على 900 ألف درهم، وسيارة أيضًا، كما سيحصل أصحاب المراكز من الرابع إلى السادس على جائزة مالية وسيارة لكل منهما، بعد أن تم إضافة ثلاث سيارات جديدة للجوائز.

   على جانب آخر، افتتحت اللجنة العليا المنظمة للسباق برئاسة أحمد ثاني مرشد الرميثي رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، قرية السباق التي تمتد لمساحة 5 آلاف متر مربع، وشهد اليوم الأول إقبالًا كبيرًا من عشاق التراث البحري، لاسيما في ظل وجود العديد من الأجنحة المتخصصة في عالم البحر، وكذلك أجنحة متخصصة في صيد اللؤلؤ، فضلًا عن الجوائز المالية القيمة التي تم رصدها للزوار من خلال عدد من المسابقات.

 ‫وأكد خلف الغشيش، نواخذة المحمل الشقي، المشارك في السباق، أن سباق دلما للمحامل الشراعية فئة 60 قدمًا يعد سباقًا تاريخيًا، لكونه الأول من نوعه الذي يقام لمسافة هي الأطول في تاريخ سباقات المحامل الشراعية، بالإضافة إلى إقامته في جزيرة دلما لأول مرة، مما يعزز من التعريف بالأماكن التراثية في دولة الإمارات، فضلًا عن جوائزه الكبيرة التي تعد الأكبر في تاريخ سباقات المحامل الشراعية.

 وثمن الغشيش دعم واهتمام سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ورعاية سموه للسباق التاريخي، مشيرًا إلى أن دعم القيادة الرشيدة للرياضات التراثية، بخاصة سباقات البحر، كان له أكبر الأثر في استمرارها، لاسيما وأنها تراث الآباء والأجداد، وهو ما يؤكد أن الهوية الإماراتية حاضرة في كل المحافل والفعاليات، وذلك في إطار السير على نهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، رحمه الله، والذي كان دائم الاهتمام بالرياضات التراثية وسباقات المحامل الشراعية، وشدد على أن سباق دلما التاريخي سيكون أحد

العلامات البارزة في سباقات المحامل الشراعية، خصوصًا وأنه سيشهد مشاركة عدد كبير من أفضل البحارة على مستوى الدولة ككل، وهو ما من شأنه أن يعزز من استراتيجية زيادة عدد الممارسين لهذه الرياضة التراثية، لافتًا إلى أن الإمكانات في سباقات المحامل الشراعية ازدادت في السنوات الأخيرة عن الماضي، وبات الدعم الموجه لها أكبر في ظل الرغبة في استمرار وتعزيز الهوية في الرياضات التراثية الإماراتية.