المنتخب الإماراتي لكرة السلة

تراجع ترتيب المنتخب الإماراتي لكرة السلة في دورة الألعاب الخليجية الثانية في الدمام في السعودية إلى المركز الثالث بدلًا من الثاني، الذي حصل عليه في الدورة الأولى في البحرين 2011، وذلك بعد أن حل في النسخة الأولى وصيفًا بعد قطر، والذي من المفترض أن ينافس بقوة على المركز الأول في الدمام.
 
الأمور بشكل عام لا تدعو للتفاؤل في مستقبل اللعبة لأسباب واضحة ومعلومة للجميع، سواء القائمين عليها داخل الاتحاد، أو في اللجنة الأولمبية أو الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، ويبدو أن كل طرف أغمض عينيه، ولا يريد أن يضع يده على الداء، ليتم وضع الدواء، وللأسف الخاسر في النهاية السلة الإماراتية بشكل عام.
 
المنتخب الإماراتي كان الأغرب بين فرق البطولة، حيث أن لاعبوه سافروا للبطولة على حسابهم الخاص ليمثلوا الدولة، حيث أنهم لم يتفرغوا لتمثيل الدولة في المحفل الخليجي، بل شاركوا من رصيد إجازاتهم السنوية. الكلام قد لا يصدقه البعض، لكنها حقيقة مؤلمة للغاية، وهي أن يصل الحال بلاعب يمثل منتخب وطنه، دون أن يحصل على إجازة من وظيفته، بل حتى وتعتبر فترة مشاركة هؤلاء اللاعبين تغيبًا عن العمل، وتقوم بخصم مرتباتهم، وكأن هؤلاء اللاعبين يمثلون بلدًا آخر، ولا يمثلون الوطن، حيث شارك أكثر من لاعب وهو مخصوم من مرتبه مبالغ ضخمة، ونذكر من هؤلاء اللاعبين جاسم محمد الذي وصلت الخصومات المستحقة عليه 55 ألف درهم، وراشد ناصر وصلت الخصومات الموقعة عليه 60 ألف درهم.
وطلب اتحاد السلة من هؤلاء اللاعبين المشاركة، وسوف يحاول هو من جانبه تدبير الأمور المالية للاعبين، وكأن اتحاد السلة يشتري إجازات اللاعبين من أجل تمثيل الوطن، وليس هذا فقط العدد الوحيد من اللاعبين، بل إن الاتحاد  اشترى إجازات خاصة باللاعبين على عباس وخالد عبيد بمبلغ 10 آلاف درهم، كما اشترى إجازة خليفة خليل بمبلغ 10 آلاف درهم.
 
اتحاد اللعبة لم يكن حزينًا لاحتلال المركز الثالث، لأنه يدرك المشاكل الكبيرة التي تعوق اللعبة، وطريقة التحضير للبطولة، وهو ما أكده نائب رئيس الاتحاد المشرف على المنتخبات الوطنية عبداللطيف الفردان، والذي أطلق صرخة مدوية من خلال الاتحاد "إذا استمر الحال على ما هو عليه حاليًا في الألعاب الجماعية، فإنها ستنقرض تماماً خلال سنتين، نظرًا للتعامل والطرح الغريب مع المشاكل، ولست أدري كيف للاعب يذهب يمثل بلاده، ويتم منعه من التدريب أو السفر للخارج مع المنتخب لإجراء معسكرات تدريبية الهدف منها في النهاية خدمة الوطن في المجال الرياضي".
 
وأضاف الفردان "إذا استمر الحال هكذا فيجب أن نقل على الألعاب الجماعية، وتحديداً كرة السلة "السلام"، ولن نجد عناصر المنتخب متكاملة لأداء التدريبات، وكأن هؤلاء اللاعبين يمثلون الاتحاد، ولا يمثلون الدولة، ومثل هذه الأمور تؤثر بشكل كبير في نفسية اللاعبين، خصوصًا أننا نمتلك مجموعة من الموهوبين".
 
وذكر عبداللطيف الفردان مآسي عناصر المنتخب معبرًا: "خصومات اللاعبين من وظائفهم وصلت لمبالغ طائلة لا يستطيع الاتحاد شراءها، وهو ما سيجعل راشد ناصر وجاسم محمد وهما من أفضل لاعبي الخليج بشكل عام، يفقدان ثقتهما وحماسهما الكبير من أجل تمثيل الوطن في المحافل الخارجية، ليس هذا فحسب، بل إن الوظائف التي يعملون بها رفضوا جدولة الغرامات على شهور طويلة، حتى يستطيع اللاعب الحصول على جزء من راتبه، لكي يعيش مع أسرته في بيته، بل يتم الخصم المباشر على شهرين متتاليين، وهو ما يجعلهم لا يحصلون على رواتب مطلقًا لأكثر من شهر، وهذه أمور غير مقبولة بالمرة، بأن نقوم بتهيئة عناصر المنتخب لتمثيل الوطن، ويكون الجزاء في النهاية حرمانهم من رواتبهم".
 
وتابع: «في اجتماع مجلس إدارة الاتحاد المقبل برئاسة اللواء إسماعيل القرقاوي ستتم مناقشة كيفية تعويض لاعبينا بهذه المبالغ رغم أن خزينة الاتحاد تعاني وخاوية، لأن الدعم الذي نحصل عليه لأنشطة اللعبة غير كاف، فما بالك بشراء إجازات لاعبين لتمثيل المنتخب".