الإمارات – محمد القرنشاوى
كشف رياضيون ومسؤولون في الأندية الإماراتية عن وجود محاباة في عملية اختيارات اللاعبين، للانضمام إلى منتخبات المراحل السنية، ما أدى إلى تراجع النتائج، أخيرًا، مشيرين إلى أن مثل هذه الأمور أفقدت كرة الإمارات مواهب كروية مميزة، كان يجب أن توجد في هذه المنتخبات، لكن الاختيار يتخطاها، مؤكدين أن هذا الأمر تسبب في انتكاسة وفي تراجع نتائج منتخبات المراحل السنية، في الفترة الماضية، مطالبين اتحاد الكرة بمعالجة الخلل، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، ومشيرين إلى أن حدوث مثل هذه الأمور يؤدي إلى حالة من الإحباط في أوساط هذه المواهب الكروية الصغيرة، عندما يتخطاها الاختيار، رغم أنها تمثل مستقبل كرة الإمارات.
ولفتوا إلى أن هناك لاعبين صغارًا أكفاء، ويتمتعون بموهبة عالية، لكن لا يتم اختيارهم لمنتخبات المراحل السنية، لكونهم ينتمون إلى أندية مغمورة أو صغيرة، كما أن عملية الاختيار تتم في بعض الأحيان عن طريق "الكوتة" لهذا النادي أو ذاك، لذلك فإن على اتحاد الكرة معالجة هذه الأمور حتى تستعيد منتخبات المراحل السنية عافيتها وبريقها، الذي عُرفت به في السابق، خصوصًا أنها أخرجت لكرة الإمارات لاعبين مميزين، أمثال فهد خميس، ومبارك غانم، وخليل غانم، وعدنان الطلياني.
ويذكر أن المنتخب الإماراتي الأولمبي أخفق، خلال مشاركته في كأس آسيا تحت 23 سنة، التي أقيمت في قطر في 2016، في التأهل إلى نهائيات دورة الألعاب الأولمبية، التي أقيمت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.
وشدد رئيس مجلس إدارة نادي اتحاد كلباء، عيسى الذباحي، على أن اختيار لاعبي منتخبات المراحل السنية يتم عن طريق المحاباة. وقال: "رغم أنني أتولى رئاسة مجلس إدارة نادٍ يضم في صفوفه العديد من المواهب في سن صغيرة، إلا أنني لم أر أحدًا من مسؤولي اتحاد الكرة أو لجنة المنتخبات يأتي لحضور مباريات للاعبي المراحل السنية، رغم وجود مباريات للاعبين تحت 14 سنة و15 سنة و16 سنة، لكن لجنة المنتخبات لا تتابعها لمشاهدة اللاعبين عن قرب، لدينا في النادي لاعبون أكفاء، وكان يفترض أن يكونوا موجودين في منتخبات المراحل السنية، ليمثلوا بلدهم، لكن الاختيارات تتخطاهم نتيجة عدم متابعة لجنة المنتخبات الوطنية السابقة، ولو كانت هناك لجنة أو مدربون يتابعون لتمت الاختيارات على أسس صحيحة".
وأضاف: "يفترض في مدربي منتخبات المراحل السنية أن يكونوا موجودين لمتابعة هؤلاء اللاعبين الصغار خلال المباريات، واختيار الأفضل من بينهم، لكن للأسف فإن عملية الاختيار تتم بطريقة أن فلانًا يعرف هذا اللاعب أو ذاك، فيقوم باختياره وترشيحه للعب في المنتخب، وفي الفترات السابقة كانت هناك منتخبات مناطق في كل من رأس الخيمة، والمنطقة الشرقية، وأبو ظبي، وغيرها، يتم من خلالها اختيار اللاعبين المميزين، لاسيما أن كبار نجوم كرة الإمارات السابقين برزوا من خلال هذه المنتخبات، مثل فهد خميس، ومبارك غانم، وخليل غانم، وعدنان الطلياني، وغيرهم، وأنا غير راضٍ عن الوضع الحالي في عملية اختيار لاعبي منتخبات المراحل السنية، وأعتقد أن عملية الاختيارات الخاطئة تعد من أهم العوامل التي أدت إلى تراجع منتخبات المراحل السنية في الفترة الأخيرة"، مشددًا على ضرورة معالجة اتحاد الكرة لعملية الخلل في اختيارات لاعبي منتخبات المراحل السنية.
وبدوره، تساءل المعلق الرياضي في قناة أبوظبي الرياضية، ومستشار النادي العربي، في أم القيوين، علي حميد، عن المعايير التي يتم من خلالها اختيار لاعبي منتخبات المراحل السنية، قائلاً: "هل هناك لجنة معنية تقوم بمتابعة اللاعبين؟، لأن الاختيارات لا تتم للاعبين الأكفاء، وإنما تتم عن طريق الكوتة، وأحيانًا قد يكون هناك لاعب مميز، لكن لا يتم اختياره، لأنه ينتمي إلى نادٍ مغمور، مضيفًا: "في بعض الأحيان يتم اختيار لاعبي المنتخب قبل اختيار المدرب، لوضع المدرب أمام الأمر الواقع، وهذا يوضح أن هناك خللاً ما، إذ إنه يفترض أن يتم اختيار المدرب أولاً، لأنه هو من يقوم باختيار اللاعبين، وفق أسس فنية محددة، مشددًا على أهمية وجمود هناك سياسة واضحة ومحددة في عملية اختيار لاعبي منتخبات المراحل السنية، مبينًا أن هناك العديد من اللاعبين المميزين يتخطاهم الاختيار، بسبب المجاملات.
ومن جهته، أكد اللاعب السابق في المنتخب الإماراتي الأول، ورئيس اللجنة الرياضية في نادي الخليج، عبد الله عامر، أن الأندية الصغيرة، مثل نادي الخليج وغيره، يعاني لاعبوها من عملية التهميش وعدم الاختيار في المنتخبات الوطنية، بدءًا من المنتخب الأول، ومرورًا بالأولمبي والشباب والناشئين، مشيرًا إلى أن لديهم خامات جيدة من اللاعبين، لكنهم لا يجدون فرصة للعب في هذه المنتخبات، من أجل اكتساب الثقة بأنفسهم. وأضاف: "لدينا لاعبون مميزون في الفريق الأول، وأعمارهم تؤهلهم للعب في المنتخب الأولمبي والشباب، كونها تراوح بين 18 و22 و23 سنة، لكنهم للأسف لا يحصلون على فرصة الاختيار".
وأشار عامر إلى وجود مواهب مميزة من اللاعبين، لكنها بحاجة إلى الثقة والدعم المعنوي من، خلال إتاحة الفرصة لها للعب في المنتخبات الوطنية، وارتداء شعار المنتخب، مشددًا على أن عملية الاختيار لا تتم على أسس سليمة، طالما كانت هناك مجاملات. وقال: "كنت لاعبًا في المنتخب الأول، وتم اختياري ضمن سبعة لاعبين من النادي، من بينهم اللاعبون السابقون في المنتخب الأول، عبد الله سلطان وبدر صالح وحسن عبدالوهاب، وتم منحي الفرصة في فترة المدرب السابق دون ريفي، وشعرت وقتها بالفخر كوني أرتدي قميص المنتخب، لذلك فإن هناك عددًا كبيرًا من اللاعبين الموهوبين في حاجة إلى هذا الاختيار، لأن ذلك يمنحهم الثقة في أنفسهم عندما يلعبون أمام لاعبي فرق من المناطق الأخرى في الدولة".
وأكمل حدثه قائلاً: "لدينا نحو 220 لاعبًا في مختلف المراحل السنية في النادي، ولا يوجد لدى نادي الخليج حاليًا سوى لاعب واحد فقط في منتخب مواليد 2001 واثنان في منتخبات التجمعات، لكن كنا نتمنى أن يرتدي أربعة أو خمسة من لاعبي النادي شعار المنتخب، سواء في المنتخب الأولمبي أو الشباب أو الناشئين، وصولاً إلى المنتخب الأول، نحن في نادي الخليج لدينا خامات جيدة من اللاعبين، من سن 17 و19 سنة، بدليل أن هناك أندية كبيرة تحضر لمشاهدة مبارياتهم، وتراقب مستوياتهم الفنية، تمهيدًا لضمهم إلى صفوفها.
وشدد نائب رئيس اللجنة الرياضية في نادي دبا الفجيرة، عبيد خميس خمسان، على أهمية وجود آلية محددة لاختيار اللاعبين للمنتخبات، بحيث يتم اختيار الأفضل وفقًا لأسس ومعايير محددة، مشيرًا إلى أن عملية المجاملات تكون في بعض الأحيان للنادي، وليس للاعب بعينه. وقال: "في تقديري تتركز أغلب المواهب الكروية المميزة في المنطقة الشرقية، بدليل أن هناك أندية كبيرة تصل نسبة لاعبيها، الذين يتم استقطابهم من هذه المنطقة، إلى 60% و70%، ولدينا في نادي دبا الفجيرة خامات مميزة جدًا في فرق المراحل السنية".
واعتبر خمسان أن عملية الدعم المعنوي لها تأثير إيجابي كبير على اللاعب في هذه السن الصغيرة. وقال: "هناك لاعبون يتم اختيارهم، لكنهم لا يكلمون المشوار حتى نهايته، ويتم استبعادهم، وهذا الأمر يشعرهم بنوع من الإحباط، وفي السابق كانت هناك ثلاث مناطق لتجمعات اللاعبين الصغار، يتم من بينها اختيار لاعبي منتخبات المراحل السنية، في نهاية المطاف".