دبي _صوت الأمارات
قاد زلاتكو داليتش المدير الفني لمنتخب كراوتيا، المعارك ببسالة منقطعة النظير وبعقل ينم عن مدير فني محنك، ولكنه ليس كذلك، بل كان منذ خمس سنوات فقط مدربا لفريق الشاب بالهلال السعودي، ومثارًا للسخرية من جماهير نادي العين الإماراتي، حيث أن وصول المدرب بشكل مفاجئ لقيادة المنتخب الكرواتي للوصول إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخهم أثار التساؤلات بشأن سيرته فمن يكون؟
لم يكن داليتش - 51 عاما - الخيار الأول لخلافة أنتي كاسيتش أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما قام المنتخب الكرواتي بتغيير مدربه قبل المباراة الأخيرة في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال أمام المنتخب الأوكراني وسط مخاوف من إمكانية غيابهم عن المونديال، وقاد داليتش المنتخب الكرواتي للفوز على أوكرانيا 2 / صفر، ليضرب موعدا مع المنتخب اليوناني في الملحق الأوروبي ليفوز المنتخب الكرواتي ويصعد للمونديال.
وولد داليتش في ليفنو، مدينة في البوسنة والهرسك حاليا، ولم يكن أحد العظماء في المنتخب اليوغسلافي في مونديال 1990، وشاهد المنتخب الكرواتي في مونديال 1998 في الدور قبل النهائي أمام فرنسا كمشجع، وتذكر ذلك الوقت حيث قال الأربعاء الماضي "كنت في فرنسا لمتابعة أول ثلاث مباريات كمشجع. ثم بعد ذلك كان عليّ أن أسافر للاستعداد للموسم الجديد".
بدايته خارج كراوتيا كانت عام 2010 حيث قام بتدريب الفيصلي السعودي، بينما لم تقنع الأندية السعودية للاستمرار في التدريب في الدوري الأول فانتقل لتدريب فريق شباب الهلال ثم كانت المفارقة بتوليه تدريب الفريق الأول للهلال في الـ 31 من يناير /كانون الأول 2013 بعد إطاحة إدارة الزعيم السعودي بالمدرب الفرنسي أنطوان كومبواريه على إثر خسارته من النصر.
انتقل داليتش لتدريب فريق العين الإماراتي عام 2014 وقاده لنهائي دوري أبطال آسيا في 2016، وتعرض لانتقادات عنيفة من الجاهير العيناوية للحد لإطلاق هاشتاج عبر موقع التواصل الإجتماعي "توتير" لطرده من الفريق والسخرية منه قبل عام ونصف من المونديال.
بعد اقالته من العين الأماراتي دخل زلاتكو في قائمة المرشحين لتدريب الزمالك خلفًا لمحمد حلمي، أعلن المدرب أنه فخور بهذا الترشيح ولكنه يحتاج للراحة للتوقف المفاوضات، وتوليّ تدريب منتخب بلاده في تشرين الأول الماضي لم يكن خيارًا مطروحًا عندما قام المنتخب الكرواتي بتغيير مدربه قبل المباراة الأخيرة في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال ليقود الفريق بنجاح نابعًا من قلبه وليس عقله.
قيادته جاءت من القلب كذلك حظى بالاحترام بسبب قرارته الشجاعة مثل إعادة المهاجم نيكولا كالينيتش إلى بلاده، لأنه رفض المشاركة من مقاعد البدلاء في المباراة الأولى بدور المجموعات أمام المنتخب النيجيري معللا ذلك بمشكلة في الظهر، وكشف ان المنتخب الكرواتي استنفذ كل حلوله منذ المباراة الأولى في الأدوار الاقصائية حيث احتاج للعب أشواط إضافية في ثلاث مباريات من اجل الوصول للمباراة النهائية.
استمدوا القوة من قائد عنيد، حيث قال "لا يمكنني أن اعلم هؤلاء اللاعبين كرة القدم، انا مسؤول عن أشياء أخرى، لقد تقبلوا هذا، ربما لم يكن لديهم ثقة كاملة في البداية ولكنهم اكتسبوا الثقة".
واضطر ماريو ماندزوكيتش، المُصاب، لمضاعفة جهده لأن الفريق يفتقد المهاجمين، ولكنه وجد القوة لتسجيل هدف الفوز في موسكو أمس الأربعاء ليقود فريقه إلى المباراة النهائية.
عندما قام المدافع سيمي فرسالجكو بالإمساك بالمدرب ورميه على العشب في ملعب "لوجنيكي" عقب صافرة نهاية المباراة أمام إنجلترا، بدا هذا انه مودة من أحد اللاعبين الكرواتيين العديدين الذي لا يصدقون أنهم على بعد مباراة واحدة من صنع تاريخ جديد، وقال ديان لوفرين مدافع الفريق "أظهر زلاتكو ثقته بنا منذ البداية عندما لم يفعل الكثيرون. هذا هو السر وراء نجاحنا".
زلاتكو
هذا ليس وقت سهل لتدريب المنتخب الكرواتي. حيث جاءت إدانة زدرافكو ماميتش نائب رئيس الاتحاد الكرواتي والرئيس التنفيذي لنادي دينامو زغرب بغسل الأموال عن طريق انتقال بعض اللاعبين الكبار من بينهم لوكا مودريتش لتقسم الجماهير الكرواتية.
واستطاع داليتش أن يوحدهم في قصة نجاح لا تتكرر كثيرا. سيكون الجميع خلفه يوم الأحد عندما يتمم شهر مذهل في روسيا.، وقال "ربما أعطانا الله الفرصة لتعويض خسارتنا، لكننا لا نسعى للثأر، هذه رياضة، سنركز على لعب أفضل مبارياتنا في البطولة".