دبي - محمود عيسى
وصف رياضيون دوري أبطال آسيا لكرة القدم في شكله الحالي، بأنه "بطولة مملّة بلا إثارة، ونظامه متعب للفرق المشاركة، ويفتقد الحوافز المالية المجزية"، ما يؤدي إلى غياب اهتمام أندية الدولة به، فضلاً عن ضعف الإقبال الجماهيري على مبارياته، في وقت طالب آخرون بعدم تبرير إخفاقات الأندية في البطولة الحالية، مؤكدين أن نظام دوري الأبطال لا غبار عليه، بينما تتحمل الأندية مسؤولية نتائجها السلبية التي سجلت حتى الآن أسوأ مشاركة إماراتية في السنوات الأخيرة، منذ تطبيق الاحتراف، بعدما جمع العين والجزيرة والوصل والوحدة سبع نقاط فقط من أصل 36 نقطة في ثلاث جولات، لتحقق أضعف معدل لها في آخر سبع سنوات، بعدما كانت قد جمعت ست نقاط في نسخة 2011، لكن بمشاركة ثلاثة أندية هي الجزيرة والوحدة والإمارات.
وعلى الرغم من تباين النتائج السلبية للكرة الإماراتية في الدور الأول، إلا أن العين والجزيرة يحتفظان بحظوظهما لبلوغ الدور الثاني قبل جولتين على نهاية دور المجموعات، إذ يحتل الجزيرة والعين المركز الثالث في المجموعتين الأولى والرابعة، فيما ودع الوصل المنافسة، ويتمسك الوحدة بخيط رفيع لتحقيق هدفه في العبور.
وتجددت المطالبات بضرورة محاسبة الفرق المقصّرة التي تشارك في البطولة باسم الكرة الإماراتية، لكنها تعتمد على اللاعبين البدلاء، أو راحة اللاعبين الأجانب، بسبب المنافسة في البطولات المحلية.
النظام القديم
من جهته، تمنّى نجم المنتخب الوطني السابق سالم جوهر، الذي حمل كأس البطولة في نسختها الأولى 2003 مع فريق العين، العودة إلى النظام القديم للبطولة، عندما كانت فرق الغرب تقابل شرق القارة من أول مرحلة.
وقال لـ«الإمارات اليوم»: «النظام القديم يضمن أكثر استفادة سواء للفرق بالاحتكاك القوي، ويضمن النهوض بمستوى اللاعبين والمنتخبات»، وتابع «كما يضمن القوة للبطولة بشكل أكبر من الشكل الحالي، الذي جعل البطولة مملة ومتكررة».
وأضاف قائد فريق العين السابق «أعتقد أن النظام الحالي إيجابي في حالة واحدة فقط، هي إمكانية وصول فريق عربي إلى النهائي بسهولة، من خلال تخطي عقبة الدور نصف النهائي أمام فريق من شرق القارة، وهذا جعلنا نرى العين والأهلي والهلال في النهائي في السنوات الأخيرة، لكن دائماً من يفوز باللقب هو فرق شرق القارة، لأنها الأقوى والأكثر استقطاباً للنجوم».
ويقام دوري الأبطال بنظام المجموعات، إذ يتم توزيع دول شرق آسيا إلى أربع مجموعات من دول اليابان وكوريا الجنوبية والصين وأستراليا وتايلاند، وكذلك دول غرب آسيا بين فرق من: الإمارات والسعودية وقطر وإيران وأوزبكستان، ما يؤدي إلى مواجهات شبه متكرّرة في كل عام.
وختم «يجب على الاتحاد الآسيوي العمل على زيادة المخصصات المالية للفرق المشاركة في البطولة، إذا كان يسمي ما يحدث احترافاً».
ضرورة التغيير
قال رئيس مجلس إدارة نادي الفجيرة ناصر اليماحي، إنه يجب على الاتحاد الآسيوي العمل على تغيير نظام البطولة والمباريات الآسيوية التي اعتمدت منذ سنوات، ولا يوجد فيها أي تجديد، موضحاً أن النظام الحالي يجعل البطولة «مملّة»، وأضاف اليماحي: «نحن بحاجة إلى تغيير نظام البطولة، لاسيما أن الفرق التي تلعب في دور الـ16 ودور الثمانية حفظت بعضها، وقليلاً ما يحصل فيها تغيير، وبالتالي يجب تغيير المنظومة كاملة، وإحداث الفارق، وقد يكون ذلك عن طريق تقليص عدد المجموعات، أو تقام البطولة بطريقة أخرى».
وأضاف اليماحي: «هذا الملل الناتج عن النظام الحالي للبطولة أعطى طابعاً سلبياً للمشاركة، سواء للفرق أو الجماهير، وقد حاول الاتحاد الآسيوي زيادة المخصصات المالية، ولكن الفرق ليست في حاجة إلى المال بقدر اهتمامها بالوجود والحصول على البطولة، وهناك فرق في البطولة تبحث فقط عن المركز الأول، يجب البحث عن نظام جديد ومختلف، وقد يكون تقليص عدد المجموعات وزيادة عدد الفرق في هذه المجموعات، أو عن طريق قيام الاتحاد الآسيوي بتشجيع فرق أخرى في دول غير الموجودة حالياً من أجل المشاركة في البطولة، وأعتقد أن لهذه الدول حق المشاركة على المستوى القاري، وهو ما قد يحدث تغييراً في نوعية المشاركة».
اجتهاد الفرق
رفض المحلل الرياضي بقناة أبوظبي الرياضية رياض الذوادي، فكرة تغيير البطولة، محملاً الأندية المشاركة مسؤولية عدم الظهور بشكل جيد، مشيراً إلى أن أي بطولة يكون لها نظام ثابت ولا يتغير، وعلى الفرق المشاركة السعي من أجل إثبات الذات فيها، مضيفاً أنه لا يوجد أي شيء آخر يستطيع أن يفعله الاتحاد الآسيوي من أجل البطولة، فعدد الفرق معروف، وموعدها محدد للجميع، وعلى الفرق أن تجتهد فيها، وليس معنى أن الفرق الإماراتية فشلت في البطولة أن نغيّر نظامها، على حد تعبيره.
وقال الذوادي «أعتقد أن الجانب المادي ليس مجزياً بالنسبة للأندية في الوضع الحالي، وإذا تحدثنا عن الواقع، فالمسؤول عن النتائج والتمثيل السيئ هو أنديتنا، ولا يوجد أي شيء آخر أو مشكلة تتعلق بالاتحاد الآسيوي أو نظام البطولة ومعاييرها، وفي أي بطولة في العالم لا يوجد تغيير فيها، بل يوجد موعد ثابت ونظام ثابت مثل البطولة الإفريقية والأوروبية وغيرهما من البطولات المعروف نظامها، وتسعى الفرق إلى الفوز بها».
أسباب جعلت البطولة «مملّة»
تكرار المباريات سنوياً.
قلة الحوافز المادية للفرق.
اقتصار المشاركة على أربع أو خمس دول سنوياً.
عدم اهتمام الجمهور بالمشاركة الآسيوية، والتركيز على البطولات المحلية.
4 مطالب لتطوير دوري أبطال آسيا
- زيادة المخصصات المالية للفرق في كل مرحلة.
- تسهيل إجراءات ضم فرق أخرى من دول مختلفة عن الموجودة حالياً.
- العودة إلى النظام القديم، أو إيجاد حلول لتنوع الفرق في البطولة.
- تحفيز الجمهور وتسويق المباريات بالشكل المناسب.
15 مليون يورو مكافأة صعود «مرحلة» في أبطال أوروبا
اقترح مدير فريق النصر السابق، خالد عبيد، فكرة تغيير بسيطة على دوري الأبطال، لقتل الملل الملازم لها، من خلال اعتماد نظام القرعة بداية من الدور ربع النهائي، بدلاً من الدور نصف النهائي.
وقال: «قد يكون التغيير في دور الـ16 صعباً، بسبب ارتباطات فرق البطولة بمباريات محلية في بطولتي الدوري والكأس، ولكن التغيير في الدور ربع النهائي سيكون مختلفاً، إذ سيكون هناك مزيد من الوقت أمام الفرق، وفي بداية الدوري، وهو ما قد يسهل من مهمة الفرق حتى وإن تم السفر إلى اليابان أو الصين، فسيكون هناك مزيد من الوقت، ويكون هناك نوع من التغيير الجيد لمستوى البطولة الحالي».
وأضاف: «اتفق مع ضرورة تعديل المخصصات المالية للفرق المشاركة، التي تعتبر أقل من قيمة البطولة بشكل كبير جداً، بسبب الإرهاق المادي للأندية الذي تتكفل بمصروفات إضافية أكثر بكثير من القيمة المخصصة لكل مباراة، سواء داخل ملعبك أو خارجه، من تذاكر طيران وبعثات وحجوزات فنادق، وهنا تجب المقارنة مع دوري أبطال أوروبا، الذي يحصل فيه الفريق عند الصعود من مرحلة إلى مرحلة أخرى على 15 مليون يورو، بينما يحصل الفريق الصاعد هنا من مرحلة إلى أخرى على 70 ألف دولار، وهو مبلغ لا يتناسب تماماً مع قيمة كرة القدم في البطولة».
وعن الحضور الجماهيري ورغبة الفرق في المشاركة، تابع خالد عبيد، «أعتقد أنه لا يوجد لاعب لا يريد أن يلعب مباريات دوري أبطال آسيا، ودائماً ما يسأل اللاعبون عن موعد مباريات البطولة، أما عدد الحضور الجماهيري في البطولة الآسيوية فأعتقد أن ذلك بسبب ضعف التسويق لمباريات البطولة الآسيوية، ونتائج بعض الفرق المشاركة في البطولة، والذي ينعكس سلبياً على الحضور». وأضاف: «يجب على لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي والأندية إيجاد بعض الطرق التسويقية للمباريات، وقد فعل النصر ذلك سابقاً عن طريق بعض المهرجانات البسيطة، ولا يقتصر ذلك على جمهور الفريق فقط، وإنما التسويق لجمهور الإمارات بشكل كامل، وهو بالتأكيد سيكون أفضل من جمهور فريق بمفرده»