دبي - صوت الامارات
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي صداعاً في رأس الأندية بسبب ما تفرضه من ضغوط وتدخّل من خلف الكواليس في اتخاذ قرارات مصيرية تهمّ الفريق، ومع تزايد أهمية التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية، بدأ دورها المؤثر من الناحيتين الإيجابية والسلبية واضحاً في الساحة الرياضية من خلال حملات التشجيع والمساندة لفرقنا ومنتخباتنا الوطنية لكن بعضها بدأ يخرج عن النص ويسلك طريقاً خاطئاً عبر حملات موجهة تستهدف الإساءة إلى بعض الأشخاص ونشر آراء مصحوبة بعبارات الاستهزاء والسخرية والتجريح.
وتعكس وسائل التواصل الاجتماعي حالة المدّ والجزر بين الأندية وجماهيرها وظاهرة جديدة من حالات التعصّب الرياضي التي انطلقت من الملاعب إلى العالم الافتراضي بشكل قوي ومؤثر، وأصبحت تمثّل ضغطاً كبيراً على الإدارات وسيفاً على رقابها ولكن بلوغها الخط الأحمر أحياناً لا ينفي دورها الإيجابي في تدارك السلبيات ولفت نظر الإدارات لبعض الأخطاء.
وشهد دورينا العديد من الوقائع التي تؤكد التأثير القوي لمواقع التواصل الاجتماعي على قرارات الأندية ومنها على سبيل المثال لا الحصر واقعة اللاعب الهولندي ريان بابل لاعب العين السابق، الذي طالبت جماهير فريقه بفسخ عقده على خلفية تغريدات كتبها على حسابه في تويتر، ما دفع الجماهير إلى وضع هاشتاغ، على مواقع التواصل الاجتماعي يطالب إدارة النادي بالاستغناء عنه بسبب ضعف مستواه وإهانته لهم.
وطالبت الجماهير الموسم الماضي تغيير البرازيلي جو، وتجاوبت الإدارة مع حملة المشجعين على مواقع التواصل الاجتماعي وغيّرت جو بالمهاجم بوتغوار ولكن سامي القمزي رئيس مجلس إدارة الشباب أعرب عن ندمه وأسف إدارته على الاستماع لرأي "البعض" من الجمهور، مشدداً على أن فريق الشباب دفع الثمن غاليا نتيجة ذلك التغيير، والأيام والنتائج أثبتت أن
الاستجابة لم تكن موفقة أبدا، وكان قرارا خاطئا بالكامل، وتترجم حالة الشباب الواقع المرّ الذي أصبحت تعيشه بعض إدارات الأندية بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع القمزي ليخرج عن صمته مهددا الفئة التي خرجت عن النص باللجوء إلى القضاء إذا ما كرروا إساءاتهم وشتائمهم للإدارة وللفريق، مشيرا إلى أن الأمر تجاوز الحدود إلى التشكيك بذمم بعض
أعضاء المجلس من الناحية المالية، وبشكل عامّ لا يختلف اثنان حول الدور الفاعل الذي أصبحت تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي على صعيد المشاركة في القرار وصلت أحيانا إلى الإطاحة بمجالس إدارات وليس فقط بلاعب أو مدرب.
ويبدو أن شعور الأندية بخطر التأثير السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي على لاعبيها دفع بعضها إلى وضع ضوابط تحدد علاقة اللاعب بهذه الشبكات في بنود العقد لمنعه من الحديث عن أي شيء يخص النادي على شبكات التواصل الاجتماعي وتعتبر عدم احترام هذا الإجراء اختراقا لبنود العقـد، وأظهر استفتاء »البيان الرياضي« شمل 100 شخص أن 60% من الجمهور
الرياضي شارك برأيه في المطالبة بتغيير لاعب أو مدرب أو الإدارة، بينما نفى 30% مشاركتهم في الحملات التي يقودها البعض على وسائل التواصل الاجتماعي لدفع الإدارة لاتخاذ قرار معين، فيما كشف 10 % عن عدم الاهتمام بالموضوع، كما أظهر الاستفتاء أن 50% من الجمهور الرياضي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التواصل مع جماهير فريقه، و50% يستخدمونها من أجل متابعة أخبار الفريق ومشاركة الصور.
وأكد عبد الرحمن أبو الشوارب رئيس مجلس إدارة شركة الألعاب الرياضية بنادي النصر أن إيجابيات شبكات التواصل الاجتماعي عديدة لكنها أصبحت تستخدم من قبل البعض لتنفيذ أجندة خفيّة تضرّ بالأندية وتسيء للأشخاص، وقال: "الانتقاد البنّاء من الأمور الإيجابية التي تساعد على الارتقاء بمنظومة العمل، واعتقد أنه لا يوجد شخص يقبل تحمّل مسؤولية في ناد ما ويقبل في الوقت نفسه أن يفشل في مهمته، وعندما ننتقد علينا أن نقيم أولا ماذا قدم هذا الشخص للنادي والنتائج التي حققها، وهل من ينتقد قادر على إيجاد البديل المناسب؟ وحتى أثناء النقد يجب أن تكون الرسالة خالية من التجريح والاستفزاز والاستهزاء"
وكشف أبو الشوارب أنه بقدر ما تكون الإدارة صادقة وشفافة مع جماهيرها بقدر ما تؤسس لعلاقة يسودها الاحترام المتبادل بين الطرفين، مشيرا إلى أن المشجع الحقيقي لا يسيء لناديه أو إداراته والهدف من انتقاده هو البناء وليس الهدم، مشيرًا إلى أن أغلب المنتقدين على وسائل التواصل الاجتماعي لعمل إدارات الأندية يعملون من أجل خدمة أجندة خفيّة يقف وراءها
أشخاص آخرون، مؤكدًا أن الدور الحقيقي للمشجع الوفي هو بناء ناديه والمساهمة في تطوير نتائجه بالتحفيز والدعم والمساهمة بالآراء والانتقاد البنّاء، وأن "الإدارات يمكن ان تخطئ في اتخاذ قرار ما لكنه خطأ غير مقصود ولا توجد إدارة لا تريد الأفضل لناديها، وللأسف البعض يستغلون هذه الظروف لخدمة أجندة معينة سواء لتصفية حسابات أو الضغط على الإدارة لاتخاذ قرار معين مثل إقالة إداري أو الاستغناء عن مدرب أو لاعب"
وأضاف أبو الشوارب الرياضة أخلاق قبل كل شيء، وما يقوم به البعض من تصرفات مسيئة على مواقع التواصل الاجتماعي لا يليق بمجتمعنا الإماراتي الذي يرفض كل أشكال التعصب الرياضي، وأوضح أن خروج بعض الجماهير عن النص في مواقع التواصل الاجتماعي يصل أحيانا إلى مستوى الجريمة الالكترونية التي يعاقب عليها القانون، وموضحًا : "لا ننكر أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت سيفا على رقاب الأندية، ولكن يجب عدم اتخاذ القرارات بالعاطفة أو في حالات الغضب، وعلى رواد هذه المواقع مراعاة أن الشخص الذي يسيئون إليه لديه عائلة وأبناء"