دبي ـ محمود عيسي
يعد اللاعب التشيلي لويس أنطونيو خمينيز، من أبرز اللاعبين الأجانب، الذين لعبوا في دوري الخليج العربي، بعد خوضه تجربتين مع الأهلي والنصر، وكانت مسيرته الأبرز مع "الفرسان"، الذي التحق بصفوفه في 2011، ولعب معه 120 مباراة، سجل فيها 57 هدفًا، وكانت حصيلته من البطاقات 30 بطاقة صفراء، وثلاث بطاقات حمراء، بينما رحل إلى "العميد" في 2015، ولعب معه 30 مباراة سجل فيها تسعة أهداف، وحصل على سبع بطاقات صفراء، قبل أن يرحل عقب نهاية الموسم الماضي إلى العربي القطري، وواصل تألقه معه وبات ثاني هدافي الفريق برصيد سبعة أهداف، خلف القطري بوعلام خوخي، الذي في رصيده تسعة أهداف.
وأكد خمينيز أنه مقتنع بأن تغيير مسار حياته بالانتقال للعب في الدوريات الخليجية، كان في بدايته مغامرة محفوفة بالمخاطر، لكن بعد مرور ستة أعوام على هذه التجربة، تأكد أنه كان مغامرة ناجحة، وقال إن وجود اللاعبين الأجانب في الدوري الإماراتي ليس للتسلية، ووصف احترافه مع الأهلي بالخطوة الجيدة التي أسهمت في تعرفه إلى ثقافات جديدة، وشدد على أن العيش في دبي أفضل من أوروبا.
ووصف تجربته في الدوريات الخليجية أنها ناجحة بكل المقاييس، قائلًا "إذا كان هناك فشل أو عدم ارتياح، بالتأكيد لم أكن سأستمر هذه الفترة الطويلة في دوري الخليج العربي، ثم أنتقل إلى الدوري القطري، وقد تكون إجابة هذا السؤال قبل خوض التجربة الأولى مع الأهلي مختلفة، فحينها كنت سأجيب بأنني أخوض مغامرة محفوفة بالمخاطر، ولا أعلم إذا ما كانت ستنجح أم لا".
وأضاف "منذ الموسم الأول مع الأهلي، كان لديَّ يقين أنها ستكون مغامرة ناجحة، بعدما شاهدت الشغف لدى الأندية بالتطور، واكتساب الخبرات، من خلال التعاقد مع أسماء كبيرة على مستوى العالم، وكان الواقع على عكس ما يتم تداوله في الخارج بأن اللاعب الذي يذهب إلى الاحتراف في الخليج يأتي من أجل حصد الأموال والتسلية، وإنما الواقع أن الأمور صعبة، واللاعب الأجنبي إذا لم ينجح في إثبات وجوده فسيرحل سريعاً، ولن يكون له مكان".
وتابع "تجربتي الأكبر كانت مع الأهلي، وكانت ناجحة جداً وأحببتها، ولازالت لديَّ صداقات مع اللاعبين والمشجعين والمسؤولين، وصراحة الحفاوة التي وجدتها، والاهتمام بكل صغيرة وكبيرة، أسهما في استمراري مع الفرسان أربعة مواسم، إذ إن الأجواء في النادي تساعد اللاعب على الإبداع، خصوصاً أنه كان هناك هدف واحد للجميع هو تحقيق الانتصار في جميع المباريات، والمنافسة على جميع الألقاب، وأنا سعيد بالحصاد الذي حققته مع الأهلي، بالفوز بجميع الألقاب المحلية، كما أننا قدمنا مستوى جيداً في دوري أبطال آسيا 2014، وكنا قريبين من التأهل لدور الـ16، لولا عدم التوفيق الذي واجهنا، أما بالنسبة لتجربتي مع النصر فكانت جيدة، ولم يحالفنا التوفيق على المستوى المحلي في حصد ألقاب، لكن حقق العميد إنجازًا كبيرًا في دوري أبطال آسيا بالتأهل للمرة الأولى لدور الـ16".
أكد أن الأهلي تأهل لنهائي دوري أبطال آسيا، في الموسم التالي لرحيلي، لكنه خسر أمام غوانزهو الصيني، كما واصل النصر والعين المسيرة الإيجابية للأندية الإماراتية، ووصل النصر إلى ربع النهائي، وتأهل العين للنهائي، لكنه خسر من تشونبوك الكوري، وبصفة عامة باتت الأندية الإماراتية في السنوات الأخيرة من أبرز المنافسين على اللقب، وهو ترجمة حقيقية للتطور الذي تعيشه الكرة الإماراتية، من خلال النتائج التي حققها الأبيض بحصوله على ثالث آسيا، كما أن وضعه جيد في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا، رغم وقوعه في مجموعة صعبة، تضم اليابان وأستراليا.
وأوضح أنه مرتبط بدبي بعد رحيله إلى العربي القطري، مضيفًا "إذ إنني أحرص دوماً على زيارة دبي، التي قضيت فيها فترات رائعة لا تنسى، وكنت هناك منذ أربعة أسابيع، قضيت إجازة قصيرة مع زوجتي وأبنائي، وصراحة الإبهار ونسق الحياة والتسامح الذي نراه في دبي، من خلال التعايش الرائع بين أكثر من 100 جنسية، يوضح لماذا وصلت دبي إلى هذه المرحلة من التقدم، ما يجعل العيش فيها أفضل من أوروبا، وأرى أن أكثر ما ساعدني بعد انتقالي إلى قطر، هو أن المسافة بين البلدين تقرب من 400 كيلومتر، والوصول إلى دبي يستغرق 30 دقيقة بالطائرة، لذلك لا أجد صعوبة كلما سنحت الفرصة لي لأن أسافر إلى دبي وأقضى أجواء ممتعة، خصوصاً على شاطئ جميرا، أما أبرز ما لاحظته تغير في حياتي بعد ست سنوات قضيتها في دبي والدوحة، فهو أنني أصبحت لا أتحمل الأجواء الباردة في أوروبا وتشيلي، إذ إن أصدقائي عندما يأتون إلى دبي يرتدون الملابس الصيفية في شهر يناير/كانون الثاني، بينما أرتدي أنا وأسرتي الملابس الثقيلة أحياناً، بعدما تأقلمنا على الأجواء هنا".
واختتم حديثه قائلًا "التجربة مع العربي لا تختلف كثيراً عن اللعب في دوري الخليج العربي، إذ إن الأجواء متشابهة، وقد تكون النتائج لم تخدمنا هذا الموسم، لكننا نحاول تقديم الأفضل، أما بالنسبة للتجارب الاحترافية المختلفة فلاشك في أن البداية في إيطاليا بالنسبة لي كانت بمثابة الحلم، إذ إنني عندما وصل عمري إلى 16 عاماً تحدث معي رجل أعمال في تشيلي، وسألني إذا ما كنت أرغب في الاحتراف بأوروبا، وأجبت على الفور بأنني أتمنى اللعب في إيطاليا، وذهبت بالفعل ولعبت في العديد من الأندية، ولا أنسى تجربتي مع بارما، في وجود فابيو كانافارو وألميدا، أما تجربتي في إنجلترا مع وست هام فلم تكن ناجحة، بينما النصف الآخر من حياتي الاحترافية في الإمارات، ثم قطر أرى أنه خطوة موفقة وسعيد باتخاذها، وأتمنى أن أحقق نجاحات جديدة مع العربي، لمواصلة النجاحات التي حصدتها".