دبي - محمود عيسي
أصابت الهزيمة التي تلقاها فريق العين الإماراتي، السبت على يد مضيفه تشونبوك الكوري الجنوبي في ذهاب الدور النهائي ببطولة دوري أبطال آسيا، جماهير الفريق الإماراتي بالحزن الشديد خاصة أن الفوز كان بمقدور لاعبي العين الذين قدموا مباراة ممتعة ومميزة ولكنهم انهاروا بدنياً وتلقوا هدفين ليخسر الفريق بنتيجة 2-1، ويبقى التعويض ممكناً في لقاء الإياب يوم السبت المقبل في الإمارات.
فقد لعب العين لقاء الذهاب في ظروف استثنائية وسط حالة من التعنت من جانب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم برفضه تأجيل المباراة ولو 48 ساعة فقط من أجل منح لاعبي العين بعض الراحة.
وتلقى العين ضربة موجعة برفض الاتحاد الآسيوي تأجيل المباراة التي أقيمت بعد أيام قليلة من الجولة الخامسة بتصفيات قارة آسيا المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 ، وخاض المنتخب الإماراتي الذي يضم بين صفوفه 4 لاعبين من العين هم عمر وشقيقه محمد عبد الرحمن ومهند العنزي وإسماعيل أحمد مباراة قوية وصعبة أمام العراق الثلاثاء الماضي.
وغادر العين إلى كوريا الجنوبية بكتيبة من اللاعبين المرهقين بسبب طول رحلة السفر وضغط المباريات بخلاف ضغوط النهائي في حد ذاته.
وظهرت آثار الإجهاد بعد مرور 70 دقيقة من عمر لقاء الذهاب، والفريق انهار بدنياً رغم أفضليته الفنية على مدار أكثر من ساعة من اللعب، وتأثر دفاع العين بحالة الإرهاق تحديداً وهو ما رجح كفة تشونبوك.
ويبدو أن تأثير الإرهاق قد يمتد لموقعة الإياب، وهو الأمر الذي يجب أن يقلل من آثاره المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش.
أدار المدرب الكرواتي داليتش لقاء الذهاب بنظرية "شيء من الخوف" وهو الأمر الذي حرم العين من الفوز في وقت كان الفريق متحكماً في الإيقاع وفرض أسلوب لعبه.
ولم يستغل زلاتكو الحالة السيئة لدفاعات تشونبوك وتأثر الفريق بضغوط جماهيره التي جعلت الفريق ينكشف في خطوطه الخلفية ويقبل هدفاً عن طريق اسبريا، وكان بالإمكان زيادة القوة الهجومية للعين في هذا التوقيت بسحب كايو وإشراك مهاجم بارع بقيمة داينفريس دوجلاس هداف العين في دوري الأبطال برصيد 5 أهداف.
وربما جاء قرار إبقاء دوجلاس على مقاعد البدلاء كنوع من توفير المجهود لمباراة الإياب أو لأغراض تكتيكية بالاعتماد على سرعة الثنائي كايو واسبريا، ولكن مع وجود هجمات للعين وضياع بعض الفرص كان من المفترض أن يتدخل زلاتكو في وقت مبكر ويدفع بدوجلاس ليستفيد من هذا التفوق الفني، إلا أن إشراك دوجلاس جاء متأخراً بعد مرور 78 دقيقة كاملة وهو الأمر الذي ساهم أيضاً في الهزيمة.
وأصبح زلاتكو بحاجة لتغيير هذا الفكر التكتيكي في لقاء الإياب، والعودة إلى طريقته المعهودة بمشاركة دوجلاس وكايو ومحمد عبد الرحمن أو اسبريا في لقاء الإياب.
أخطأ مدافعو العين خاصة في الثلث الأخير من المباراة في ترك المساحات للمهاجم البرازيلي ليوناردو الذي استغل الفرصة وسجل هدفين وقاد فريقه للفوز.
وجاء إشراك المهاجم المخضرم لي دونج جوك، من جانب تشونبوك، ليزيد الضغط على دفاعات العين التي لم تتحمل وتركت المساحات للاعب ليوناردو الخطير.
ويعد ليوناردو أحد أفضل لاعبي البطولة ونجم الشباك في فريق تشونبوك، وهو مهاجم هداف وصاحب خبرات وكانت الرقابة اللصيقة عليه الحل للخروج بنتيجة إيجابية.
وتعرض اللاعبون للإرهاق، نظرًا لطول مدة السفر، بجانب أن الفريق الإماراتي عانى من أجواء كوريا الباردة.
ويفتقد لاعبو العين عنصر الخبرة القارية، خاصة أن الجيل الحالي يتأهل لأول مرة لنهائي أبطال آسيا وهو الأمر الذي قد يتأثر به تشونبوك في زيارته للإمارات، وإن كان دفعة الفوز في لقاء الذهاب سيكون محفزاً للاعبي الفريق الكوري.