نادي باريس سان جيرمان

 آلت ملكية نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم إلى جهاز قطر للاستثمار قبل تسع سنوات فقط ليبدأ الملاك الجدد للنادي عملية إعادة بناء الفريق الفرنسي العريق بهدف وضعه في مصاف الأندية الأوروبية البارزة وتدوين اسمه في السجل الذهبي لبطولة دوري أبطال أوروبا، وعلى مدار خمسة عقود كاملة منذ تأسيس النادي الباريسي في 1970 ، لم يحرز سان جيرمان لقب دوري الأبطال بل فشل الفريق حتى في بلوغ المباراة النهائية للبطولة، والآن يتأهل باريس سان جيرمان لخوض المباراة النهائية للبطولة للمرة الأولى في تاريخه حيث يلتقي فريق بايرن ميونخ الألماني على كأس البطولة القارية الغالية.

ومنذ انتقال ملكية النادي إلى الاستثمار القطري في 2011 بدأت عملية تدعيم وبناء الفريق من خلال ضم مجموعة من أبرز اللاعبين في العالم حتى أتت هذه العملية ثمارها في الموسم الحالي ببلوغ الفريق المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه.

وقبل بداية المباراة بين الفريقين على استاد "دا لوز" أو "النور" بالعاصمة البرتغالية لشبونة ، سيكون هناك فائز واحد مؤكد وهو دولة قطر وجهازها الاستثماري الذي يمتلك نادي باريس سان جيرمان من ناحية كما ترعى شركة الخطوط الجوية القطرية نادي بايرن من ناحية أخرى.

وتفتخر الشركة القطرية بهذا النجاح الذي حققه نادي بايرن في الموسم الحالي، كما سعى كثيرون في الماضي إلى دفع بارس سان جيرمان ليكون ضمن أبرز وأكبر الأندية في أوروبا لكن أحدا لم يفعل ما قدمه الاستثمار القطري من أجل تحقيق هذا الحلم.

واستثمر ملاك النادي القطريون نحو 2ر1 مليار دولار في سوق الانتقالات على مدار السنوات الماضية منذ 2011 وحتى الآن، وكانت أغلى الصفقات التي أبرمها النادي في هذا الإطار هي التعاقد مع البرازيلي نيمار دا سيلفا والمهاجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي والنجم الأرجنتيني آنخل دي ماريا حيث بلغ إجمالي مقابل التعاقد مع اللاعبين الثلاثة نحو 450 مليون يورو.

وأراد ناصر الخليفي رئيس النادي انتزاع لقب دوري الأبطال فعليا في غضون خمسة أعوام فقط من بدء هذه العملية ولكن الفريق استغرق تسع سنوات ليبلغ المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه.

والحقيقة أن بداية التحركات الفعلية لشراء نادي باريس سان جيرمان في خريف 2010 لم يكن لأهداف تتعلق بكرة القدم فقط وإنما يأتي في إطار استثمار قطر بشكل هائل في "القوة الناعمة" وهو ما أكدته إذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية هذا الأسبوع.

وذكرت "دويتشلاند فونك" : "الروابط مع بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان تنشئ اتصالات مع دوائر السياسة والتجارة بألمانيا وفرنسا".

كما يتم ضخ مبالغ مالية كبيرة في دوائر الفن والثقافة وفي الأحداث الرياضية ، ويأتي مشروع استضافة كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر ضمن هذه الاستراتيجية.

وفي ظل رغبة قطر في تكوين حلفاء لها ، تكون الصورة العامة مهمة. وتنتقد منظمات حقوق الإنسان مثل ، منظمة العفو الدولية ، بانتظام بعض الأوضاع في قطر ومنها أوضاع العمال.

وإذا كانت الرغبة لدى قطر هي ترك تأثير وبصمة عالمية من خلال الاستثمار في "القوى الناعمة" ، فإن فوز باريس سان جيرمان بلقب الدوري الفرنسي لا يلبي هذا الهدف وإنما يحتاج الفريق للفوز بلقب دوري الأبطال.

ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لاستثمار أحد أفراد العائلة الحاكمة في أبو ظبي في مجال الرياضة من خلال نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، ويكون معظم ما تفعله مثل هذه الأندية الثرية مصدر إزعاج للجماهير المهتمة بالتراث الرياضي في أوروبا.

ويشكل الإنفاق ببذخ لإبرام صفقات مثل صفقة نيمار ، الذي انتقل لباريس سان جيرمان مقابل دفع الشرط الجزائي في عقده مع برشلونة الإسباني ، والذي يبلغ 222 مليون يورو ، صداما مع بعض لوائح اللعب المالي النظيف.

وفي 2014 ، خضع باريس سان جيرمان للتحقيق بسبب إنفاق أكثر من 200 مليون يورو من قطر كأموال رعاية ولكن شعار الشركة لم يظهر في أي مكان بالاستاد. وكانت النتيجة هي فرض غرامة على النادي دون استبعاده من دوري الأبطال.

وتعرض سان جيرمان لانتقادات كبيرة مع كل إخفاق في تحقيق حلم الفوز باللقب الأوروبي رغم خوض البطولة بهذه الصفوف المفعمة بالنجوم، وكانت أبرز هذه الإخفاقات عندما خرج الفريق من دور الستة عشر للبطولة في 2017 بالهزيمة أمام برشلونة الإسباني 1 / 6 إيابا في برشلونة رغم الفوز على ملعبه 4 / صفر ذهابا، كما خسر الفريق أمام ضيفه مانشستر يونايتد 1 / 3 في الموسم الماضي رغم الفوز على نفس الفريق 2 / صفر في عقر داره ذهابا.

وإضافة لهذا ، فشل العديد من اللاعبين البارزين في الوفاء بالوعود التي قطعوها على أنفسهم لدى تعاقدهم مع باريس سان جيرمان، وينطبق هذا أيضا على المدربين الإيطالي كارلو أنشيلوتي والإسباني أوناي إيمري اللذين لم يحققا النجاح مع الفريق.

وهناك لاعبون لم يقدموا شيئا مع الفريق مثل الألماني الدولي جوليان دراكسلر الذي جلس على مقاعد البدلاء معظم الوقت منذ انتقاله إلى صفوف الفريق في كانون ثان/يناير 2017 قادما من فولفسبورج الألماني.

ولكن يبدو أن الأمور تسير في اتجاه مغاير هذا الموسم حيث قدم الفريق هذا الموسم أداء أفضل على مستوى العمل الجماعي بدلا من الاعتماد بشكل أكبر على الإمكانيات والمهارات الفردية منذ انتقال ملكية النادي إلى مالكيه القطريين وجلب العديد من النجوم البارزين ، وهو ما ذكرته صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية.

ولم يسبق للاعبين مثل مبابي ونيمار أن خضعوا لأسلوب الأداء الجماعي أكثر من الحرص على الأداء الفردي ولكن الأمر اختلف كثيرا في الموسم الحالي تحت قيادة المدرب الألماني توماس توخيل.

قد يهمك أيضًا:

رونالدو يكشف عن أفضل 5 لاعبين يستمتع بأدائهم في الملاعب

مبابي ونيمار يحتفلان بالتأهل التاريخي لنهائي دوري الأبطال