مدريد - لينا العاصي
لم يكن ما آل إليه مصير أتلتيكو مدريد الإسباني هذا الموسم بالشيء المنتظر والمتوقع لمشروعه التطويري الأكثر طموحا ونجاحا في تاريخه، ولكن الحقيقة تكشف أن الفريق مع حلول شهر فبراير/ شباط أصبح خارج منافسات كأس الملك، وبات بعيدا عن الصراع على لقب الدوري، ولم يتبقّ له سوى المنافسة في دوري أبطال أوروبا الذي يعد أمله الأخير لتجميل صورته في الموسم الجاري.
وخرج الفريق المدريدي من مباراته أمام برشلونة في إياب نصف نهائي كأس الملك أول أمس، مفعما بمشاعر الفخر، بعدما تسبب في حرج بالغ لنظيره الكتالوني على ملعبه، وكاد يضطره لخوض وقت إضافي، كما وجد لنفسه عذرا في القرارات التحكيمية لعدم الشعور بالذنب بعد الإخفاق في التأهل للمباراة النهائية.
ورغم ذلك، لم يتبقّ لأتلتيكو مدريد في الوقت الراهن سوى خيار واحد هذا الموسم، وهو الصراع على لقب بطولة دوري أبطال أوروبا.
وبدأ أتلتيكو مدريد الموسم الجاري بتطلعات كبيرة، ولكنه قدم أداءً مذبذبا في مسابقة الدوري بشكل لم يعتد عليه هذا الفريق، منذ تولي دييغو سيميوني قيادته الفنية قبل 5 سنوات.
ويحتل أتلتيكو المركز الرابع في المسابقة برصيد 39 نقطة بفارق 9 نقاط عن جاره ريال مدريد المتصدر، علما بأن الفريق الملكي لا يزال لديه مباراتين مؤجلتين.
ولا تقف مشكلات أتلتيكو مدريد عند هذا الحد، بل تتعداه لما هو أبعد، فقد بدأت جماهيره تنظر بعين الريبة والقلق لأندية أخرى من المنافسين المباشرين لناديها المفضل، مثل ريال سوسيداد وفياريال، وهم يسعون بقوة للفوز بالمركز الرابع.
وتلقى الفريق الإسباني انتقادات لاذعة هذا الموسم بسبب خططه الفنية، ووجهت هذه الانتقادات لأول مرة منذ سنوات وبشكل مباشر لسيميوني، بعد مباراة الثلاثاء أمام برشلونة.
وبعد نهاية المباراة بعث سيميوني برسالة تحمل في طياتها معنيين: هجوم غير مباشر على الحكام، وثقة في مستقبل الفريق في دوري أبطال أوروبا.
ويعد ضربا من المخاطرة الرهان بكل شيء في بطولة كبطولة دوري أبطال أوروبا، التي تحتاج إلى تضافر عدة عوامل، إضافة إلى الحظ، من أجل الفوز باللقب.
بيد أنه في ظل هذا الموقف العصيب لأتلتيكو مدريد، الذي خاض نهائي البطولة مرتين في السنوات الثلاث الماضية، تبدو المخاطرة منطقية، إن لم تكن ضرورية أيضا.
ويخوض أتلتيكو مدريد مباراة الذهاب لدور الستة عشر في البطولة الأوروبية في 21 فبراير/ شباط الجاري أمام باير ليفركوزين الألماني، قبل أن يلعب مباراة العودة على ملعبه، فيسينتي كالديرون، في 15 مارس/ آذار المقبل.
وتعد هذه المواجهة هي بداية العد التنازلي لأتلتيكو للاستفادة من آخر كروت اللعب، التي يحتفظ بها في جعبته ويحتاج إلى الاستفادة منها دون ارتكاب أخطاء تقضي على أحلامه نهائيا في هذا الموسم.