القاهرة -صوت الامارات
في جنون مثير ليس غريباً عن لعبة كرة القدم، انقلبت الأوضاع رأساً على عقب في الليجا الإسبانية، بعد حالة من الهدوء دامت عبر 12 جولة، سيطر خلالها برشلونة على القمة وكان الكل في انتظار الإعلان الرسمي والنهائي عن فوز «البلوجرانا» باللقب، ولم يكن أكثر المتشائمين قادراً على توقع هذا السيناريو المجنون، الذي أطاح 11 نقطة متتالية من جعبة الكتالوني خلال آخر 4 جولات فقط من البطولة المحلية، حيث خسر مرتين بكامب نو وثالثة بملعب أنويتا وهو الذي لم يفقد سوى 12 نقطة خلال 29 مباراة منذ بداية الموسم!
برشلونة تعرض للهزيمة الثالثة على التوالي في الليجا خلال الجولة 33، في واقع كارثي للفريق الكتالوني لم يمر به مطلقا هذا الموسم، وجاءت الخسارة على ملعبه ووسط جماهيره أمام فالنسيا، بهدفين مقابل هدف واحد، وهو الفوز الثاني على التوالي للخفافيش عقب الهزيمة في 4 جولات متتالية، كما أنه الفوز الخامس لفالنسيا خارج ملعبه طوال هذا الموسم.
الهزيمة الجديدة جمدت رصيد البارسا عند 76 نقطة، بعدما خسر 3 مباريات وتعادل في الرابعة خلال آخر 5 جولات من الليجا، إضافة إلى مغادرة دوري الأبطال على يد «الأتليتي».
وبالطبع، لم يُفت المنافسون الفرصة، ونجح أتلتيكو مدريد الوصيف حاليا بفارق الأهداف فقط، في تحقيق الفوز الثالث على التوالي والرابع له في آخر خمس جولات، وجاء الفوز بثلاثية نظيفة على حساب غرناطة، ليرفع رصيد «الأتليتي» إلى 76 نقطة أيضا، بالتساوي مع برشلونة، وبفارق 18 هدفا لصالح البارسا الذي يمتلك فارقا تهديفيا (+ 59) مقابل (+41) لأتليتيكو.
كما استمرت كتيبة الفرنسي زين الدين زيدان في مسيرتها الرائعة، بتحقيق الفوز السابع على التوالي، في مواجهة خيتافي، بنتيجة (5/1)، ليقلص ريال مدريد الفارق إلى نقطة واحدة فقط بينه وبين القمة، ممتلكا رصيدا تهديفيا هائلا يبلغ (+ 68)، في انتظار اللحظة المناسبة للانقضاض على مقعد الصدارة.
وبالمقارنة الرقمية البسيطة، يظهر حصول برشلونة على 4 نقاط فقط من إجمالي 15 نقطة في آخر 5 جولات، مقابل حصد أتلتيكو لـ 12 نقطة واقتناص ريال مدريد 15 نقطة كاملة من نفس عدد المباريات، وتبدو أفضلية فريقي العاصمة مدريد مقارنة بالبارسا الذي انهار قرب نهاية الموسم في حالة ووضع يثيران الكثير من الجدل والتعجب !
تأثر برشلونة كثيراً بابتعاد هدافه الأول عن هز شباك المنافسين، الأوروجواياني لويس سواريز، الذي كان قبل شهور قليلة متصدراً لقائمة هدافي الليجا وأوروبا كلها، ورغم امتلاكه ل 26 هدفا في المركز الثاني بعد رونالدو، إلا أنه لم يسجل أي هدف منذ الجولة 28، أي قبل 5 جولات من الآن، صحيح أنه لم يشارك في الجولات الأخيرة كلها، إلا أنه لعب 270 دقيقة في 3 مباريات لم يتمكن خلالها من تسجيل أي هدف، وخسر خلالها برشلونة مرتين وتعادل في الثالثة.
ورغم أن ميسي عاد للتسجيل في تلك المباراة، إلا أنه بمفرده لم يكن لينجح في انتشال البارسا من تلك الحالة الحرجة التي يمر بها، خاصة أن الضلع الثالث في مثلث الرعب الكتالوني البرازيلي نيمار، يمر هو الآخر بحالة من التراجع الذي ظهر على معدلاته التهديفية أيضا، بعدما سجل هدفاً واحداً فقط في آخر 4 مباريات.
على الجانب الآخر، يمر ريال مدريد بحالة مختلفة تماماً عما قدمه طوال الموسم، وتألق نجمه الأول وهداف الليجا الحالي كريستيانو رونالدو، مسجلا 4 أهداف في آخر 4 مباريات متتالية، رفعت رصيده إلى 31 هدفا وقاد الريال إلى الفوز فيها جميعا، كما أحرز الفرنسي كريم بن زيمه 3 أهداف في آخر 4 مباريات أيضا، في حين سجل جاريث بيل هدفين خلالها.
وبعد صمود طويل وملحمة رائعة في الجولات الأخيرة، تعرض ليستر سيتي لخسارة نقطتين خلال الجولة 34 من البريمييرليج، بعدما انتزع تعادلاً قاتلاً على ملعبه ووسط جمهوره بهدفين لمثلهما، أمام وستهام يونايتد، ليرفع الثعالب رصيدهم إلى 73 نقطة في الصدارة، بفارق 5 نقاط فقط عن ملاحقهم العنيد توتنهام هوتسبر، الذي حقق الفوز الأكبر برباعية نظيفة على حساب ستوك سيتي، ليصل الديوك إلى النقطة 68، وتعود المنافسة على القمة إلى الاشتعال مجدداً.
ورغم فوز مانشستر سيتي الثالث في الترتيب على تشيلسي بثلاثة أهداف دون رد، وتعادل أرسنال الرابع مع كريستال بالاس بهدف لكل منهما، ووصولهما إلى النقطة رقم 60 من 33 مباراة، حيث يمتلك كلاهما مباراة واحدة مؤجلة، إلا أن المنافسة على اللقب باتت بعيدة المنال، في ظل إصرار الثنائي ليستر وتوتنهام، على المضي قدما حتى النهاية، وصعوبة خسارتهما لنقاط تمنح أملًا ضئيلاً للمدفعجية أو السيتي في نيل اللقب.
كما لا يزال مانشستر يونايتد يجاهد بكل قوته لخطف أحد المقعدين الثالث أو الرابع، من أجل دوري الأبطال الأوروبي، حيث حقق الفوز بهدف واحد مقابل لا شيء لأستون فيلا، ليرفع الشياطين الحمر رصيدهم إلى 56 نقطة في المركز الخامس بفارق 4 نقاط عن كل من مانشستر سيتي وأرسنال، ولدى المان أيضا مباراة واحدة مؤجلة.
وفي مفارقة غريبة في إطار صراع القاع من أجل البقاء حقق سندرلاند صاحب المركز 18 فوزا غاليا بنتيجة (3/0) على حساب نورويتش سيتي في ملعبه، وهو الفوز الأول للقطط السوداء منذ 6 أسابيع، تعرض خلالها إلى هزيمتين و4 تعادلات.. وجاءت المفارقة عندما سجل نيوكاسل يونايتد صاحب المركز 19، الفوز أيضا في تلك الجولة بنفس النتيجة (3/0) على فريق سوانزي سيتي، وهو الفوز الأول للماجبيز بعد 7 أسابيع ذاق خلالها 6 هزائم وتعادلاً واحداً.
الملاحظة المهمة في هذا الأسبوع الانجليزي المثير، أن الأرض تخلت تماماً عن أصحابها في مباريات الجولة، وزاد الأمر عما حدث في الليجا، ففاز صاحب الملعب في مباراتين فقط، لصالح مانشستر يونايتد ونيوكاسل يونايتد، بينما تعرضت 5 فرق للهزيمة وسط أنصارها، أهمها خسارة نورويتش سيتي ودخوله النفق المظلم في معركة الهبوط، وبالطبع خسارة ستوك سيتي العريضة التي أعادت الروح إلى صراع القمة لصالح توتنهام، كما انتهت 3 مواجهات بالتعادل أبرزها في ملعب كينج باور وخسارة ليستر سيتي لنقطتين غاليتين جدا في إطار سعيه للتتويج التاريخي.
ولم تتوقف الإثارة والشراسة أيضا في إطار المنافسة على لقب هداف البريميرليج، بعدما سجل هاري كين هدفين هذا الأسبوع رفع بهما رصيده إلى 24 هدفا، وعاد سيرجيو أجويرو مهاجم مانشستر سيتي إلى الصورة بقوة برصيد 21 هدفا بعد الهاتريك الذي أحرزه في الجولة الأخيرة، كما استمر جيمي فاردي في إحراز أهدافه، وزاد حصاده إلى 22 هدفا بعد هدفه الأخير، لكن قد تنهي البطاقة الحمراء التي حصل عليها في مباراة وستهام آماله في حصد لقب الهداف، بل قد يمتد تأثيرها على حلم الثعالب في التتويج !
أما الدوري الإيطالي فلم يأت بجديد حيث استمر اليوفي في الصدارة عن جدارة برصيد 79 نقطة وبفارق 9 نقاط قبل نابولي المستسلم في الجولات الأخيرة.